تونس تستهلك ضعف إنتاجها من الطاقة

TT

تونس تستهلك ضعف إنتاجها من الطاقة

كشفت هالة شيخ روحه، وزيرة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة في تونس، عن تراجع إنتاج بلادها من الطاقة خلال السنوات الأخيرة. وقالت بمناسبة مناقشة البرلمان التونسي منح رخصتين للتنقيب عن النفط، إن «تونس تستهلك ضعف ما تنتجه من الطاقة»، مؤكدة أنه هناك دعوة لتطوير الاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة لسد الثغرة الكبيرة بين الإنتاج والاستهلاك.
وأشارت الوزيرة إلى أن تونس كانت تسمح سابقا بالاستثمار سنويا فيما بين 15 إلى 20 بئرا استكشافية، وما بين 15 إلى 20 بئرا تطويرية، وهو ما يمكنها من ضمان مستويات إنتاج مستقرة.. غير أنها حاليا لا تحفر إلا ثلاث آبار نفط في السنة بين الاستكشاف والتطوير، وهو ما انعكس على الإنتاج المحلي من الطاقة. وبشأن تراجع حماس المستثمرين الأجانب في مجال الطاقة عن القدوم إلى تونس، قالت وزيرة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة إن المستثمر الأجنبي يخسر كل الأموال التي خصصها لعمليات الاستكشاف في حال قيامه بالمسح الزلزالي والبحوث الجيولوجية الضرورية دون مواصلة النشاط، ونتيجة تحكم البرلمان التونسي في منح رخص استكشاف الطاقة، فإن عددا من المستثمرين يخشون ضياع أموالهم على الرغم من الشفافية التي تطبع المعاملات التونسية في مجال الطاقة.
وأشارت مصادر بقطاع الطاقة، إلى ارتفاع كلفة الاستثمار في القطاع. وأضافت أن الشركة التونسية للأنشطة البترولية (مؤسسة حكومية) تحصل على 50 في المائة من نتائج الاستثمار.
ونتيجة لانخفاض الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة، فقد سجلت مساهمة الشركات البترولية في ميزانية تونس تراجعا من 3 مليارات دينار تونسي (نحو 1.2 مليار دولار أميركي) خلال الفترة المتراوحة بين عامي 2009 و2010. إلى توقعات بنحو مليار دينار تونسي (نحو 400 مليون دولار) خلال السنة الحالية، وتعود نسبة 80 في المائة من مداخيل الشركات البترولية لخزينة الدولة التونسية.
وفيما يتعلق بواقع الإنتاج في الوقت الحالي، أكدت شيخ روحه وجود تراجع في إنتاج تونس من النفط خاصة في السنوات الستّ الماضية، حيث باتت تونس تُنتج يوميا نحو 40 ألف برميل من النفط ومثلها من الغاز الطبيعي، بعد أن كانت مستويات إنتاج النفط تزيد عن 80 ألف برميل.
وبينت الوزيرة أن قطاع توزيع المواد البترولية المنظم يوفر 15 ألف موطن شغل و800 نقطة توزيع للمواد البترولية في كامل أنحاء تونس، ويمكنه خلق 500 موطن شغل إضافي.
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة منذ 11 مايو (أيار) الماضي عن طلب عروض خاصة بالاستثمار في أكثر من 210 ميغاواط من الطاقات المتجددة، بما يفوق 400 مليون دينار تونسي (نحو 160 مليون دولار). وتسعى الوزارة، من خلال عدد من الإجراءات التشجيعية والحوافز المقدمة للمستثمرين المحليين والأجانب، إلى زيادة في مساهمة الطاقات المتجددة بنسب تبلغ ما بين 1 إلى 3 في المائة خلال السنوات المقبلة.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.