ارتفاع المؤشر الرئيسي للاقتصاد الياباني بأقل من التقديرات

ارتفاع المؤشر الرئيسي للاقتصاد الياباني بأقل من التقديرات
TT

ارتفاع المؤشر الرئيسي للاقتصاد الياباني بأقل من التقديرات

ارتفاع المؤشر الرئيسي للاقتصاد الياباني بأقل من التقديرات

أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الحكومة اليابانية أمس (الاثنين)، ارتفاع المؤشر الرئيسي لقياس أداء الاقتصاد الياباني بأقل من التقديرات الأولية الصادرة في مايو (أيار) الماضي.
وسجل المؤشر الصادر أمس الذي يقيس النشاط الاقتصادي المستقبلي 104.6 نقطة خلال مايو الماضي مقابل 104.2 نقطة خلال أبريل (نيسان) الماضي، في حين كانت القراءة الأولية للمؤشر الصادرة في مايو الماضي قد سجلت 104.7 نقطة.
في الوقت نفسه، تراجع مؤشر التزامن الاقتصادي الذي يقيس النشاط الاقتصادي الراهن إلى 115.8 نقطة خلال مايو الماضي مقابل 117.1 نقطة خلال الشهر السابق، في حين كانت القراءة الأولية للمؤشر تشير إلى 115.5 نقطة فقط.
وتراجع «مؤشر التأخر الاقتصادي» الذي يرصد الأوضاع المالية بعد حدوث تحولات اقتصادية كبيرة إلى 116.4 نقطة خلال مايو الماضي، مقابل 117.1 نقطة خلال الشهر السابق.
وأظهر تقرير ربع سنوي صادر عن البنك المركزي الياباني تحسناً في ثقة الشركات الصناعية الكبرى في اليابان خلال الربع المنتهي في يونيو (حزيران) الماضي، وذلك للفصل الثالث على التوالي، وهو أعلى مستوى فصلي في أكثر من 3 أعوام، مما عزز مؤشرات أن التعافي في ثالث أكبر اقتصاد في العالم يكتسب زخماً.
وارتفع مؤشر الثقة الصادر عن البنك باسم «مؤشر تانكان» من «موجب 12» نقطة خلال مارس (آذار) الماضي، إلى «موجب 17» نقطة خلال يونيو، وهو ما يزيد على تقديرات المحللين الذين كانت صحيفة «نيكي» الاقتصادية اليابانية للأنباء قد استطلعت آراءهم، حيث توقعوا ارتفاع المؤشر إلى «موجب 15» نقطة فحسب. فيما يتوقع المحللون تراجع ثقة الشركات الصناعية الكبيرة خلال الربع الحالي المنتهي في 30 سبتمبر (أيلول) المقبل إلى موجب 15 نقطة.
وارتفع مؤشر الشركات الكبرى غير الصناعية من مستوى «موجب 20» نقطة، إلى «موجب 23» نقطة خلال الربع الثاني من العام الحالي. ويذكر أن الرقم الموجب لمؤشر «تانكان» يشير إلى أن عدد الشركات التي أعربت عن توقعات إيجابية بشأن الاقتصاد يزيد على عدد الشركات التي أعربت عن توقعات سلبية.
كما أشار التقرير إلى أن الشركات الكبرى الصناعية وغير الصناعية تتوقع زيادة استثماراتها خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في مارس 2018 بنسبة 8 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، في حين كانت الشركات تتوقع زيادة الاستثمارات بنسبة 0.6 في المائة في مسح مارس الماضي. وتنظر حكومة رئيس وزراء اليابان شينزو آبي إلى تحسن الإنفاق الاستثماري للشركات باعتباره مفتاحاً لتعافي ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
كما أظهر المسح الأخير ارتفاع ثقة الشركات الصناعية متوسطة الحجم إلى «موجب 12» نقطة، مقابل «موجب 11» نقطة في المسح السابق، وارتفاع ثقة الشركات الصغيرة من «موجب 5» نقاط إلى «موجب 7» نقاط.
وبفضل ضعف قيمة الين الياباني أمام العملات الرئيسية الأخرى، استمر نمو الصادرات اليابانية بشكل عام في مايو الماضي للشهر السادس على التوالي. وبحسب التقارير الحكومية، زادت صادرات اليابان خلال مايو الماضي بنسبة 14.9 في المائة، عن الشهر نفسه من العام الماضي، لتصل قيمتها إلى 2.85 تريليون ين (نحو 52.7 مليار دولار).
يذكر أن مؤشر «تانكان» الأخير اعتمد على استطلاع رأي 10725 شركة خلال الفترة من 30 مايو إلى 30 يونيو الماضيين. وبلغت نسبة الرد على أسئلة المسح 99.6 في المائة من إجمالي الشركات التي شملها.



الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.