موناكو... دجاجة تبيض ذهباً للآخرين

الفريق الفرنسي فضل جني الأموال وباع نجومه الذين قادوه للقب الدوري لأول مرة منذ 17 عاماً

اللاعبون المنضمون من موناكو إلى الدوري الإنجليزي... من اليمين إلى اليسار سيلفا وميندي وباكايوكو - موناكو حصد لقب الدوري الفرنسي بفضل لاعبيه الذين ضحى بهم («الشرق الأوسط}) - مبابي تألق مع المنتخب الفرنسي كما فعل مع موناكو («الشرق الأوسط}) - مبابي مرشح للانتقال إلى ريال مدريد مقابل  180 مليون يورو
اللاعبون المنضمون من موناكو إلى الدوري الإنجليزي... من اليمين إلى اليسار سيلفا وميندي وباكايوكو - موناكو حصد لقب الدوري الفرنسي بفضل لاعبيه الذين ضحى بهم («الشرق الأوسط}) - مبابي تألق مع المنتخب الفرنسي كما فعل مع موناكو («الشرق الأوسط}) - مبابي مرشح للانتقال إلى ريال مدريد مقابل 180 مليون يورو
TT

موناكو... دجاجة تبيض ذهباً للآخرين

اللاعبون المنضمون من موناكو إلى الدوري الإنجليزي... من اليمين إلى اليسار سيلفا وميندي وباكايوكو - موناكو حصد لقب الدوري الفرنسي بفضل لاعبيه الذين ضحى بهم («الشرق الأوسط}) - مبابي تألق مع المنتخب الفرنسي كما فعل مع موناكو («الشرق الأوسط}) - مبابي مرشح للانتقال إلى ريال مدريد مقابل  180 مليون يورو
اللاعبون المنضمون من موناكو إلى الدوري الإنجليزي... من اليمين إلى اليسار سيلفا وميندي وباكايوكو - موناكو حصد لقب الدوري الفرنسي بفضل لاعبيه الذين ضحى بهم («الشرق الأوسط}) - مبابي تألق مع المنتخب الفرنسي كما فعل مع موناكو («الشرق الأوسط}) - مبابي مرشح للانتقال إلى ريال مدريد مقابل 180 مليون يورو

تمكن موناكو من حصد ثروة هائلة من صفقات بيع لاعبين أبرمها هذا الصيف، ولا تزال ثمة شائعات تدور حول انتقال وشيك لتوماس ليمار إلى آرسنال وكيليان مبابي إلى ريال مدريد. وحتى إذا ما توقفت حمى بيع اللاعبين التي اجتاحت النادي الفرنسي الآن، سيبقى لزاماً على المدرب ليوناردو جارديم إعادة بناء الفريق وإعادة بث روح النشاط في صفوف فريق اقتنص الدوري الفرنسي الممتاز، ونجح في بلوغ دور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، ثم فقد مهارات بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني في غضون ثلاثة شهور فقط.
حتى الآن، يشكل كل من ميندي (52 مليون جنيه إسترليني) وتيموي باكايوكو (39.6 مليون جنيه إسترليني) وبيرناردو سيلفا (43.6 مليون جنيه إسترليني) أغلى صفقات البيع التي أبرمها النادي الفرنسي حتى الآن. ومع هذا، لا ينبغي التقليل من أهمية التأثير الذي سيخلفه رحيل أسماء مثل فاليري جيرماين (الذي انتقل إلى مارسيليا مقابل 6.80 مليون جنيه إسترليني) ونبيل ضرار (الذي انتقل إلى فناربغشه مقابل 4 مليون جنيه إسترليني)، فمن المؤكد أن العمق الذي أضفاه وجودهما على أداء الفريق خلال الموسم الماضي سيفتقده موناكو بشدة، وبخاصة إذا ما نجح في التقدم في مسيرته ببطولة دوري أبطال أوروبا وببطولتي الكأس الفرنسيتين.
وكما هو متوقع، سعى النادي بدأب لإيجاد بدائل للنجوم التي غادرت صفوفه، وبالفعل ضم إليه يوري تيليمانس من أندرلخت مقابل 21.5 مليون جنيه إسترليني وتيرينس كونغولو من فينورد مقابل 11.5 مليون جنيه إسترليني. من ناحيته، يتميز تيلمانس، اللاعب البلجيكي الدولي البالغ 20 عاماً، بنشاط واضح داخل الملعب ونزعة هجومية تؤهله لأن يحل محل باكايوكو في قلب خط الوسط. أما كونغولو صاحب المهارات المتنوعة والذي يعتبر أصغر لاعب مثّل هولندا خلال بطولة كأس العالم الأخيرة، فبمقدوره المشاركة بمركز الظهير الأيسر أو قلب الدفاع.
علاوة على ذلك، من المقرر أن يستقبل موناكو مجموعة من لاعبيه المعارين لأندية أخرى، بينهم روني لوبوس (ليل) وأداما تراوري (ريو أفي) وآلان سانت ماكسيمين (باستيا). وقدم لاعبو موناكو المعارين للخارج أداءً مختلطاً خلال فترة الإعارة، لكن بالنظر إلى غياب المواهب الهجومية عن صفوف الفريق حالياً، من الواضح أن ليس ثمة خيار أمام جارديم سوى الاعتماد عليهم إلى حد ما.
من ناحية أخرى، من المتوقع أن يعتمد نجاح موناكو خلال الموسم المقبل - الذي يبدأ على عجل، السبت المقبل، عندما يدخل في مواجهة أمام باريس سان جيرمان في كأس السوبر الفرنسي في طنجة - على التوجه التكتيكي الذي سيتبعه جارديم. وخلال موسمه الأول في النادي، 2014 - 2015، بدا الفريق كئيباً وسلبيا للغاية. ورغم وصول الفريق دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا، فإنه لم يبدأ في تقديم أداء يحوز الإعجاب حقاً سوى بمجرد إطلاق يد المدافع البرتغالي برناردو سيلفا (انتقل إلى مانشستر سيتي) والجناح البلجيكي يانيك فيريرا كاراسكو (أتليتكو مدريد حاليا) والمهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال (مانشستر يونايتد حاليا). وجاء رحيل فيريرا كاراسكو ومارسيال - بجانب الظهير الأيسر الفرنسي لايفن كورزاوا (إلى باريس سان جيرمان) ولاعب خط الوسط الفرنسي جيوفري كوندوبيا (إنتر ميلان) - الموسم التالي ليترك الفريق في مواجهة أزمة غياب هوية خلال موسم 2015 - 2016. عندما اضطر الفريق إلى الاعتماد على مجموعة من اللاعبين المعارين قدموا أداءً دون المستوى المأمول.
إلا أن قصة إنجازات موناكو، الموسم الماضي، جديرة بإعادة سردها، فقد اتخذ جارديم عدداً من الخطوات الجريئة لإعادة راداميل فالكاو بعد فترات إعارة مثيرة للإحباط قضاها في صفوف مانشستر يونايتد وتشيلسي، إضافة إلى ضم ميندي من مارسيليا وجبريل سيديبي من ليل لبناء فريق يصلح لأسلوب لعب 4 - 4 - 2 الذي يميل للهجوم. وبالفعل، نجحت العناصر الجديدة في تعزيز صفوف موناكو ومعاونته على الوصول لدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، يقف جارديم من جديد الآن في مواجهة موقف يحتم عليه إثبات قدرته على بناء تشكيل أساسي وفريق من مجموعة اللاعبين المتاحين أمامه حالياً.
وبينما كان المدرب يشعر بالرضا تجاه حماس مبابي ووجود فالكاو فيما مضى، فإنه من غير المحتمل أن ينحرف بعيداً عن أسلوب لعب 4 - 4 - 2 الذي ساعده كثيراً الموسم الماضي. ومن المعتقد أنه ستجري الاستعانة بتيليمانس محل باكايوكو في وسط الملعب، في الوقت الذي يمكن لأي من المدافع الهولندي كونغولو أو خورخي (الذي جرى ضمه من فلامنغو مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني في يناير/ كانون الثاني) أن يحل محل ميندي بمركز الظهير.
إلا أن ما يزيد الأمور تعقيداً الدور الذي اضطلع به سيلفا في الفريق. اسمياً، شارك سيلفا في مركز لاعب خط الوسط على الجانب الأيمن، لكن صانع الألعاب البرتغالي لم يقتصر دوره فحسب على هذا المركز، وإنما كان يظهر من حين إلى آخر على الجناح أو بقلب خط الوسط وتمكن من فرض سيطرته على المباريات ليس فقط من خلال قوة مهاراته الفردية، وإنما كذلك لقدرته الغريزية المدهشة على تكييف دوره للتأقلم مع مواقف مختلفة. إضافة إلى ذلك، تميز سيلفا بمهارة تسجيل الأهداف واضطلع بدور مبتكر وأسهم في صياغة توجه عام داخل الملعب مميز لموناكو.
بالنسبة للوبوس وسانت ماكسيمين، فإن كليهما يملك مهارات فائقة، لكن لم يتعرض أي منهما لاختبار حقيقي على مستوى مواجهات أندية الصفوة حتى الآن. ويعتبر سانت ماكسيمين على وجه التحديد موهبة فائقة، ومع ذلك غالباً ما جاء أداؤه مخيباً للآمال في صفوف باستيا. في المقابل، كان من شأن موسم من الإصابات والفوضى بمنصب المدرب جعل الأداء الرديء يغلب على الفترة التي قضاها لوبوس في ليل. المؤكد أن كليهما لاعب مفيد ويحمل إمكانات كبيرة (لوبوس يبلغ 21 عاماً، بينما يبلغ سانت ماكسيمين 20 عاماً)، ومن المؤكد أنهما ستجري الاستعانة بهما قبل المواجهات الأوروبية، ومع هذا فإنه من المتعذر الاعتماد عليهما بشدة. الملاحظ خلال المباريات الودية التي خاضها موناكو، استمر جارديم في الاعتماد على أسلوب لعب 4 - 4 - 2. مع مشاركة أي من لوبوس أو سانت ماكسيمين محل سيلفا. من ناحيته، جاءت مشاركة لوبوس أكثر قليلاً (كما جرت الاستعانة بسانت ماكسيمين كواحد من بين اللاعبين الاثنين المتقدمين)، لكن ربما من الأفضل للفريق اتباع أسلوب لعب مختلف وتجنب تحميل اثنين من اللاعبين المعارين سابقاً العائدين لصفوف الفريق هذا القدر البالغ من المسؤولية.
ورغم أن التشبث بأسلوب اللعب الذي حقق نجاحاً كبيراً الموسم الماضي ربما يبدو خطوة ذكية، فإن موناكو سبق له بالفعل الاعتماد على أسلوب لعب مختلف في كل من السنتين التي تولى خلالها جارديم مهمة التدريب، وربما يستفيدون من تغيير تكتيكي آخر هذا العام. الملاحظ أن الجناح الفرنسي توماس ليمار قدم أداءً رائعاً منذ انضمامه إلى موناكو قادماً من كاين، لكنه في الوقت ذاته قدم أداء واعدا في مركز قلب الهجوم عندما شارك في هذا المركز خلال مباريات عدة في موسم 2015 - 2016. وحال تخليصه من عبء مهام تغطية الظهيرين، يمكن أن يتحسن أداء ليمار على نحو أكبر. كما أن الاستعانة بليمار خلف المهاجمين الاثنين المتقدمين يمكن أن يمنح تيليمانس فرصة أكبر للهجوم - وبخاصة أنه سجل 18 هدفاً الموسم الماضي وعاون في إحراز 15 أخرى، وبالتالي من الواضح أن لديه ميولا قوية نحو تسجيل الأهداف - وربما يعاون لاعب خط الوسط البرتغالي جواو موتينيو الذي واجه صعوبة بعض الأحيان في وسط الملعب الموسم الماضي.
من ناحيتهما، يناضل خورخي وتيرينس كونغولو للمشاركة محل ميندي في مركز الظهير الأيسر، بينما يشارك سيديبي بقوة على الجانب الأيمن. ورغم أن أياً من الموقفين لا يعتبر مثالياً، فإنه حال اعتماد الفريق على محور ارتكاز، فإنه ربما يتمكن من فرض مزيد من الانضباط داخل المراكز على الظهيرين. من جانبه، ناضل سيديبي للاضطلاع بهذا الدور، إلا أن المدافع المالي ألمامي توريه، الذي يعتبر مدافعاً أفضل بكثير، يمكنه تحمل هذه المسؤولية. ورغم أن توريه يعتمد على نحو مفرط على سرعته في الهجوم، فإنه ربما يتسم بنضج أكبر بالفعل عن سيديبي.
وبغض النظر عن الخيار الذي يستقر عليه جارديم تكتيكياً، فإنه ربما يساوره قلق أكبر حيال غياب العمق. والملاحظ أن كثير من جهود التدوير الموسم الماضي وقعت على عاتق سيلفا والمدافع الإيطالي أندريا راغي وسيديبي، وهو ثلاثي من اللاعبين أصحاب المهارات المتنوعة والذين يملكون القدرة على المشاركة في مراكز مختلفة. إلا أنه مع رحيل سيلفا إلى مانشستر سيتي وبلوغ راغي في الفترة الأخيرة الـ33 من عمره وأداء سيديبي غير المقنع في مركز الظهير الأيسر، يبدو موناكو في مواجهة نقص حاد في الخيارات المتاحة أمامه.
جدير بالذكر، أن الروسي فاديم فاسيلييف، نائب رئيس موناكو، نفى التوصل إلى اتفاق مع ريال مدريد بطل إسبانيا وأوروبا لانتقال المهاجم الشاب كيليان مبابي من الأول إلى الثاني. لكنه اعترف في مؤتمر صحافي لتقديم اللاعبين الجدد أن نادي الإمارة تلقى «عروضا مهمة جدا» لبيع نجمه الشاب. ويأتي نفي موناكو بعد يوم من تقرير لصحيفة «ماركا» الإسبانية ذكرت فيه أن الناديين توصلا إلى اتفاق مبدئي بشأن انتقال مبابي مقابل 180 مليون يورو.
وتابع فاسيلييف «أقرأ في الإعلام الكثير من الأمور. اؤكد أننا لم نتوصل إلى اتفاق مع ريال أو أي ناد آخر. لكننا تلقينا عروضا مهمة جدا، فكل الأندية الكبيرة تريد التعاقد معه. إنه أهم لاعب واعد في كرة القدم الأوروبية». وأضاف: «لم نغير أهدافنا، فنحن نتحدث عن تمديد عقد اللاعب، لكن دائما بما يتناسب مع المصلحة الاقتصادية للنادي. آمل أن نصل إلى ذلك، أنه قرار مهم جدا خصوصا بالنسبة إلى كيليان. يجب أن نتخذ القرار الصحيح، في حال بقائه أو رحيله، يجب أن نمنحه الوقت وأن لا نستعجل الأمور».
وتحدث فاسيلييف عن «ضغوط إعلامية كثيرة على اللاعب»، مضيفا: «لا يزال شابا والأمر ليس سهلا بالنسبة له، ولكنه يدير الأمور جيدا وأنا أهنئه على ذلك. اليوم ليس هناك أي اتفاق، نريد مزيدا من الوقت لكي نبحث الأمر بهدوء مع اللاعب وعائلته». وأكد أيضا ردا على سؤال أنه «لم يفتح الباب أمام رحيل اللاعب».
وكانت صحيفة «ماركا» أكدت أنه استنادا إلى مصادر مقربة من المفاوضات، من المتوقع أن ينضم مبابي إلى بطل الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا «في الأيام القليلة المقبلة» بعقد لمدة 6 مواسم مقابل مبلغ يراوح بين 150 و160 مليون يورو، بالإضافة إلى مكافآت الأداء التي تراوح بين 20 و30 مليون يورو. لكن صحيفتي «لوباريزيان» و«نيس ماتان» الفرنسيتين سارعتا للإعلان أن موناكو بطل فرنسا نفى رسميا هذا الخبر.
وأصبح مبابي بعد الموسم المميز الذي قدمه مع موناكو إن كان محليا أو في دوري أبطال أوروبا، محط اهتمام أندية أوروبية كبرى مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي أو ريال مدريد الذي باع مؤخرا مهاجمه ألفارو موراتا إلى تشلسي مقابل 80 مليون يورو
ويعتبر مبابي أهم اللاعبين الذين طرحتهم وسائل الإعلام في سوق الانتقالات الصيفية، ولا يتفوق عليه سوى نجم برشلونة الإسباني والمنتخب البرازيلي نيمار الذي تدور الشائعات حول رغبته بالخروج من ظل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والسبيل إلى ذلك الانتقال إلى سان جيرمان في صفقة خيالية تصل إلى 222 مليون يورو. وفي حال كانت معلومات «ماركا» دقيقة، فسيكون انضمام مبابي إلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو صفقة كبيرة بالنسبة للنادي الملكي الموجود حاليا في جولة أميركية تحضيرية.
ورفض المكتب الإعلامي لبطل إسبانيا وأوروبا التعليق بشأن ما كشفته «ماركا»، في حين رد لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو على أسئلة الصحافيين بخصوص هذه المسألة، قائلا من لوس أنجليس: «لا يمكنني التحدث عن هذا الأمر. هذه أخبار قادمة من الخارج». وواصل «مبابي، مثل نيمار، إنهما لاعبان كبيران، سيعززان صفوف أي فريق، لكنهما ليسا لاعبي ريال مدريد، ونحن نملك أصلا مهاجمين جيدين جدا».
وينظر لمبابي باعتباره أحد أكثر المواهب الصاعدة تميزا على صعيد كرة القدم العالمية، حيث سجل 26 هدفا في المسابقات كافة الموسم الماضي وساعد موناكو على الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى في 17 عاما، إضافة إلى بلوغ الفريق لقبل نهائي دوري الأبطال..



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».