سوق أمستردام العقارية «ساخنة للغاية» مع نقص المعروض وارتفاع الأسعار

يتوقع إقبال المشترين البريطانيين على المدينة نتيجة لخروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي

العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا
العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا
TT

سوق أمستردام العقارية «ساخنة للغاية» مع نقص المعروض وارتفاع الأسعار

العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا
العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا

يعود تاريخ بناء هذا المنزل إلى عام 2007، ثم جرى تجديده منذ خمس سنوات، ويقع على مساحة 0.37 فدان في قلب محمية طبيعية، ويطل على طريق هادئ من نهر أمستل، وتبلغ مساحة المنزل الرئيس 3.068 قدماً مربعاً، ويضم ثلاث غرف نوم، وحمامين كبيرين وثالثا صغيرا، بجانب قبو. أيضاً، يتميز المنزل بنظام «سونوس» الموسيقي اللاسلكي (وهو مدمج في صفقة البيع) ويمكن تشغيله داخل المنزل الرئيس وكذلك فيما وراء ممر واسع للسيارات، وبيت المركب الذي تبلغ مساحته 700 قدم مربع. أما مادة البناء في كلا المبنيين، فهي الجص الأبيض، إضافة إلى أسقف مصنوعة من الآجر الأسود.
أمام المنزل، توجد ساحة تعج بالأشجار والورود والأزهار. وتقود مجموعة من السلالم المصنوعة من الحجر الأزرق إلى الباب الأمامي للمنزل، حسبما شرح جيري فينين، مالك شركة «مار جيه. أول ماكلارديج بي في»، التي يجري عرض المنزل للبيع من خلالها. في الردهة الرئيسة بالمنزل توجد أبواب فرنسية تفتح على مساحة مخصصة للمعيشة وتناول الطعام تأخذ شكل الحرف «L». مع أرضيات مصنوعة من خشب البلوط الخفيف. كما تضم هذه المساحة مدفأة. أما النوافذ الطويلة القائمة فتطل على منظر بديع يمتد من النهر إلى مروج واسعة وجدول مائي صغير - يشغل كل منهم واحداً من جهات ثلاث. وخارج القاعة الرئيسة للمنزل، يوجد حمام مخصص للضيوف.
أما المطبخ، فيقع إلى يمين الردهة ويفتح على الجانب الآخر من المساحة المخصصة لتناول الطعام. وقد صنعت خزانات المطبخ من خشب البلوط الخفيف، بينما صنعت المنضدة المركزية داخل المطبخ من الحجر الأزرق البلجيكي. أما الأجهزة الكهربائية فغالبيتها من طراز «ميل»، بما في ذلك جهاز إعداد القهوة و«إسبريسو» و«كابتشينو»، وجهاز «مايكروويف» وجهاز تبريد. إضافة إلى ذلك، يوجد موقد «بوريتي»، ومشواة، ويوجد موقد آخر كجزء من المنضدة الرئيسة بقلب المطبخ.
وتؤدي مجموعة من السلالم الخشبية مزودة بدرابزين معدني إلى ردهة المدخل تقود إلى الطابق الثاني الذي يضم غرفة نوم يبلغ عرضها عرض الطابق بأكمله، وتضم نوافذ من سقف مائل في كلا الطرفين. في أحد الجوانب، توجد غرفة ملابس واسعة وخزانة ضخمة يمكن السير بداخلها ترتبط بحمام فسيح بأرضية من السيراميك ومساحة واسعة مخصصة للاستحمام ومرآة زينة.
وتوجد غرفة نوم ثانية مزودة بخزانات مدمجة في الجدران وتؤدي إلى حمام عبر باب. في المستوى الأدنى، يوجد قبو للمشروبات، و«ساونا» فنلندية وحمام وغرفة نوم وغرفة لممارسة التمرينات الرياضية وأخرى للتخزين، عبر الجزء الخلفي من غرف المعيشة والطعام، توجد أربعة أبواب فرنسية تفتح على مجموعة واسعة من السلالم تفتح على الساحة الرئيسة أمام المنزل. ويقود ممر مصنوع من الحجر الأزرق إلى مرفأ يطل على الماء تغطيه تعريشة خشبية. وبجانب بيت المركب، يوجد فناء آخر بجوار جدول صغير من الماء. ويتميز بيت المركب، بردهة مدخل وغرفة مكتب وحمام كبير، إضافة لغرفة نوم بالطابق الأعلى.
يوجد المنزل داخل قرية نيسان دي أمستل، الواقعة على بعد ثلاثة أميال من أمستلفين، وهي مدينة تتميز بالتنوع تقع داخل المنطقة المتروبوليتانية المحيطة بأمستردام، وتضم الكثير من الشركات متعددة الجنسيات. وعلى بعد ثلاثة أميال، يوجد مركز «ستادسهارت» ويضم قرابة 200 متجر ومطعم. أيضاً بالجوار، توجد دار سينما ومسرح ومتحف، بجانب تنظيم سوق أسبوعية. أيضاً، يوجد المنزل على بعد 12 ميلاً عن النشاطات الثقافية والترفيهية في قلب أمستردام. أما مطار سخيبول أمستردام، فيقع على مسافة 11 ميلاً.

نظرة عامة على السوق العقارية
من ناحيته، أوضح فينين أن سوق أمستردام العقارية حالياً «ساخنة للغاية»، مع حدوث زيادة سنوية كبيرة في الأسعار منذ عام 2013، ووجود «بعض النقص في المنازل».
من ناحية أخرى، أوضحت ماريان يونكنخت، التي تعمل وسيطاً وبمجال التقييم العقاري مع شركة «نذرلاندز سوزبيز إنترناشونال ريالتي»، أنه نتيجة للطلب الضخم، فإن سداد المبلغ المطلوب، أو حتى 10 في المائة أعلى منه، يعد «أمراً عادياً تماماً»، وإن كان خلال السنوات الماضية غالباً ما جرى بيع العقارات مقابل أقل من المبلغ المطلوب بـ10 في المائة.
وأضافت أن أسعار المنازل التي تقل عن مليون دولار ارتفع على امتداد العام الماضي بنسبة 20 في المائة، أما المنازل التي يفوق سعرها هذا الحاجز فارتفعت أسعارها بنسبة 10 في المائة. وقالت: «مقابل كل شقة يقل سعرها عن 500 ألف يورو (570 ألف دولار) هناك 20 مشتريا، إننا نشهد حروباً على شراء العقارات».
وشرحت يونكنخت أن العثور على منزل يفوق سعره مليوني دولار به شرفة واسعة أو مرفق به مساحة للسيارة في قلب أمستردام أو جنوب أمستردام التي تشهد إقبالاً كثيفاً، أمر عسير للغاية. وأضافت: «العثور على منازل كبيرة مزودة بحدائق في ضواحي جيدة، أمر نادر للغاية».
في الوقت ذاته، ثمة طلب قوي على المنازل التاريخية المطلة على القناة والتي تتميز بحديقة في الجزء الخلفي منها، وكذلك المنازل القريبة من «فوندلبارك»، وهي مكافئ «سنترال بارك» داخل أمستردام، حيث يمكن أن يتراوح سعر منزل بحديقة ما بين 10 و15 مليون يورو، حسبما أوضحت هيلين غروين دي ليجر، الوسيطة العقارية لدى «كريستيز إنترناشونال ريال استيت» في أمستردام، والملاحظ أنه قرب قلب المدينة، يجري تقسيم الكثير من المنازل المطلة على القناة إلى الشقق.
ورغم أن العقارات في أمستردام تحظى بالنصيب الأكبر من الإقبال على مستوى هولندا (تليها العقارات في روتردام ولاهاي وأوترخت)، شرحت يونكنخت أنه «إذا ما قارنت بين الأسعار هنا وتلك في لندن أو باريس أو نيويورك، ستجد أنها تبقى زهيدة للغاية».
وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة العقارية، جرى العمل على تحويل أطراف المدينة والمناطق الصناعية إلى مناطق سكنية، حسبما ذكرت غروين دي ليجر. وأضافت أنه يجري بالفعل العمل في مشروعات مثل «هولاند بارك» الذي يضم 2.500 منزل وشقة جديدة في بنايات تتراوح ارتفاعاتها بين 5 و7 طوابق، في ضواحي أمستردام.
ومن المقرر كذلك امتزاج برج «زافيير»، برج سكني يتألف من 21 طابقاً، مع بنايات يبلغ ارتفاعها 6 طوابق داخل ضاحية زويداس التجارية، بجانب مشروعات سكنية جديدة أخرى تضم أبراجاً سكنية تتراوح ارتفاعاتها بين 23 و25 طابقاً. وأوضحت يونكنخت أنه: «بالنسبة لأمستردام، تعد تلك ارتفاعات كبيرة».

من يشتري في أمستردام
من الواضح أن ثمة اهتماما دوليا متزايدا بأمستردام، ومن المتوقع أن إقبال المزيد من المشترين البريطانيين على المدينة كنتاج لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومن بين الجنسيات الأخرى التي تقبل على الشراء في المدينة الأستراليين.
من جهتها، أشارت باربرا فإن دير جريب، أحد الشركاء في «إنجيل آند فولكرز أمستردام»، إلى أنها رأت مشترين من فرنسا وألمانيا وتركيا والولايات المتحدة، وكذلك الصين والإمارات.
أيضاً، ذكرت فينين أنه من فئات المشترين للعقارات في أمستردام وأمستلفين المجاورة لها، الروس والهنود واليابانيون العاملون في شركات دولية.

معلومات أساسية عن الشراء
لا توجد قيود على المشترين الأجانب، لكن يفضل الاستعانة بمستشار معني بالمجال الضريبي. ويتولى موثق مستحق فحص الوثائق وصياغة العقد وإنجاز إجراءات نقل الملكية، بحيث يتولى رعاية مصالح كل من المشتري والبائع. ومع ذلك، من المهم أيضاً الاستعانة بوكيل عقاري يملك خبرة واسعة.

اللغة والعملة
الهولندية، اليورو (1 دولار يصرف بنحو 0.89 يورو). تبلغ الضرائب على هذا المنزل تحديداً نحو 2.300 يورو (أو 2.612 دولار) سنوياً. ويدفع المشترون 2 في المائة ضريبة نقل ملكية، أما أجر الموثق يصل إلى 2.5 في المائة تبعاً لسعر البيع والمسائل القانونية المحيطة بعملية البيع. وحال استعانة المشتري بوكيل عقاري، فإن الأخير يتقاضى ما بين 1.5 في المائة و2 في المائة كعمولة. أما البائع، فيدفع عمولة مشابهة إلى الوكيل العقاري الخاص به.
* خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»