الإمارات تنفي تورطها في اختراق مواقع حكومية قطرية

قرقاش: قصة «واشنطن بوست» ليست حقيقية

أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية (رويترز)
أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية (رويترز)
TT

الإمارات تنفي تورطها في اختراق مواقع حكومية قطرية

أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية (رويترز)
أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية (رويترز)

نفت دولة الإمارات مسؤوليتها عن اختراق مزعوم لمواقع قطرية قبيل اندلاع الأزمة الدبلوماسية مع الدوحة قبل شهر.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في مركز دراسات تشاتام هاوس في لندن اليوم (الإثنين)، إن بلاده ليست مسؤولة عن اختراق مزعوم لمواقع قطرية، مؤكداً أن "قصة واشنطن بوست ليست حقيقية".
وعلى الصعيد نفسه، قال يوسف العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية إن "تقرير واشنطن بوست زائف. فالإمارات لم يكن لها دور بأي شكل في القرصنة المزعومة التي أشار إليها مقال الصحيفة".
ونفى العتيبة لصحيفة "واشنطن بوست" التقرير في بيان قائلا إنه "كاذب".
وأضاف العتيبة "الحقيقي هو سلوك قطر، تمويل ودعم وتمكين المتطرفين من طالبان إلى حماس والقذافي. التحريض على العنف وتشجيع التشدد وتقويض استقرار جيرانها".
وسبق أن نشرت قناة "سي إن إن" الأميركية نقلاً عن مصادر استخباراتية أن روسيا تقف خلف اختراق لمواقع حكومية قطرية ومنها وكالة الأنباء، والتي يستبعد مراقبون أن تكون تعرضت للاختراق.
وقال مسؤول قطري الشهر الماضي إن اختراقاً لمواقع حكومية قطرية تم عبر جهاز "آيفون"، ما أثار سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومنذ اندلاع الأزمة بين الدول الأربع السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، من جهة وقطر في 5 يونيو(حزيران) الماضي، واصلت الدوحة مزاعمها حول اختراق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، بعدما نشرت تصريحات للشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر، حول علاقتها بإيران ودعمها للتنظيمات الإرهابية، حيث أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانا، مؤكدة أنه سوف يتم ملاحقة ومقاضاة المسؤولين عن عملية قرصنه الموقع الرسمى لوكالة الأنباء القطرية.
وزعمت الخارجية القطرية، فى البيان، أن دولا شقيقة وصديقة أبدت استعدادها للمشاركة فى عملية التحقيق فى جريمة قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، مؤكدة أن قطر ستتخذ كافة الوسائل والتدابير والإجراءات القانونية لملاحقة ومقاضاة مرتكبى جريمة القرصنة للموقع. حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وكانت ولا تزال الدوحة تواصل مزاعمها حول اختراق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، حيث حاولت قناة الجزيرة الذراع الإعلامية للحكومة القطرية الدفع بأن جهة غير معلومة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية، إلا أن نشر تصريحات أمير قطر على أكثر من منصة من منصات التواصل الاجتماعي التابعة للوكالة ينفي شبهة اختراق الموقع، وهناك دلائل تؤكد كذب "الجزيرة" حول رواية اختراق وكالة الأنباء القطرية منها: قام التلفزيون القطري بعرض تصريحات أمير قطر على الشريط الإخباري قبل ساعات من ادعاء الجزيرة خبر اختراق وكالة الأنباء القطرية.
ونشر تصريحات أمير قطر على حساب وكالة الأنباء القطرية في انستغرام باللغة العربية، وحساب “انستغرام” تابع لموقع “فيسبوك” ولا يمكن اختراقه بسهولة.
كما نشرت وكالة الأنباء القطرية تصريحات أمير قطر عبر حسابها على “انستغرام” باللغة الإنجليزية عند الفجر. قبل أن يتم حذف الحساب بالكامل.
وكالة الأنباء القطرية نشرت تصريحات أمير قطر بحسابها على غوغل بلس، والذي يصعب اختراقه، وتفخر شركة غوغل دائماً بذلك.



الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
TT

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى 20 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009، قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية استراتيجية شاملة لتطوير نظام النقل العام في مدينة الرياض.

وعرض الملك سلمان عندما كان أميراً للعاصمة السعودية الرياض، على الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التحديات التي كانت تواجه المدينة آنذاك، مثل النمو السكاني المتزايد، وتأثيراته على البنية التحتية، خاصة الطرق وحركة المرور. ومن هنا، انطلقت فكرة المشروع بإنشاء العمود الفقري للنقل العام المتمثل في القطار الكهربائي والحافلات؛ لتغطية كامل المدينة.

ملامح الوثيقة التاريخية

الوثيقة لم تقتصر على الرؤية فحسب، بل تضمنت خططاً متكاملة ومواصفات فنية دقيقة، أعدّتها الهيئة العليا، بما يشمل تصميم الشبكة التي تمتد بطول 708 كيلومترات، مع ربطها بالخدمات المحلية لتسهيل التنقل داخل العاصمة السعودية.

وأوضحت الوثيقة استخدام الملك سلمان عبارة «العمود الفقري» لوصف مشروع النقل العام بشقيه «الحافلات والقطار»، كأول استخدام لهذا التعبير، ما يعدّ دلالة على اهتمامه البالغ بهذا المشروع وأولويته منذ قرابة العقدين، إلى جانب نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه، من خلال وضع مشاريع استراتيجية تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسع العمراني وارتفاع عدد السكان.

رؤية الملك سلمان: من فكرة إلى واقع

مراقبون لتاريخ المشروع عدّوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن ما يميّز هذا المشروع هو امتداد الرؤية رغم مرور أكثر من عقد على طرحها، لتصبح اليوم واقعاً ملموساً من خلال افتتاح الملك سلمان، الأربعاء، قطار الرياض، أحد أضخم مشاريع النقل العام عالمياً.

وأضاف متابعون لمشاريع النقل في السعودية أن هذه الاستمرارية تعكس القيادة المؤسسية، وثبات النهج التنموي في السعودية، حيث تجاوزت التحديات والتغيرات لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

التخطيط المستدام

وبيّنت الوثيقة التاريخية الدليلَ على أهمية التخطيط طويل المدى، الذي يركز على مواجهة التحديات الحضرية بحلول مبتكرة ومستدامة، مما يجعل «قطار الرياض» ليس مجرد وسيلة نقل، بل نموذجاً يُحتذى به للمشاريع التنموية الكبرى التي تستهدف تحسين جودة الحياة للمواطن والمقيم.

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

واتفق مراقبون واكبوا افتتاح «قطار الرياض» على أن السعودية أثبتت خلال السنوات الأخيرة أن الرؤى الواضحة والمبنية على التخطيط الدقيق قادرة على تحويل الطموحات إلى إنجازات، وتترك أثراً دائماً للأجيال القادمة.

ووجّه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، الشكرَ لخادم الحرمين الشريفين على دعمه مشروع النقل العام بمدينة الرياض بشقّيه القطار والحافلات، لافتاً إلى أنه يُعد «ثمرة من ثمار غرس» الملك سلمان بن عبد العزيز، و«انطلاقاً من رؤيته الثاقبة» عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.