عون: الحرب الاستباقية للجيش بتوجيهات من السلطة السياسية

TT

عون: الحرب الاستباقية للجيش بتوجيهات من السلطة السياسية

اعتبر رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، أن «الحرب الاستباقية التي يقوم بها الجيش ضد الإرهابيين، تتم دائما بناء على توجيهات السلطة السياسية برئاسة رئيس الجمهورية»، مستغربا «إلقاء تهمة زور على الجيش الذي يقدم الشهداء لحماية لبنان من الإرهاب». وتساءل: «كيف بإمكان الجيش أن يتساهل أمام مثل هذه المسألة، خصوصا حين يتعامل مع من لا يتردد بتفجير نفسه لإلحاق الأذى؟».
واعتبر عون خلال استقباله وفدا من مجلس نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، أن «التساهل في مثل هكذا واقع من شأنه أن يضاعف من إمكانية وقوع جرائم الإرهاب»، مشددا على أن «من واجبات الإعلام أن يسأل ويستقصي ويستحصل على الأدلة، قبل أن يكتفي بنشر اتهامات بحق مسؤولين، لأن من شأن ذلك أن يساهم في ضرب الاستقرار السياسي في البلد». وأضاف: «من يسوق لاتهامات غير صحيحة سواء كان وزيرا أو نائبا، إنما يتمتع بحصانة تحول دون إمكانية مساءلته قانونا، فيكتفي الإعلام بتسويق الاتهام والتحريض من دون التدقيق أو تقديم الأدلة الثبوتية».
واعتبر رئيس الجمهورية أن «الإعلام يركز بصورة خاصة على الأمور السلبية ويتجاهل الإيجابيات»، مشددا على «أن وصولنا إلى الحكم أعطى لبنان الاستقرار الأمني والسياسي بعد مرحلة تفاقم فيها الخراب وازدادت خلالها معدلات الفساد، وهذا من الإيجابيات التي لا بد من الإضاءة عليها».
ورأى أن «السياسة المالية التي اتبعت في الماضي لم تكن صحيحة»، داعيا إلى «الانتهاء من الاقتصاد الريعي والتركيز على اقتصاد الإنتاج وتفعيل قطاعاته كافة». وإذ أشار إلى أن «الليرة اللبنانية تدعم بالإنتاج وليس بالديون»، دعا إلى «العمل لسد العجز الذي تعاني منه الخزينة وضمان تراجع نسبة الديون، والتنبه إلى مخاطر زيادة نفقات الدولة من دون توفير إيرادات لها».
وأوضح رئيس الجمهورية أن «ما تم إقراره في العام 1995 لجهة الإعفاء من الرقابة المسبقة والاكتفاء بالرقابة اللاحقة على عدد من المجالس والمؤسسات والصناديق ساهم في تشجيع الفساد». وتطرق إلى قضية النازحين السوريين، فأشار إلى أن «لبنان تحمل الكثير من الأعباء نتيجة تزايد عددهم»، لافتا إلى أن «تعاطي المجتمع الدولي مع هذا الملف، لم يصل بعد إلى مرحلة تؤدي إلى تسهيل عودتهم إلى بلادهم»، مؤكدا في المقابل أن «لبنان يأمل في الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية لإنهاء معاناة النازحين والحد من تداعياتها السلبية على لبنان».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.