خشية الميليشيات على «معسكر خالد» تدفعها للتصعيد في المخا

ياسين التميمي
ياسين التميمي
TT

خشية الميليشيات على «معسكر خالد» تدفعها للتصعيد في المخا

ياسين التميمي
ياسين التميمي

أرجع محلل يمني عودة اندلاع المعارك في جبهة المخا الساحلية غرب تعز إلى خشية ميليشيات الحوثي وصالح من خسارة معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي، في الوقت الذي استعادت فيه قوات الجيش الوطني اليمني أجزاء واسعة في مديرية ذوباب والمخا.
وقال المحلل السياسي ياسين التميمي لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الانقلابية تخوض حرب وجود في هذه المنطقة، وقد أثرت فيها ميدانيا ومعنويا حركة الالتفاف التي قام بها الجيش قبل يومين على معسكر خالد بن الوليد وقيامه بقطع الطريق الواصلة بين تعز والحديدة، وهو من الناحية الاستراتيجية يحقق جزءا من أهداف إسقاط المعسكر التي يحاول الجيش الوطني تحقيقه بمساندة التحالف، الأمر الذي يفسر كثافة الهجمات الجوية على المعسكر خلال الأيام الماضية.
وأضاف التميمي «لهذا تحاول الميليشيات الانقلابية أن ترفع من تكلفة تحركات الجيش والمجالات التي حققها في مثلث مفرق المخا حيث تدافع الميليشيات عن أهم مواقعها الاستراتيجية المتبقية لها في تعز وجنوب منطقة البحر الأحمر».
وتواصل قوات الجيش الوطني بإسناد جوي من طيران التحالف التقدم إلى محافظة الحديدة الساحلية.
وقابل ذلك تصعيد للعمليات العسكرية في جبهة المخا والجبهات الأخرى في تعز، المدينة والريف، حيث هاجمت قوات الجيش الوطني اليمني في تعز، أمس، مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في الأقروض بمديرية المسراخ جنوب تعز، وحررت مواقع جديدة بعد مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.
وبحسب مصادر عسكرية، فقد تمكن الجيش الوطني من تحرير مرتفعات عسق. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن ذلك تزامن ذلك مع محاولات الميليشيات الانقلابية المتكررة الالتفاف على مواقع الجيش الوطني المسيطر على الطريق الرئيسية الرابطة بين الحديدة - تعز، في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الجيش الوطني بإسناد جوي من مقاتلات التحالف التقدم والسيطرة على مساحات واسعة كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين.
واشتدت المعارك في وقت متأخر من مساء الثلاثاء واستمرت إلى فجر الأربعاء في المواقع لواقعة بين مديريتي الوازعية، غرب تعز، والمضاربة في محافظة لحج الجنوبية، إثر محاولات الميليشيات الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش اليمني واستعادة مواقع خسرتها خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينما صعدت ميليشيات الحوثي وصالح من قصفها العنيف بمختلف الأسلحة على مواقع الجيش الوطني بالتزامن مع محاولات تسلل تصدت لها قوات الجيش الوطني.
وفي سياق المعارك، جددت الميليشيات من هجماتها على مواقع الجيش الوطني غرب مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، بينما تصدى الجيش للهجمات والحق الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية.
وخلال التصدي لهجوم الميلشيات الانقلابية أصيب العميد أحمد بن صالح العقيلي، قائد كتائب الحزم بجبهة بيحان وعدد من أفراد الكتيبة، بحسب ما أكده موقع الجيش الوطني «سبتمبرنت».
وفي محافظة البيضاء، أفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية شنت حملة ملاحقات واعتقالات جديدة بقرى الهجر وآل جلاد وقامت بملاحقة عدد من المواطنين واعتقالهم ونقلهم إلى أماكن مجهولة ولم يعرف أسباب اعتقالهم، إضافة إلى أنها قامت باقتحام عدد من المنازل لتبحث عن من تقول إنهم مشتبهون بتواصلهم مع المقاومة الشعبية»، مضيفة أن «الانقلابيين صعدوا من قصفهم على معظم مديريات البيضاء والقرى السكنية وبشكل أخص وأعنف على مديرية الزاهر وذي ناعم مخلفة وراءها خسائر مادية في أوساط المواطنين».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.