مساع لمجلس عسكري بين النظام والمعارضة

ترمب يؤكد إمكانية العمل مع الروس في سوريا... و«مصير الأسد» يربك توحيد المعارضين في «جنيف»

وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف أمس (إ.ب.أ)
وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف أمس (إ.ب.أ)
TT

مساع لمجلس عسكري بين النظام والمعارضة

وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف أمس (إ.ب.أ)
وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف أمس (إ.ب.أ)

بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء أمس، أن بلاده وروسيا يمكنهما العمل معاً بشأن سوريا و«قضايا أخرى كثيرة»، كشفت مصادر بموسكو عن وجود مساع روسية - أميركية لتشكيل مجلس عسكري يضم النظام السوري والمعارضة.
وأضافت المصادر الروسية لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس المرتقب «سيقوم بمهام عدة في المرحلة الانتقالية، بما في ذلك التصدي للإرهاب». وتابعت المصادر أن «التحول الجذري في التسوية السورية وإنجاز اختراقات في مسار جنيف، يرتبط إلى حد كبير بالتعاون بين موسكو وواشنطن».
ومن العاصمة الكازاخية آستانة، أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجميع ينتظر مصير التعاون الأميركي - الروسي في سوريا الذي من شأنه أن يخلق تغيرات جذرية عسكرية على المشهد، وهو ما سينعكس بدوره على جدول مفاوضات جنيف». وعبر المصدر ذاته عن قناعته أن «بعض التحولات قد تحدث خلال أو عقب الجولة القادمة من مفاوضات آستانة المتوقعة في أغسطس (آب) المقبل، حيث يرجح الإعلان عن اتفاق نهائي حول مناطق خفض التصعيد، وهو ما يعني خلق واقع ميداني جديد».
دبلوماسياً، لم يأت اليوم الثالث من المحادثات السورية - السورية في جنيف أمس، بأي جديد على صعيد المفاوضات، باستثناء استكمال الجهود لتوحيد رؤية المعارضة حول المرحلة الانتقالية، إلا أن مصير رئيس النظام بشار الأسد أربك مساعي توحيد المعارضة.
وقال العميد في «الجيش الحر» فاتح حسون، المشارك في مفاوضات جنيف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «منصة موسكو» التي يرأسها قدري جميل طلبت إمهالها ساعات حتى تقدم موقفها النهائي حول المرحلة الانتقالية، وتحديداً فيما يتعلق بموقفها من استمرار الأسد في السلطة، ليحدد بعد ذلك القرار بشأن توافق رؤية المعارضة تمهيداً لتوحيدها. وأشار إلى أن الاتفاق بين كل المنصات كان على الدستور والانتخابات، وبقيت النقطة الوحيدة العالقة تلك المتعلقة بالمرحلة الانتقالية. وتابع جميل: «ردّنا على الهيئة سيكون: لا شروط مسبقة. لا بقاء ولا رحيل، وكل شيء يبحث بعد بدء المفاوضات المباشرة».
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».