مقتل 5 من عناصر الشرطة المصرية في انفجار شمال سيناء

TT

مقتل 5 من عناصر الشرطة المصرية في انفجار شمال سيناء

قال مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية، أمس، إن 5 من مجندي الشرطة قتلوا وأصيب آخرون، إثر انفجار عبوة ناسفة بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء الحدودية، والتي تشهد اضطرابا أمنيا.
وأضاف المصدر الأمني في تصريح نقلته وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، إنه تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وتمشيط محيط الانفجار بواسطة خبراء المفرقعات للتأكد من عدم وجود أي عبوات أخرى.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن التفجير، الذي يأتي ضمن سلسلة أعمال إرهابية ضربت البلاد على مدار الأسبوعين الماضيين، قتل وأصيب خلالها العشرات، بين عسكريين وشرطيين وسياح أجانب، في استهداف مسلح وتفجيرات لكمائن وعربة شرطة ومنتجع سياحي، شهدتها محافظات شمال سيناء والجيزة والغردقة. وجاءت تلك العمليات الإرهابية في وقت تفرض فيه السلطات حالة الطوارئ في عموم البلاد، منذ أبريل (نيسان) الماضي. ويخوض الجيش المصري، بمعاونة الشرطة، حربا شرسة في شبه جزيرة سيناء، خاصة الجزء الشمالي منها، ضد تنظيمات متطرفة، دأبت على مدار السنوات الأربع الماضية، على تنفيذ أعمال إرهابية متفرقة ضد عناصر الجيش والشرطة، وكذلك استهداف المسيحيين.
ومن أبرز تلك التنظيمات جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي، وغيرت اسمها إلى «ولاية سيناء» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014. وقد أسفرت آخر تفجيراتها عن قتل أكثر من 20 من قوات الجيش، وإصابة 26 آخرين، بمدينة رفح يوم الجمعة قبل الماضي.
في السياق ذاته، كشف العقيد تامر الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، عن تنفيذ عناصر حرس الحدود دوريات برية مركزة بمنطقة بحر الرمال الأعظم على الحدود الغربية مع ليبيا، خلال الأسبوعين الماضيين، أسفرت عن ضبط 22 عربة دفع رباعي، و28 فردا مصري الجنسية، أثناء محاولتهم تهريب بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية.
وأوضح المتحدث العسكري، في بيان له أمس، أن ذلك يأتي في إطار جهود القوات المسلحة للقضاء على العناصر التكفيرية والإجرامية، مشيرا إلى مواصلة قوات حرس الحدود جهودها في توجيه ضرباتها القاصمة للعناصر الإجرامية والمهربين، وذلك خلال الفترة من 1 وحتى 15 يوليو (تموز) الجاري. وأشار إلى أنه يجري الآن اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمين والمضبوطات بواسطة الجهات المعنية.
من جهة أخرى، ترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس اجتماع المجلس الأعلى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وذلك بكامل هيئته التي تضم رئيس مجلس الوزراء، ووزراء: الدفاع، والخارجية، والإسكان، والكهرباء، والبيئة، والاستثمار والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، والمالية، والتعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى رئيس المخابرات العامة، والقائم بأعمال رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء. كما حضرت الاجتماع وزيرة التخطيط، وحضر كذلك كل من رئيس هيئة الطاقة الذرية، ومدير مشروع المحطة النووية بالضبعة.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنه تم خلال الاجتماع استعراض الاستراتيجيات والآليات التي تقوم بها هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وكذلك آخر المستجدات بالنسبة للمفاوضات الخاصة بمشروع إنشاء وتشغيل المحطة النووية لتوليد الكهرباء بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال الاجتماع أيضاً بحث سبل تطوير الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، في ضوء ما تساهم به في توفير الطاقة اللازمة لتنفيذ خطط التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة على مدار العقود القادمة، لا سيما أن الطاقة النوویة تعد أحد المصادر المهمة لسد الاحتیاجات المتزایدة من الطاقة الكهربائية نظراً لتنافسيتها الاقتصادیة العالیة، وما تمثله من طاقة نظيفة تساعد على تقليل انبعاثات الكربون والتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى مساهمتها في الحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة، من البترول والغاز الطبيعي اللذين يتم استخدامهما كمادة خام لا بدیل عنها في الصناعات البتروكیمیائیة والأسمدة.
وذكر السفير يوسف أن الرئيس السيسي أكد خلال الاجتماع ضرورة تعظيم الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، في ضوء مساهماتها المتزايدة في مجالات مختلفة، مثل الصناعة والزراعة والطب، إلى جانب توليد الكهرباء. كما أكد أهمية تحقيق الاستغلال الأمثل لمشروع إنشاء المحطة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية في الضبعة، من أجل العمل على توطين التكنولوجيا وتطوير التصنيع المحلي وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال الحيوي.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.