وقود الكهرباء يكلف «الشرعية» 60 مليون دولار شهرياً

مجلس الوزراء اليمني يشدد على رعاية أسر الشهداء ومعالجة الجرحى

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
TT

وقود الكهرباء يكلف «الشرعية» 60 مليون دولار شهرياً

جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)
جانب من جلسة مجلس الوزراء اليمني التي عقدت في عدن أمس (سبأ)

أقر مجلس الوزراء اليمني جملة قرارات خدمية وأمنية تتعلق بالكهرباء والنفط، إلى جانب حماية فروع المصارف، وذلك في جلسة عقدها بقصر المعاشيق، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس.
وأكد رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي ترأس الجلسة، على أن الحكومة تعمل على دفع 60 مليون دولار شهريا لتوفير المشتقات النفطية لتوليد الكهرباء. وشدد بن دغر على الأهمية الاستراتيجية التي تحققت بعد الانتصارات التي حققها الجيش الوطني اليمني والمقاومة المسنودان بقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، في معسكر خالد بن الوليد بمحافظة تعز.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، تحية المجلس لانتصارات الجيش الوطني بتعز وسيطرته الكاملة على معسكر خالد بن الوليد، مشيدا «بالمواقف البطولية ودورهم في حماية المواطنين والتمكن من السيطرة واستعادة الكثير من المواقع التي كانت تعبث بها الميليشيا الانقلابية».
وقدم المجلس خالص تعازيه ومواساته لأسر الشهداء الذين ارتقت أرواحهم إلى بارئها وهم يذودون عن حياض الوطن، ووجه المجلس برعاية أسر الشهداء ومعالجة الجرحى الذين ناضلوا في محراب العزة للدفاع عن الكرامة والجمهورية ضد القوى الانقلابية، وأن تحرير معسكر خالد بن الوليد سيفتح الآفاق نحو انتصارات كثيرة قادمة، وأضاف البيان أن المجلس ثمن عاليا المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن في المجالات الخدمية والتنموية في مختلف القطاعات، وأشاد بأهمية الدعم الذي دُشن مؤخرا بمنح عدد من الحافلات لمؤسسة النقل، التي من خلالها ستشهد تحسنا كبيرا في حركة النقل البري انطلاقا من العاصمة المؤقتة عدن وما جاورها من محافظات ووصولا إلى كافة محافظات الجمهورية في مراحل قادمة.
وحيال ذلك، أكد رئيس الوزراء بأنه سيتم توزيع الحافلات للمرافق والمؤسسات الحكومية عبر مؤسسة النقل وفقا للأولويات الملحة، «وسيتم التركيز في المرحلة الأولى على مدينة عدن والمدن الرئيسية لما تعانيه من كثافة سكانية، الأمر الذي سيخفف من شدة الازدحام في عملية السير في الطرقات والخطوط الرئيسية». وأكد بن دغر، على استمرار الحكومة وبتوجيهات وبمتابعة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي «بذل كل الجهود لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وخاصة في القطاعات الخدمية، الكهرباء، والصحة، والمياه، والطرقات، والتعليم». وأضاف: «تعمل الحكومة على دفع قيمة المشتقات النفطية لمحطات التوليد شهرياً بمبلغ يصل إلى 60 مليون دولار شهريا، وتدفع بالدولار حفاظاً على استقرار العملة المحلية التي حافظت على قيمتها في الفترة الماضية رغم الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا وانعدام شبه تام للعملة الصعبة».
وشدد رئيس الوزراء على العمل المؤسسي البناء الذي يخدم المواطن والدولة بدرجة أولى والبحث لإيجاد دعم للمشتقات النفطية لمحطات الوقود والجيش والأمن وتنظيم آلية محددة لتلافي أي اختناقات أو أزمات في المشتقات النفطية. وصادق مجلس الوزراء على مشروع تقدم به وزير النفط المهندس سيف الشريف ينظم اللائحة الداخلية في التحاسب في المشتقات النفطية بين كل من شركة مصافي عدن وشركة النفط ووزارة المالية.
كما استمع مجلس الوزراء إلى تقريرين مفصلين من نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء صالح الزنداني أوضح فيه سير المعارك القتالية والانتصارات التي تحققت في تعز وباقي الجبهات الأخرى والمعنويات العالية التي يتحلى بها الجيش الوطني والمقاومة في سبيل الدفاع عن الوطن وهزيمة الانقلاب.
كما استمع إلى تقرير من نائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع أشار فيه إلى تنفيذ الخطة الأمنية في حماية المؤسسات الحكومية والبنوك التجارية وبما يضمن عدم حدوث أي اختراقات أمنية من شأنها أن تزهق أرواح الأبرياء وتؤثر على السكينة العامة للمواطنين كما حدث مؤخراً في البنك الأهلي فرع المنصورة... مشدداً المجلس على اتخاذ القرارات اللازمة لمنع حدوث مثل ذلك وسرعة محاكمة المتهمين في الحادثة الإجرامية في البنك.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.