أنصاري: حضور إيران في سوريا لن يتأثر بأي توافق روسي ـ أميركي

TT

أنصاري: حضور إيران في سوريا لن يتأثر بأي توافق روسي ـ أميركي

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والأفريقية حسين جابر أنصاري إن أي توافق إيراني - أميركي بإقرار هدنة في سوريا «لن يترك نتائج عملية ومؤثرة على وجود القوات الإيرانية في سوريا»، مشدداً على أن الاتفاقات بين إيران وسوريا ليست رهناً بموافقة أي طرف من الأطراف الإقليمية أو الدولية.
وكان أنصاري يتحدث، أمس، عقب لقائه مبعوث الرئيس الروسي للشؤون السورية ألكسندر لافرينتييف الذي زار العاصمة الإيرانية للقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني بعد ظهر السبت، لبحث الوضع في سوريا.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية، إن الطرفين بحثا في اللقاء مواقف الدول التي تعمل علي حل الأزمة السورية، وعملية الهدنة والتوافقات الحاصلة ومستجدات الأوضاع حول محاربة التنظيمات الإرهابية. كما نقل لافرينتيف خلال لقائه شمخاني، وجهات نظر الرئيس الروسي فيما يتعلق بالتطورات الحالية في المنطقة ومسار محادثات موسكو وباقي اللاعبين الفاعلين في الأزمة السورية.
ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية في أعقاب انتهاء اللقاء، تجديد دفاع أنصاري عن دور إيران في سوريا. وفي رد على سؤال حول ما إذا كان الاتفاق بين أميركا وروسيا في جنوب غربي سوريا سيترك أثراً على وجود القوات الإيرانية هناك؟ قال إن «وجود إيران بأي شكل وأي مستوى في الأزمة السورية، تم بطلب من الحكومة»، مضيفاً أن التوافقات الحاصلة بين البلدين ليست مرهونة بأي طرف إقليمي ودولي.
وعلق زيارة جابر أنصاري على زيارة المبعوث الروسي إلى إيران، بقوله إن «سرعة التطورات في سوريا تتطلب مشاورات بفواصل زمنية قصيرة بين الجانبين الإيراني والروسي»، لافتاً إلى أن المشاورات المباشرة تجري كل أسبوع أو أسبوعين». وأضاف: «منذ انتهاء (آستانة - 5) حتى اليوم، حدثت تطورات جديدة في سوريا جعلت المشاورات بين إيران وروسيا ضرورية»، في إشارة إلى اتفاق الهدنة الأميركي - الروسي الأسبوع الماضي.
ولَمّح أنصاري إلى أن مناطق تخفيف التصعيد الأربع المتفق عليها في اجتماع «آستانة - 5»، تعطلت، بسبب ما وصفه بـ«عدم جاهزية تركيا للتوصل إلى اتفاق هدنة في المناطق الشمالية». من دون الكشف عن التفاصيل، مضيفاً أن مسار مفاوضات «آستانة» في التفاصيل والكليات «ليست بسيطة وتواجه مشكلات»، وعلى الرغم من دعوته للوصول إلى المرونة، قال إن بلاده تتابع مسار مفاوضات «آستانة»... «وفق أصول وأطر تعتبرها إيران خطّاً أحمر نهائيّاً».
وتأتي زيارة المسؤول الروسي بعد انتهاء الجولة السابعة من محادثات جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة، وفي أعقاب إعلان الهدنة في جنوب غربي سوريا التي تم التوصل إليها بين روسيا والأردن والولايات المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.