عون: لبنان ملتزم تطبيق القرار 1701

TT

عون: لبنان ملتزم تطبيق القرار 1701

أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ بأن لبنان «ملتزم التزاما كاملا تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، لأنه يدرك المخاطر المحتملة التي تنجم عن انتهاك هذا القرار»، لافتا إلى أن إسرائيل لا تزال تخرق الأجواء اللبنانية وتحتل أراضي لبنانية وتقوم بممارسات عدوانية تشكل انتهاكا صريحا للقرار الدولي.
وأشار إلى أن مجلس الوزراء قرر طلب التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) سنة إضافية، مؤكدا تعزيز التعاون بين الجيش اللبناني و«يونيفيل» من خلال زيادة قدرات الجيش وحضوره في جنوب لبنان وفي مياهه الإقليمية.
وشدد رئيس الجمهورية على أهمية دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للجيش اللبناني في حربه ضد الإرهاب، لافتا إلى تحقيق خطوات مهمة ستعيد الاستقرار والأمن إلى الحدود اللبنانية - السورية التي عانت خلال الأعوام الماضية الاعتداءات الإرهابية. وتمنى أن يكثف المجتمع الدولي من مساعدته لبنان لتمكينه من الاستمرار في تقديم الرعاية للنازحين الذين يؤمل أن تكون عودتهم إلى بلدهم قريبة مع تقدم الحل السلمي للأزمة السورية.
وكانت كاغ نقلت إلى عون في مستهل اللقاء رسالة شفوية من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضمنها تمنياته له بالنجاح في مسؤولياته الوطنية، ثم قدمت له عرضا مفصلا عن المناقشات التي دارت في مجلس الأمن خلال مناقشة التقرير الدوري حول تطبيق القرار 1701، لافتة إلى صدور توصيات تم الاتفاق عليها بين الدول الأعضاء، ولا سيما حول مواضيع ترسيم الحدود البرية والبحرية وملف النفط والغاز التي يؤمل أن يكون لها الصدى الإيجابي لدى الدولة اللبنانية. وأشارت كاغ إلى الطلب الذي قدم إلى الدول المانحة لتقديم المزيد من المساعدات للبنان وتخفيف العبء الثقيل الملقى على عاتقه في رعاية أوضاع النازحين السوريين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.