ابتكار روبوتات قابلة للطي تعمل دون بطارية

يمكنها أداء حركات بواسطة مجال مغناطيسي

TT

ابتكار روبوتات قابلة للطي تعمل دون بطارية

توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى تقنية جديدة تتيح إمكانية تصنيع روبوتات قابلة للطي، على غرار فن طي الورق الياباني المعروف باسم «أوريجامي».
وعادة ما تحتاج عملية تصنيع الروبوتات التقليدية إلى مكونات ضخمة وبطاريات داخلية ووصلات كهربائية، مما يجعل هذه الروبوتات كبيرة الحجم وذات وظائف محدودة، ولكن فريق الباحثين بمعهد وايس للهندسة الحيوية، وكلية بولسون للهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة هارفارد الأميركية استطاع تصنيع روبوتات قابلة للطي تعمل دون بطارية، ويمكنها أداء حركات متكررة ومركبة عن طريق التحكم فيها بواسطة مجال مغناطيسي.
ونقل الموقع الإلكتروني «ساينس ديلي» المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا عن الباحث جي سونج كوه الذي شارك في إجراء الدراسة قوله: «على غرار فن طي الورق الياباني، فإنه من بين النقاط الأساسية في التصميم... البساطة». وأوضح قائلاً: «هذه المنظومة تتطلب فقط مكونات إلكترونية أساسية وسلبية يتم تركيبها داخل الروبوت من أجل توصيل التيار الكهربائي، في حين أن جسم الروبوت نفسه هو الذي يقوم بباقي المهمة».
وتتكون الروبوتات التي صنعها فريق البحث من أجسام رقيقة ومسطحة تشبه قطعة الورق وتأخذ شكل الجسم رباعي الأوجه مصنوع من البلاستيك. ويتكون الروبوت من ثلاثة مثلثات خارجية متصلة بمثلث مركزي عن طريق وحدات تثبيت صغيرة الحجم. ويحتوي المثلث المركزي على دائرة كهربائية صغيرة. ويتم توفير التيار الكهربائي اللازم لتحريك الروبوت لاسلكيا عن طريق المجالات المغناطيسية، وهي التقنية نفسها التي تستخدم لشحن بطاريات الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الصغيرة عبر منصات الشحن اللاسلكية.
ويقول الباحث مصطفى بوفات، وهو أحد المشاركين في التجربة من معهد وايس: «يستطيع الروبوت القيام بحركات طي متكررة، ويمكننا التحكم في توقيت وكيفية القيام بهذه الحركات، وهو ما يسمح للروبوت بالقيام بحركات أكثر تعقيداً».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».