إيران و«داعش» أبرز التهديدات الإرهابية عبر العالم

كشف تقرير الإرهاب السنوي الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، أمس، أن إيران لا تزال تتصدر قائمة الدولة الراعية للإرهاب عبر العالم، وأن الجماعات التابعة لها، وفي مقدمتها «حزب الله» تشكل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها عبر العالم، رغم تعزيز العقوبات المالية والقانونية بحقّها.
واعتبرت الخارجية الأميركية أن «داعش» يتصدر قائمة الجماعات الإرهابية بالعالم في عام 2016، وأن تنظيم القاعدة وفروعه الإقليمية لا تزال «صامدة» في عدد من المناطق التي تفتقر إلى سيطرة مؤسسات الدولة، فيما تواصل جبهة النصرة استغلال النزاع المسلح شمال غربي سوريا.
وأشاد تقرير الخارجية الأميركية بالسعودية، واستمرار علاقتها القوية مع واشنطن على صعيد مكافحة الإرهاب. وقال التقرير إن السعودية تبقى عضواً رئيسياً ونشطاً مشاركاً في التحالف الدولي ضد «داعش»، لافتاً إلى أنها استمرت في بناء قدراتها وإنفاذ أدواتها لمواجهة الأعمال الإرهابية.
وتابع التقرير أن السعودية، التي تعرضت لعدة هجمات من داعش والقاعدة، تقود مع الولايات المتحدة وإيطاليا مجموعة العمل الخاصة بمكافحة تمويل «داعش».
في المقابل، اعتبر التقرير أن ممولي الإرهاب في قطر ما زالوا يستغلون نظامها المالي غير الرسمي. وتابع أنه رغم التقدم الذي أحرزته الحكومة القطرية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، فإن ممولي الإرهاب استطاعوا تخطي النظام المالي.
وفي تفاصيل التهديد الإيراني، اعتبر التقرير أن هذه الدولة، التي صنّفت راعية للإرهاب عام 1984، واصلت أنشطتها الإرهابية في 2016 عبر دعم «حزب الله» وجماعات فلسطينية إرهابية في غزة وأخرى في سوريا والعراق وعبر منطقة الشرق الأوسط.
وتابع التقرير، أن إيران تستخدم الحرس الثوري لخلق ودعم الإرهابيين في الخارج، وتطبيق أهداف سياستها الخارجية، وتغطية عملياتها الاستخباراتية وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في تعليق على التقرير، إن «إيران تظل واحداً من أخطر التهديدات للولايات المتحدة، وليس فقط لمصالحنا هنا وحول العالم، ولكن أيضاً للاستقرار الإقليمي»، مضيفة أن «أنشطة طهران تمتد لما وراء التهديد النووي، (وتشمل) تطوير الأسلحة الباليستية، ودعم الإرهاب، والتواطؤ مع (بشار) الأسد، وتهديد حرية الملاحة في الخليج». وتابعت نويرت أن «النظام الإيراني يواصل احتجاز مواطنين أميركيين ومن جنسيات أخرى على أساس اتهامات زائفة متعلقة بالأمن الوطني».
وعن حزب الله، أوضح جستين سيبيريل المنسق بالنيابة لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية أن «حزب الله جماعة إرهابية متطورة لديها قدرات عملياتية وشبكات دعم تمتد عبر العالم. ونحن نعمل مع شركائنا الدوليين لتعطيل هذه الشبكة». وتابع خلال مؤتمر صحافي بالهاتف مع وسائل الإعلام، أمس، أن حزب الله خصص قدرات عسكرية كبيرة لدعم نظام الأسد في سوريا ضد الشعب السوري، وأن عددا من عناصره قتلوا أو جرحوا في المعارك، مشددا على أن «دور حزب الله وتعاونه مع إيران لزعزعة منطقة الشرق الأوسط، يشكلان مصدر قلق حقيقي».
إلى ذلك، اعتبر التقرير أن «حزب الله» يظل أبرز جماعة إرهابية في لبنان، وأنه يبرر مخزونه من الأسلحة «لمقاومة» إسرائيل ولحماية لبنان من الجماعات السنية المتطرفة، بما فيها «داعش»، وفق التقرير. وتابع أنه «كان للحرس الثوري الإيراني وجود في لبنان منذ أوائل الثمانينات، وتفيد التقارير بأنه تم التنسيق بشكل وثيق مع (حزب الله) في العمليات العسكرية والتدريب».
من جهة أخرى، أكد التقرير أن التنظيمات الإرهابية، التي يتصدّرها «داعش» تستغل الأراضي التي لا تسيطر عليها الحكومات ومناطق الصراع لتوسيع نفوذها، معتبرا أن «داعش» يبقى أبرز تهديد إرهابي في عام 2016 لتوجيهه وإلهام خلايا وشبكات وأفراد إرهابيين عبر العالم.
وتابع التقرير أن التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، المكون من 72 عضواً، نجح في 2016 باستعادة مساحات كبيرة، وهي عملية استمرت في النصف الأول من عام 2017.
وعن السودان، قال سيبيريل إن واشنطن لَمَست تعاوناً إيجابياً من الحكومة السودانية في المباحثات بشأن وجودها في قائمة الدول الداعمة للإرهاب، إذ إن الأخيرة تسعى إلى حذفها من القائمة. وأوضح سيبيريل أن الولايات المتحدة الأميركية في تواصل مستمر مع الحكومة السودانية لرفعها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وتأتي المناقشات للتأكيد على أن الخرطوم تسعى لتطبيق إجراءات وأنظمة فعالة في محاربة الإرهاب وعدم دعمه. وأضاف: «لمسنا تجاوباً إيجابياً من الحكومة السودانية، ولكن هناك بعض الدعم والعمل الذي ننتظره من الحكومة السودانية لإلغائهم من قائمة دعم الإرهاب، وهذه قضايا (نناقشها) مع الحكومة السودانية».
وفيما يتعلق باليمن، اعتبر المنسق أن التمدد الإرهابي في اليمن والصراع هناك ما زال مستمرّاً في ظل عدم قدرة الحكومة اليمنية على السيطرة على التمدد الإرهابي، لافتاً إلى أن «الحكومة اليمنية تبذل جهوداً، وهي تعمل قدر المستطاع على محاربة (الإرهابيين)».
ولفت التقرير إلى أن عدد الهجمات الإرهابية انخفض في عام 2016، بنسبة 9 في المائة، مقارنة مع 2015، فيما انخفض عدد القتلى التي سببتها هذه الهجمات بـ13 في المائة. وأرجع التقرير ذلك إلى تراجع عدد الهجمات والقتلى في كل من أفغانستان وسوريا ونيجيريا وباكستان واليمن. وفيما استهدفت الهجمات الإرهابية 104 دول عبر العالم في 2016، فإنها كانت مركزة جغرافيّاً على عدد محدود من الدول. وشهدت كل من العراق وأفغانستان والهند وباكستان والفلبين 55 في المائة من إجمالي الهجمات الإرهابية في 2016، بينما قتل 75 في المائة من إجمالي الضحايا الناجمة عن هذه الاعتداءات في العراق وأفغانستان والهند وباكستان.
وفيما يخص قانون حظر السفر الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية على ست دول، قال جستين سيبيريل إن عدد العناصر الإرهابية في تلك الدول يزداد، وتم رصد أثر ذلك على دول أخرى. وأضاف أن «التقرير يرصد العقوبات على الأشخاص في الدول التي فرض الحظر عليها»، مشدداً على أنه «ينبغي أن تعمل تلك الدول على محاربة هذه الأنشطة والتأكيد على تجفيف موارد الإرهابيين».