مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

الإعلان عن عودة سفير إسرائيل إلى القاهرة

TT

مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

قتل فتى فلسطيني أمس برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم الدهيشة للاجئين في الضفة الغربية المحتلة خلال مواجهات وقعت في المخيم، حسب ما أفاد متحدث من وزارة الصحة الفلسطينية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال فلسطينيون من مدينة بيت لحم ووزارة الصحة، إن الفتى براء حمامدة (18 عاما) أصيب برصاصة قاتلة في الصدر في وقت مبكر أمس.
وحسب مصادر فلسطينية فإن اشتباكات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي اندلعت صباحا إثر اقتحام قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي للمخيم واعتقال شابين. وذكر مصدر أمني فلسطيني أن ثلاثة شبان أصيبوا بالذخيرة الحية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي وبينهم حمامدة. وقد جاء ذلك بعد ساعات قليلة من قتل ثلاثة فلسطينيين فجر أمس في القدس القديمة بعدما فتحوا النار على الشرطة الإسرائيلية ما أدى إلى مقتل عنصرين من صفوفها. وأيضا في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية وإسرائيل موجة عنف تسببت منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2015 في مقتل 281 فلسطينيا و41 إسرائيليا وأميركيين اثنين وأردني وأريتري وسوداني، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهة ثانية، وعلى صعيد غير متصل، ذكرت مصادر سياسية في الخارجية الإسرائيلية، أن سفيرها لدى مصر ديفيد غوفرين سيعود لممارسة مهامه من مقر السفارة في القاهرة خلال الأيام القريبة المقبلة، وذلك بعد نحو سنة من اضطراره هو وطاقم السفارة، إلى ممارستها من إسرائيل نفسها، بعدما غادر مصر بادعاء «تحذيرات أمنية».
وأضافت هذه المصادر أنه سيتم خلال الأيام القريبة الاتفاق على التفاصيل الإدارية الأخيرة المتعلقة بحراسة الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي في القاهرة، موضحة أن التقديرات تشير إلى توجه السفير وطاقم السفارة إلى القاهرة في الأسبوع المقبل.
وكانت السفارة الإسرائيلية في القاهرة قد أغلقت في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في أعقاب «تحذير أمني خطير»، فعاد طاقم السفارة إلى إسرائيل. كما تم منح 20 موظفا مصريا بالسفارة الإسرائيلية إجازة، ولم يتم تجديد عقد إيجار مكاتب السفارة.
وسيعود طاقم السفارة إلى المقر نفسه الذي غادروه قبل تسعة أشهر. وتشير تقديرات إلى أنه سيتم نقل مقر السفارة إلى مصر الجديدة في غضون عام.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.