سوق أمستردام العقارية «ساخنة للغاية» مع نقص المعروض وارتفاع الأسعار

يتوقع إقبال المشترين البريطانيين على المدينة نتيجة لخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي

العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا
العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا
TT

سوق أمستردام العقارية «ساخنة للغاية» مع نقص المعروض وارتفاع الأسعار

العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا
العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا

يعود تاريخ بناء هذا المنزل إلى عام 2007، ثم جرى تجديده منذ خمس سنوات، ويقع على مساحة 0.37 فدان في قلب محمية طبيعية، ويطل على طريق هادئ من نهر أمستل، وتبلغ مساحة المنزل الرئيس 3.068 قدماً مربعاً، ويضم ثلاث غرف نوم، وحمامين كبيرين وثالثا صغيرا، بجانب قبو. أيضاً، يتميز المنزل بنظام «سونوس» الموسيقي اللاسلكي (وهو مدمج في صفقة البيع) ويمكن تشغيله داخل المنزل الرئيس وكذلك فيما وراء ممر واسع للسيارات، وبيت المركب الذي تبلغ مساحته 700 قدم مربع. أما مادة البناء في كلا المبنيين، فهي الجص الأبيض، إضافة إلى أسقف مصنوعة من الآجر الأسود.
أمام المنزل، توجد ساحة تعج بالأشجار والورود والأزهار. وتقود مجموعة من السلالم المصنوعة من الحجر الأزرق إلى الباب الأمامي للمنزل، حسبما شرح جيري فينين، مالك شركة «مار جيه. أول ماكلارديج بي في»، التي يجري عرض المنزل للبيع من خلالها. في الردهة الرئيسة بالمنزل توجد أبواب فرنسية تفتح على مساحة مخصصة للمعيشة وتناول الطعام تأخذ شكل الحرف «L». مع أرضيات مصنوعة من خشب البلوط الخفيف. كما تضم هذه المساحة مدفأة. أما النوافذ الطويلة القائمة فتطل على منظر بديع يمتد من النهر إلى مروج واسعة وجدول مائي صغير - يشغل كل منهم واحداً من جهات ثلاث. وخارج القاعة الرئيسة للمنزل، يوجد حمام مخصص للضيوف.
أما المطبخ، فيقع إلى يمين الردهة ويفتح على الجانب الآخر من المساحة المخصصة لتناول الطعام. وقد صنعت خزانات المطبخ من خشب البلوط الخفيف، بينما صنعت المنضدة المركزية داخل المطبخ من الحجر الأزرق البلجيكي. أما الأجهزة الكهربائية فغالبيتها من طراز «ميل»، بما في ذلك جهاز إعداد القهوة و«إسبريسو» و«كابتشينو»، وجهاز «مايكروويف» وجهاز تبريد. إضافة إلى ذلك، يوجد موقد «بوريتي»، ومشواة، ويوجد موقد آخر كجزء من المنضدة الرئيسة بقلب المطبخ.
وتؤدي مجموعة من السلالم الخشبية مزودة بدرابزين معدني إلى ردهة المدخل تقود إلى الطابق الثاني الذي يضم غرفة نوم يبلغ عرضها عرض الطابق بأكمله، وتضم نوافذ من سقف مائل في كلا الطرفين. في أحد الجوانب، توجد غرفة ملابس واسعة وخزانة ضخمة يمكن السير بداخلها ترتبط بحمام فسيح بأرضية من السيراميك ومساحة واسعة مخصصة للاستحمام ومرآة زينة.
وتوجد غرفة نوم ثانية مزودة بخزانات مدمجة في الجدران وتؤدي إلى حمام عبر باب. في المستوى الأدنى، يوجد قبو للمشروبات، و«ساونا» فنلندية وحمام وغرفة نوم وغرفة لممارسة التمرينات الرياضية وأخرى للتخزين، عبر الجزء الخلفي من غرف المعيشة والطعام، توجد أربعة أبواب فرنسية تفتح على مجموعة واسعة من السلالم تفتح على الساحة الرئيسة أمام المنزل. ويقود ممر مصنوع من الحجر الأزرق إلى مرفأ يطل على الماء تغطيه تعريشة خشبية. وبجانب بيت المركب، يوجد فناء آخر بجوار جدول صغير من الماء. ويتميز بيت المركب، بردهة مدخل وغرفة مكتب وحمام كبير، إضافة لغرفة نوم بالطابق الأعلى.
يوجد المنزل داخل قرية نيسان دي أمستل، الواقعة على بعد ثلاثة أميال من أمستلفين، وهي مدينة تتميز بالتنوع تقع داخل المنطقة المتروبوليتانية المحيطة بأمستردام، وتضم الكثير من الشركات متعددة الجنسيات. وعلى بعد ثلاثة أميال، يوجد مركز «ستادسهارت» ويضم قرابة 200 متجر ومطعم. أيضاً بالجوار، توجد دار سينما ومسرح ومتحف، بجانب تنظيم سوق أسبوعية. أيضاً، يوجد المنزل على بعد 12 ميلاً عن النشاطات الثقافية والترفيهية في قلب أمستردام. أما مطار سخيبول أمستردام، فيقع على مسافة 11 ميلاً.

نظرة عامة على السوق العقارية
من ناحيته، أوضح فينين أن سوق أمستردام العقارية حالياً «ساخنة للغاية»، مع حدوث زيادة سنوية كبيرة في الأسعار منذ عام 2013، ووجود «بعض النقص في المنازل».
من ناحية أخرى، أوضحت ماريان يونكنخت، التي تعمل وسيطاً وبمجال التقييم العقاري مع شركة «نذرلاندز سوزبيز إنترناشونال ريالتي»، أنه نتيجة للطلب الضخم، فإن سداد المبلغ المطلوب، أو حتى 10 في المائة أعلى منه، يعد «أمراً عادياً تماماً»، وإن كان خلال السنوات الماضية غالباً ما جرى بيع العقارات مقابل أقل من المبلغ المطلوب بـ10 في المائة.
وأضافت أن أسعار المنازل التي تقل عن مليون دولار ارتفع على امتداد العام الماضي بنسبة 20 في المائة، أما المنازل التي يفوق سعرها هذا الحاجز فارتفعت أسعارها بنسبة 10 في المائة. وقالت: «مقابل كل شقة يقل سعرها عن 500 ألف يورو (570 ألف دولار) هناك 20 مشتريا، إننا نشهد حروباً على شراء العقارات».
وشرحت يونكنخت أن العثور على منزل يفوق سعره مليوني دولار به شرفة واسعة أو مرفق به مساحة للسيارة في قلب أمستردام أو جنوب أمستردام التي تشهد إقبالاً كثيفاً، أمر عسير للغاية. وأضافت: «العثور على منازل كبيرة مزودة بحدائق في ضواحي جيدة، أمر نادر للغاية».
في الوقت ذاته، ثمة طلب قوي على المنازل التاريخية المطلة على القناة والتي تتميز بحديقة في الجزء الخلفي منها، وكذلك المنازل القريبة من «فوندلبارك»، وهي مكافئ «سنترال بارك» داخل أمستردام، حيث يمكن أن يتراوح سعر منزل بحديقة ما بين 10 و15 مليون يورو، حسبما أوضحت هيلين غروين دي ليجر، الوسيطة العقارية لدى «كريستيز إنترناشونال ريال استيت» في أمستردام، والملاحظ أنه قرب قلب المدينة، يجري تقسيم الكثير من المنازل المطلة على القناة إلى الشقق.
ورغم أن العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا (تليها العقارات في روتردام ولاهاي وأوترخت)، شرحت يونكنخت أنه «إذا ما قارنت بين الأسعار هنا وتلك في لندن أو باريس أو نيويورك، ستجد أنها تبقى زهيدة للغاية».
وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة العقارية، جرى العمل على تحويل أطراف المدينة والمناطق الصناعية إلى مناطق سكنية، حسبما ذكرت غروين دي ليجر. وأضافت أنه يجري بالفعل العمل في مشروعات مثل «هولاند بارك» الذي يضم 2.500 منزل وشقة جديدة في بنايات تتراوح ارتفاعاتها بين 5 و7 طوابق، في ضواحي أمستردام.
ومن المقرر كذلك امتزاج برج «زافيير»، برج سكني يتألف من 21 طابقاً، مع بنايات يبلغ ارتفاعها 6 طوابق داخل ضاحية زويداس التجارية، بجانب مشروعات سكنية جديدة أخرى تضم أبراجاً سكنية تتراوح ارتفاعاتها بين 23 و25 طابقاً. وأوضحت يونكنخت أنه: «بالنسبة لأمستردام، تعد تلك ارتفاعات كبيرة».

من يشتري في أمستردام
من الواضح أن ثمة اهتماما دوليا متزايدا بأمستردام، ومن المتوقع أن إقبال المزيد من المشترين البريطانيين على المدينة كنتاج لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن بين الجنسيات الأخرى التي تقبل على الشراء في المدينة الأستراليين.
من جهتها، أشارت باربرا فإن دير جريب، أحد الشركاء في «إنجيل آند فولكرز أمستردام»، إلى أنها رأت مشترين من فرنسا وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة، وكذلك الصين والإمارات.
أيضاً، ذكرت فينين أنه من فئات المشترين للعقارات في أمستردام وأمستلفين المجاورة لها، الروس والهنود واليابانيون العاملون في شركات دولية.

معلومات أساسية عن الشراء
لا توجد قيود على المشترين الأجانب، لكن يفضل الاستعانة بمستشار معني بالمجال الضريبي. ويتولى موثق مستحق فحص الوثائق وصياغة العقد وإنجاز إجراءات نقل الملكية، بحيث يتولى رعاية مصالح كل من المشتري والبائع. ومع ذلك، من المهم أيضاً الاستعانة بوكيل عقاري يملك خبرة واسعة.

اللغة والعملة
الهولندية، اليورو (1 دولار يصرف بنحو 0.89 يورو). تبلغ الضرائب على هذا المنزل تحديداً نحو 2.300 يورو (أو 2.612 دولار) سنوياً. ويدفع المشترون 2 في المائة ضريبة نقل ملكية، أما أجر الموثق يصل إلى 2.5 في المائة تبعاً لسعر البيع والمسائل القانونية المحيطة بعملية البيع. وحال استعانة المشتري بوكيل عقاري، فإن الأخير يتقاضى ما بين 1.5 في المائة و2 في المائة كعمولة. أما البائع، فيدفع عمولة مشابهة إلى الوكيل العقاري الخاص به.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.