حاسة الشم.. أسباب فقدانها

انحسار حدتها يعزى إلى تقدم العمر أو انسداد الأنف أو مرض عصبي

حاسة الشم.. أسباب فقدانها
TT

حاسة الشم.. أسباب فقدانها

حاسة الشم.. أسباب فقدانها

الشم حاسة شديدة الأهمية للتمتع بالطعام أو الكشف عن الأخطار. ولكن حدة حاسة الشم تأخذ في الانحسار بعد سن الـ65 سنة. وجزء من هذه العملية طبيعي، إلا أن فقدان حاسة الشم، في بعض الأحيان، يكون واحدا من أعراض مشكلة صحية. ويقول الدكتور نيكولاس باسابا، الجراح في الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى ماساتشوستس للعيون والآذان التابعة لجامعة هارفارد: «إن ذلك قد يؤشر إلى وجود انسداد في الأنف، أورام مخاطية، جيوب أنفية، أورام في قاعدة الجمجمة، عطب عصبي في الألياف الحسية في سقف الأنف، أو حتى الإصابة بأمراض عصبية مثل أمراض باركنسون أو ألزهايمر».

* فقدان الشم
* وإن حدث وأخذت تعاني فقدان الشم لبضعة أسابيع، فعليك استشارة الطبيب والخضوع لفحص بسيط لحاسة الشم (الذي يجريه في العادة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، أو اختصاصي في الحنجرة، أو اختصاصي في الأعصاب). وفي هذا الاختبار، يستنشق الشخص عددا من الروائح بتركيزات مختلفة ثم يسجل تأكيده عند شمه الرائحة. «ثم ندرس الرائحة وتركيزها لنتعرف على مدى حدة حاسة الشم، أي فقدانها أو انحسارها، ونحاول تقييم درجة الفقدان»، كما يقول باسابا.
لا تحاول أن تقيم حدة حاسة الشم لديك داخل المنزل. أما تقييم انحسار حدة حاسة الشم الناجم عن تقدم العمر فتتطلب مشورة اختصاصيين. ويحبذ الدكتور باسابا تقييما جسديا يشمل التاريخ الطبي المفصل للشخص (فترة انحسار الحاسة، سرعة الانحسار، تاريخ التعرض لصدمات، أعراض مرتبطة أخرى مثل أعراض الجيوب الأنفية أو أمراض الأنف، والأعراض العصبية)، وكذلك الفحص الدقيق للرأس والرقبة، ومن ضمنه إدخال المنظار إلى الأنف داخل العيادة (fiberoptic scope exam) بعد التخدير الموضعي. وقد يطلب الطبيب إجراء تصوير طبقي مقطعي للجيوب الأنفية أو تصوير الدماغ بجهاز الرنين المغناطيسي.
والآن: هل هناك علاج لانحسار حاسة الشم؟ «نعم، في الكثير من الحالات، إن كان فقدان حاسة الشم ناجما عن مرض في الأنف أو الجيوب الأنفية. ويؤدي علاج هاتين المشكلتين إلى استعادة حاسة الشم. ثم وأيضا، فإن كان فقدان الشم ناجما عن التهاب في العصب الشمي، فإن علاجا من الأدوية الأسترويدية بمقدوره استعادة حاسة الشم»، كما يقول الدكتور باسابا.

* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».



استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً
TT

استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

استئصال اللوزتين ربما يرتبط بالإصابة بالقلق لاحقاً

كشفت دراسة جديدة لعلماء من السويد ونُشرت في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية JAMA Network Open، عن احتمالية وجود ارتباط بين استئصال اللوزتين tonsillectomy، وكذلك إزالة اللحمية adenoidectomy وخطر الإصابة باضطرابات نفسية مرتبطة بالقلق في وقت لاحق من الحياة. وقال الباحثون إن الانتشار الواسع لهذه العمليات الجراحية يتطلب فهماً أفضل لمضاعفاتها العضوية والنفسية. وتشير التقديرات الحالية إلى إجراء ما يقرب من 13 ألف عملية استئصال للوزتين في السويد كل عام.

دور اللوزتين المناعي

من المعروف أن اللوزتين تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على المناعة؛ لأنها تشارك في إنتاج الأجسام المضادة التي تقاوم الميكروبات المختلفة، وبذلك توفر الحماية من البكتيريا والفيروسات التي يتم استنشاقها عبر الجهاز التنفسي. وعند إجراء الاستئصال يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، سواء المعدية نتيجة لضعف المناعة أو بعض الأمراض الأخرى مثل التهاب البلعوم المتكرر، وهو من المشاكل المعروفة لعملية استئصال اللوزتين.

وقد ربط بعض الدراسات بين استئصال اللوزتين والإصابة بالتهاب القولون العصبي وأيضاً زيادة احتمالية حدوث جلطات في القلب، وفي الدراسة الحالية حاول الباحثون فَهم هذا الارتباط.

أكد الباحثون أن عملية الاستئصال ضرورية في الكثير من الأحيان؛ كونها نوعاً من علاج التهاب اللوزتين المتكرر وتكرار حدوث خُرّاج حول اللوزتين peritonsillar abscess. وبالنسبة للبالغين يتم الاستئصال في الأغلب لعلاج اضطرابات التنفس الناجمة عن انسداد الجهاز التنفسي العلوي أثناء النوم بسبب كبر حجم اللحمية. لكن العلماء حذّروا من اعتبار الجراحة الخط العلاجي الأول؛ لأن أضرار إزالتها يمكن أن تفوق فوائدها في الأطفال الذين لا يعانون بشدة تكرار الالتهاب.

شملت الدراسة الحالية بيانات السجل الصحي والتعداد السكاني الوطني السويدي لجميع الأفراد الذين وُلدوا في الفترة بين بداية يناير (كانون الثاني) 1981 ونهاية ديسمبر (كانون الأول) 2016، وحلل الباحثون مجموعتين من السكان الذين لديهم تاريخ مَرضي لاستئصال اللوزتين أو اللحميتين (الأشخاص المعرضون exposed) ومقارنتهم بالأشخاص الذين لم يقوموا بإجراء جراحي (غير المعرضين unexposed).

تمت مقارنة أفراد المجموعة الأولى الذين خضعوا للجراحة بأفراد آخرين لم يجروها (غير معرّضين)، ومتطابقين معهم في العمر والجنس، لكن لا يوجد بينهم صلة قرابة، بمتوسط عمر 14.4 عام. كما تم فحص المجموعة الثانية من السكان وعمل المقارنة نفسها بين مجموعة من الذين أجروا الجراحة وأشقائهم غير المعرّضين وكان متوسط أعمارهم 13.3 عام. ومعروف أن الأشقاء من الأب والأم يتقاسمون في المتوسط 50 في المائة من عواملهم الوراثية والكثير من العوامل البيئية أثناء تربيتهم.

اضطرابات القلق

وثبَّت العلماء العوامل المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى القلق بعيداً عن الجراحة مثل التعرض للمعاملة السيئة أو وجود تاريخ مَرضي لمرض نفسي سابق أو التعرض للتنمر في محيط المدرسة أو العمل.

وجد الباحثون أن الأشخاص في المجموعة الأولى المتطابقة (في العمر والجنس والحالة النفسية) الذين خضعوا لعملية جراحية لإزالة اللوزتين أو اللحميتين كانوا الأكثر عُرضة لخطر الإصابة باضطرابات (القلق) بنسبة بلغت 43 في المائة مقارنة بالأفراد الآخرين الذين لم يخضعوا لإجراء الجراحة. وكان الخطر مرتفعاً بشكل خاص لإصابتهم باضطراب (كرب ما بعد الصدمة PTSD) الذي زاد بنسبة 55 في المائة. وتكرر الأمر نفسه مع مجموعة الأشقاء بنسبة 34 في المائة و41 في المائة على التوالي؛ ما يوضح الأثر النفسي للجراحة على الطفل حتى لو كانت جراحة بسيطة.

ارتبط خطر الإصابة بالقلق في المقام الأول بالعمليات الجراحية لاستئصال اللوزتين واللحميتين في الأطفال، وكذلك العمليات الجراحية التي أُجريت للبالغين لتصحيح مشاكل الجهاز التنفسي، خصوصاً استئصال اللحمية. وكان الخطر الأكبر من نصيب الأفراد الذين كانوا أكبر سناً في وقت الجراحة (من تعدّوا فترة المراهقة وبداية البلوغ).

وظل هذا الخطر متزايداً بعد تثبيت العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى المشاكل النفسية والقلق على وجه التحديد، وبعد تثبيت الجنس والعمر في وقت إجراء الجراحة وأيضاً الوقت المنقضي منذ العملية.

وقال الباحثون إن العمليات الجراحية في الأغلب ترتبط بآثار نفسية سلبية مؤقتة سواء نتيجة لمضاعفات الجراحة أو لمجرد التواجد في المستشفى، خاصة إذا كان عمر الطفل صغيراً وكان هناك ضرورة لحجزه. وفي الأغلب يغادر الطفل المستشفى بعد أن تزول آثار التخدير في اليوم نفسه، لكن في بعض الأحيان النادرة ربما يحتاج الطفل إلى أن يظل تحت الملاحظة في المستشفى لفترة قصيرة.

وكل هذه العوامل يمكن أن تساهم في توتر الطفل لفترة قصيرة، لكن تبعاً للدراسة استمرت المخاطر المتزايدة للإصابة لاحقاً بالقلق لمدة تصل إلى 20 عاماً بعد الجراحة.

وهناك نظريات تحاول تفسير زيادة خطر الاضطرابات النفسية بعد استئصال اللوزتين منها حدوث التهاب مزمن في الأنسجة الليمفاوية المرتبطة بالغشاء المخاطي في تجويف الفم، حيث تشير بعض الدراسات إلى زيادة خطر القلق والاكتئاب في وجود التهابات مزمنة في الرقبة، لكن هذه النظريات غير مؤكدة علمياً.

في النهاية، أوضح الباحثون أن الآثار النفسية السلبية المرتبطة بعملية استئصال اللوزتين يمكن أن تكون طفيفة، لكن ملحوظة على المدى البعيد. لذلك؛ يجب أن يكون الإجراء الجراحي هو الخيار الأخير للعلاج بعد فشل العلاج الدوائي في منع تكرار الالتهاب. وفي حالة الاضطرار إلى عمل العملية يُفضَّل أن يتم إجراؤها في عمر صغير حتى يمكن تجنب الآثار النفسية لاحقاً.

* استشاري طب الأطفال