«هيئة الطيران السعودي» تدعو لرفع مستويات التعامل مع المواد الخطرة في المطارات

التشديد على رفض استقبال المواد المشعة بدلاً من تحويلها للنفايات

«هيئة الطيران السعودي» تدعو لرفع مستويات التعامل مع المواد الخطرة في المطارات
TT

«هيئة الطيران السعودي» تدعو لرفع مستويات التعامل مع المواد الخطرة في المطارات

«هيئة الطيران السعودي» تدعو لرفع مستويات التعامل مع المواد الخطرة في المطارات

أكد مسؤول في هيئة الطيران المدني السعودي على ضرورة التعامل الأمثل مع المواد الخطرة الكيميائية في المطارات بالعالم، معتبراً ذلك أمراً حيوياً وأساسياً من أجل تحقيق السلامة والأمن في مختلف الصناعات والقطاعات المرتبطة بالطيران. وبيّن الكابتن عبد العزيز نقادي، مساعد الرئيس للسلامة والأمن والنقل الجوي المكلف، أن هناك ضوابط بالغة الأهمية للتعامل مع المواد الخطرة، وأن تعاون الجميع يكفل تحقيق الأهداف المنشودة في هذا المجال، حاثاً الجميع على العمل على رفع مستوى كفاءة العاملين والشركات التي تتعامل مع آليات التخزين والتغليف والشحن والنقل.
وشدد نقادي، خلال كلمته في مؤتمر المواد الخطرة الذي نظمته الهيئة العامة للطيران المدني، بشراكة عملية مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أمس، في الرياض، على أن هناك نسبة كبيرة من المواد الخطرة يتم نقلها جواً، ولذلك أولت المنظمات والهيئات العالمية المتخصصة في الطيران المدني هذا الأمر أهمية بالغة. وذكر نقادي أن قطاع الطيران المدني يعد أحد أهم القطاعات المحركة لعجلة التنمية والاقتصاد، مؤكداً حرص الهيئة العامة للطيران المدني على تأدية ذلك الدور بنجاح، مع الوضع في الاعتبار أن التعامل مع المواد الخطرة وفق أحدث الأساليب والتقنيات في المطارات ضرورة لا بد منها، خصوصاً أن قطاع الطيران المدني يخدم كثيراً من القطاعات الأخرى الصناعية والعسكرية والطبية وغيرها في نقل واستيراد احتياجاتها من البضائع والصناعات التي تنطوي على مواد خطرة، سواء كانت خطورتها مباشرة أو غير مباشرة.
وقال مساعد الرئيس للسلامة والأمن والنقل الجوي إن الهيئة بصفتها جهة مسؤولة عن الرقابة والتشريع في مجال النقل الجوي، عملت على وضع أنظمة خاصة بنقل المواد الخطرة جواً على نحو يتماشى مع الاتفاقيات والمعايير الدولية، إذ أصدرت نظاماً ولوائح تنظيمية تتعلق بجميع الجوانب الأمنية والفنية ذات العلاقة بنقل المواد الخطرة جواً. وتلزم تلك اللوائح كل ناقل جوي يرغب في تقديم خدمة نقل المواد الخطرة بالحصول على تراخيص من الهيئة العامة للطيران المدني لممارسة هذا النشاط، مما يضمن الالتزام التام بما وضعته الهيئة من ضوابط. وأشار الكابتن عبد العزيز نقادي، مساعد الرئيس للسلامة والأمن والنقل الجوي المكلف، إلى أنه على الرغم من الضوابط والمعايير الصارمة التي وضعتها الهيئة، فإنها في الوقت ذات تعمل على تسهيل عمليات النقل الجوي للمواد الخطرة، على نحو يلبي احتياجات القطاعات الأخرى، سواء من حيث الكم أو من حيث السرعة، وذلك في إطار تعاون وثيق من جميع الجهات ذات العلاقة.
وخلال يوم أمس، تطرقت لهذا الأمر الجلسات العملية المصاحبة لمؤتمر المواد الخطرة، الذي جاء تحت عنوان «جودة الأداء... محافظة على الأرواح». وتحدث محمد السلامة، وهو مدير حماية البيئة والمواد الخطرة، عن التراخيص التي تمنحها الهيئة للمواد الخطرة، وعن الإجراءات المتبعة بهذا الخصوص، كما تناول الدكتور ماجد أبو عشي الرؤية نحو مطارات خضراء مستدامة، في حين تحدث سلطان الدوسري، الاختصاصي الكيميائي من مصلحة الجمارك العامة، عن إجراءات المعانية التي يقوم بها أفراد مصلحة الجمارك، والأمور المتبعة في حالات تخزين المواد الكيمائية الخطرة والمشعة.
في حين تناول الدكتور محمد عتيق الدوسري، وهو أستاذ بحث مشارك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، المواد الكيميائية الخطرة: تصنيفها، وطرق تخزينها. وعرّف المواد الكيميائية شديدة التفجر، والمواد القابلة للاشتعال التي تطلق شراراً لا يشاهد بالعين المجردة، وطرق التعامل معها، داعياً لرفض استقبال المواد الخطرة والغامضة الآتية من الدول الأخرى، لكي لا تكون السعودية مستودعاً ومكب نفايات كيميائية.
من جهة أخرى، تطرق يوسف بيضون، رئيس قسم التخطيط والمطابقة للشحن بمطارات دبي، إلى المواد الخطرة والتعامل معها في مجال الطيران والمطارات. وتحدث فريد ميهوب، وهو مسؤول الحماية من الإشعاع بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عن المواد المشعة من مرحلة الإنتاج إلى التغليف والإرسال والاستقبال والتخزين بعد الاستخدام.
إلى ذلك، تناول الكابتن طي الشمري، وهو نائب الرئيس للسلامة بطيران أديل، عن تأثير المواد الخطرة المشحونة جواً، وانعكاسها على سلامة الطائرات.



الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني يسجل أكبر تراجع في 3 أيام منذ عامين

أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)
أوراق نقدية من فئة خمسة جنيهات إسترلينية (رويترز)

توجه الجنيه الإسترليني نحو أكبر انخفاض له في ثلاثة أيام منذ نحو عامين، الخميس، تحت ضغط من موجة بيع عميقة في السندات العالمية التي أضرت بشكل خاص بالسندات الحكومية البريطانية، مما دفع عائداتها إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً ونصف العام. وأدى ذلك إلى زيادة المخاوف بشأن الوضع المالي لبريطانيا.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.9 في المائة في أحدث تعاملاته ليصل إلى 1.226 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في وقت سابق من اليوم. وكان الجنيه على وشك تسجيل ثالث انخفاض يومي متتالٍ، مما يرفع خسائره إلى 2 في المائة خلال هذه الفترة، وهي أكبر خسائر منذ فبراير (شباط) 2023، وفق «رويترز».

ومقابل اليورو، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 83.93 بنس، وهو أدنى مستوى له منذ شهرين.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت عائدات السندات البريطانية في مختلف الأسواق العالمية، مدفوعة بالمخاوف من التضخم المرتفع، مع تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى حالة من عدم اليقين بشأن كيفية إدارة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترمب للسياسة الخارجية والاقتصادية، واحتمال بيع تريليونات الدولارات من الديون الإضافية.

وكان سوق المملكة المتحدة الأكثر تضرراً بين الاقتصادات الكبرى، حيث قفزت عائدات السندات البريطانية القياسية لأجل عشر سنوات بمقدار ربع نقطة مئوية هذا الأسبوع وحده، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، مما يعكس تدهوراً حاداً في الثقة بشأن التوقعات المالية لبريطانيا.

وعادةً ما تدعم عائدات السندات المرتفعة الجنيه الإسترليني، لكن هذه العلاقة انهارت في الوقت الراهن، مما يعكس القلق المتزايد بين المستثمرين بشأن الوضع المالي للبلاد.

وقال جيم ريد، استراتيجي «دويتشه بنك»: «مع ضعف الجنيه الإسترليني، أصبحت هناك أسئلة متزايدة حول ما إذا كان بنك إنجلترا قادراً على خفض أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة». وأضاف: «وبالتالي، فإن الارتفاع في العائدات يزيد من خطر أن تنتهك الحكومة قواعدها المالية، مما يضطرها إلى الإعلان عن المزيد من إجراءات التقشف مثل زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق، في حين أن العملة الأضعف ستزيد من الضغوط التضخمية في الوقت نفسه».

وفي بيان صادر مساء الأربعاء، أكدت وزارة المالية البريطانية التزامها الثابت بالقواعد المالية للحكومة البريطانية، مشيرة إلى أن هذا الالتزام «غير قابل للتفاوض».

وكان الجنيه الإسترليني من أفضل العملات أداءً مقابل الدولار في العامين الماضيين، بفضل سياسة بنك إنجلترا التي حافظت على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من البنوك المركزية الكبرى الأخرى، ما ساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الأصول البريطانية.

أما سياسات ترمب المقترحة بشأن التعريفات التجارية والهجرة فهي تحمل خطراً متزايداً لرفع ضغوط الأسعار في الولايات المتحدة، ما قد يحد من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة، وهو ما أسهم في تعزيز قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.

وتُظهر سوق المشتقات أن المتداولين يتوقعون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة مرة واحدة هذا العام، ولكنهم لا يعتقدون أن هناك احتمالية كبيرة لخفض آخر. وفي الوقت ذاته، تتوافق التوقعات بشأن سياسة بنك إنجلترا مع تلك الخاصة بـ«الفيدرالي الأميركي».

وفي الوقت الذي تكافح فيه بريطانيا مع تباطؤ النمو الاقتصادي، والتضخم المستمر، وتدهور سوق العمل، فإنها تظل متخلفة عن الولايات المتحدة التي تظهر مرونة واضحة في جميع القطاعات.

وقفزت العلاوات التي يطالب بها المستثمرون مقابل المخاطر الإضافية لاحتفاظهم بديون الحكومة البريطانية لمدة 10 سنوات مقارنةً بسندات الخزانة الأميركية إلى نحو 20 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى لها منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي هذا السياق، بلغ العائد على سندات الخزانة البريطانية لمدة 30 عاماً أعلى مستوى له منذ عام 1998 هذا الأسبوع، ما يعكس زيادة العائدات طويلة الأجل على مستوى العالم.

وكانت آخر مرة تعرضت فيها ديون المملكة المتحدة لهذه الضغوط في سبتمبر (أيلول) 2022، عندما كشفت رئيسة الوزراء آنذاك، ليز تروس، عن خطط الموازنة التي شملت تخفيضات ضريبية غير ممولة بمليارات الدولارات، ما أدى إلى انهيار السندات البريطانية وضرب الجنيه الإسترليني، وأجبر بنك إنجلترا على التدخل لدعم استقرار السوق.

ورغم أن التحركات هذا الأسبوع لا تقترب من التحركات الكبيرة التي شهدتها الأسواق في أواخر عام 2022، عندما ارتفعت السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطة مئوية كاملة في أسبوع واحد، وبلغ الجنيه الإسترليني أدنى مستوياته القياسية مقابل الدولار، فإن السوق تظل تشهد اضطرابات ملموسة وتوقعات غير مؤكدة حول مسار الاقتصاد البريطاني.