السعودية تسمح باستيراد المواشي من البرتغال

في خطوة ستساهم في رفع حجم المعروض بالسوق المحلية

السعودية تسمح باستيراد المواشي من البرتغال
TT

السعودية تسمح باستيراد المواشي من البرتغال

السعودية تسمح باستيراد المواشي من البرتغال

أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية أمس، عن السماح باستيراد المواشي الحية من دولة البرتغال، في خطوة من شأنها زيادة حجم المعروض في السوق المحلية، وتلبية مستويات الطلب، وسد العجز الذي قد يطرأ في فترات المواسم.
وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، بشكل دقيق على السماح باستيراد المواشي الحية من الأسواق التي تثبت كفاءة منتجاتها، وسط مراقبة دائمة لكل ما يتم استيراده.
وفي هذا الشأن، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية أمس، عن السماح باستيراد المواشي الحية الأغنام (ضأن، ماعز) والفصيلة البقرية لغرض الذبح والتربية من دولة البرتغال، وذلك ضمن خطط الوزارة في فتح قنوات جديدة لاستيراد المواشي الحية.
وأوضح وكيل الوزارة للثروة الحيوانية الدكتور حمد بن عبد العزيز البطشان، أن هذا جاء بناء على تقرير الفريق الفني السعودي الذي زار دولة البرتغال، وأوصى بذلك لزيادة مجالات الاستيراد أمام المستثمرين والراغبين في الاستيراد عبر عدة دول، وذلك بما يتناسب مع شروط المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE، وكذلك الشروط الخاصة بالمملكة العربية السعودية التي من ضمنها أن تكون جميع إرساليات الأغنام والفصيلة البقرية لغرض الذبح والتربية، مصحوبة بشهادة صحية من الجهات الحكومية المختصة بعد تعديلها بما يتناسب مع شروط المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وكذلك الشروط الخاصة بالمملكة.
كما اشتملت الشروط أن تكون الإرسالية الحيوانية المراد تصديرها إلى المملكة العربية السعودية مرقمة، وحجرها لمدة لا تقل عن 21 يوماً بأماكن العزل المعتمدة، وبإشراف كامل من السلطات الحكومية بوزارة الزراعة على أن يوضح تاريخ دخول وخروج الإرسالية من أماكن العزل بالشهادة الصحية البيطرية، بالإضافة إلى فحص جميع الأبقار المستوردة باستخدام اختبار (Tuberculin Test) ضد مرض السل البقري خلال فترة الحجر.
كما تشتمل الشروط على معالجة الحيوانات المراد تصديرها ضد الطفيليات الداخلية والخارجية خلال فترة الحجر، بالإضافة إلى أن تتعهد الشركات المستوردة للأبقار لغرض التربية داخل المملكة برفع تقرير متابعة بشكل نصف سنوي للإدارة المختصة بهذه الوزارة.
كما شملت إرفاق نتائج الفحوصات المخبرية مع الشهادة الصحية البيطرية للإرسالية المراد تصديرها للمملكة للتأكد من سلامة الإرسالية من الأمراض المعدية وخصوصاً السل البقري، واللسان الأزرق والبروسيلا ومرض نظير السل، مع مراعاة تطبيق نظام الرفق بالحيوان في جميع مراحل الاستيراد، بالإضافة إلى تخصيص محجر حيواني في البرتغال لتصدير المواشي الحية للمملكة خلال العامين القادمين، كما أنه بعد الانتهاء يتم زيارته لتقييم الخدمات المقدمة وملاءمة الموقع والاشتراطات الصحية البيطرية لموقع عزل الحيوانات الحية تمهيداً لاعتماده.
وأهابت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمستثمرين أو الراغبين بالاستيراد من دول أخرى التقدم بطلب ذلك حتى يتسنى للوزارة إتمام الإجراءات النظامية حيال ذلك.
وكانت السعودية قد أكدت في وقت سابق أن مستويات الرقابة المفروضة على الفواكه والخضراوات المستوردة، تتسم بمستوى عالٍ من التدقيق، والالتزام، يأتي ذلك في الوقت الذي تعتبر فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة في البلاد، خط الدفاع الأبرز أمام الفواكه والخضراوات الطازجة والمواشي الحية التي يتم استيرادها من الخارج.
وفي هذا الشأن، أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، مواصلة دورها الرقابي سلامة الفواكه والخضار الطازجة المستوردة، وفق اشتراطاتها النظامية، ووفق ما تقتضيه هيئة الدستور الغذائي (الكودكس)، مؤكدة أن لديها دولاً على قائمة الحظر نتيجة ارتفاع نسبة المبيدات في منتجاتها الطازجة.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.