التحرك لاستحداث آليات لمكافحة الإسلاموفوبيا في منتدى لندن

سينظر في دور وسائل الإعلام والمجتمع المدني في مكافحة الظاهرة

التحرك لاستحداث آليات لمكافحة الإسلاموفوبيا في منتدى لندن
TT

التحرك لاستحداث آليات لمكافحة الإسلاموفوبيا في منتدى لندن

التحرك لاستحداث آليات لمكافحة الإسلاموفوبيا في منتدى لندن

يستضيف المركز الثقافي الإسلامي في لندن، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، غدا وبعد غد منتدى يضم خبراء في مجال الإعلام وممثلين من المجتمع المدني، لاستجلاء آليات لمكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا. ومن المقرر أن يختتم المنتدى، الذي يستمر يومين، بإصدار توصيات وتقديم مقترحات ببعض المشروعات الممكنة للتنفيذ.
وتشارك منظمة التعاون الإسلامي في تنظيم المنتدى، الذي سيبحث من خلاله الخبراء في ظاهرة الإسلاموفوبيا من منظور قانوني وحقوقي، وكيفية تغطيتها وتناولها أو الترويج لها في وسائل الإعلام، إضافة إلى دور منظمات المجتمع المدني في التصدي للتمييز العنصري والكراهية وازدراء الأديان.
وقالت لـ«الشرق الأوسط» مديرة إدارة الإعلام والاتصال في منظمة التعاون الإسلامي، مها عقيل: «لاحظنا ازدياد الإسلاموفوبيا في الفترة الأخيرة، وهذا ما أكده تقرير مرصد الإسلاموفوبيا التابع للمنظمة، وأيضا إحصاءات ودراسات كثيرة لمراكز في الغرب، وهو أمر مقلق للغاية؛ لأنه يهدد التعايش السلمي بين الشعوب والأمن، بالإضافة إلى ما يسببه من قلق وخوف بين المسلمين؛ لأنهم يشعرون أنهم مستهدفون ومضطهدون».
وأضافت: «رغم أن المسلمين هم أيضا ضحايا للإرهاب، فإنهم للأسف يعاملون بشك وعنصرية بسبب ما يرتكبه الإرهابيون باسم الإسلام».
وذهبت إلى أن التقرير السنوي العاشر لمرصد الإسلاموفوبيا أكد ازدياد حالات الإسلاموفوبيا خلال الثلث الأول من العام الجاري، والذي يتضح منه الخوف المتنامي ضد الإسلام والمسلمين في بعض أنحاء العالم، مما أدى إلى التصورات السلبية بين غير المسلمين.
وبينت عقيل أن المنتدى سينظر في دور وسائل الإعلام والمجتمع المدني في مكافحة الإسلاموفوبيا من منظور قانوني ومن منظور حقوق الإنسان، حيث لا يمكن الحديث عن دور وسائل الإعلام دون مناقشة حرية الصحافة وحرية التعبير كحق أساسي من حقوق الإنسان.
ولفتت إلى دور وسائل الإعلام وما يقع في إطار مسؤولياتها عن انتشار القوالب النمطية ومعاييرها الأخلاقية والمهنية، في تغطية الأعمال المرتبطة بالإسلاموفوبيا وتناولها.
ويُعقَد هذا المنتدى في إطار استراتيجية المنظمة المحدثة للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وآلياتها، التي اعتمدتها الدورة الحادية عشرة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام التي عُقدت في جدة في السعودية، يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وتتمثل الاستراتيجية الإعلامية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكافحة الإسلاموفوبيا، ضمن أهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى، تشمل التركيز على التفاعل مع وسائل الإعلام والأكاديميين والخبراء في مختلف الموضوعات ذات الصلة؛ وإنتاج المحتوى، والمنشورات، وبرامج محو الأمية الإعلامية، وإشراك الحكومات الغربية في نشر الوعي، ودعم الجهود التي تبذلها المجتمعات المدنية الإسلامية في الغرب، وإشراكها في وضع خطط وبرامج لمكافحة الإسلاموفوبيا.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.