«التقدم والاشتراكية» المغربي يعرب عن قلقه من أوضاع البلاد

جدد تأكيده على احترام مقتضيات دولة الحق والقانون

محمد نبيل بن عبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية
محمد نبيل بن عبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية
TT

«التقدم والاشتراكية» المغربي يعرب عن قلقه من أوضاع البلاد

محمد نبيل بن عبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية
محمد نبيل بن عبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكية

أعرب حزب التقدم والاشتراكية المغربي، المشارك في الحكومة، عن قلقه إزاء الأوضاع العامة بالمغرب، وذلك خلال اجتماع مكتبه السياسي الذي انعقد أول من أمس.
وجاء في بيان صدر عن الحزب، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنه «تداول في القضايا الوطنية المتعلقة بالأوضاع العامة، وهو يتابع تطوراتها ومستجداتها بقلق كبير»، مؤكدا على ضرورة تعبئة كل الطاقات الوطنية الصادقة لإعمال المقاربة القائمة على الهدوء والرصانة والإسهام الجدي في توفير المناخ الإيجابي الملائم، والكفيل بفتح آفاق جديدة أمام تطوير «نموذجنا الديمقراطي والتنموي المتميز».
وأضاف بيان المكتب السياسي «أن أجواء عامة يسودها الوئام والتعاون والثقة بين كل الفاعلين المجتمعيين الجادين على اختلاف مواقعهم، وتضطلع فيها كافة المؤسسات بأدوارها الدستورية، هو ما سوف يمكن بلادنا من انطلاقة جديدة لمسلسل الإصلاح في كنف الاستقرار، وهو السبيل الوحيد لتوطيد النجاح البين لبلادنا في تجنب المآلات المعروفة لتجارب دول أخرى في المنطقة».
في السياق نفسه، عبّر المكتب السياسي للحزب عن الحاجة الملحة التي بات يكتسيها إعطاء نفس جديد لمختلف الديناميات المجتمعية الإصلاحية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، مؤكداً على ضرورة ترصيد المكاسب والمنجزات الوطنية المحققة على كل هذه الأصعدة، مع ما يقتضيه الأمر من حرص الجميع على التقيد بأقصى درجات الموضوعية في تقييم ما تحقق من منجزات، وما يتعين تقويمه من اختلالات، والنهج الذي يتعين السير على هديه استشرافا لمستقبل أفضل.
وأكد المكتب السياسي على تشبثه بالنهج الإيجابي للحزب، والذي يقوم على بسط تصوراته واقتراحاته بشكل جريء ومتوازن وموضوعي، والدفاع من خلال ذلك عن استمرارية مسار البناء الديمقراطي والتنموي، وعن العدالة الاجتماعية والتطوير الاقتصادي، وهو ما يشكل، يضيف البيان: «صلب مقاربته لموضوعات وقضايا تستأثر باهتمام جماهير شعبنا، وتتضارب حولها التقييمات والمواقف والتقديرات بشكل يزيد من القلق، ومن التباس الرؤية لدى شرائح واسعة من المواطنات والمواطنين».
وبخصوص أحداث الحسيمة، جدد المكتب السياسي تأكيده على ضرورة تكريس الجميع للتوجه نحو الهدوء والحوار، واحترام مقتضيات دولة الحق والقانون، بهدف تجاوز أي تعامل يفضي إلى التصعيد، مثمناً الحرص الإيجابي للسلطات الحكومية المعنية على تسريع تنفيذ المشروعات المقررة بالإقليم، داعياً إلى تكثيف المبادرات الجادة والصادقة الرامية إلى خلق الانفراج المطلوب، وتفويت الفرصة على أي نزوع نحو تأزيم الأوضاع.
وبخصوص نظام صرف العملة، أكد المكتب السياسي، على ضرورة فتح الحوار والنقاش الهادئ والرزين حول السياسة النقدية أمام القوى الأساسية بالبلاد، مؤكدا على ما يكتسيه التواصل مع الرأي العام من أهمية قصوى في تفادي ضبابية الرؤية لدى الفاعلين الاقتصاديين وعموم الرأي العام الوطني، بخصوص التردد الذي طبع التعامل مع هذا الموضوع، وإعمال الشفافية، والتصدي بقوة لكل ممارسات المضاربة غير المشروعة المهددة للمصالح الحيوية للاقتصاد الوطني.
وفيما يتصل بقضية الصحراء المغربية في علاقتها بالمشاركة الموفقة للمغرب في القمة الـ29 لقادة دول وحكومات الاتحاد الأفريقي التي التأمت أخيرا بأديس أبابا، عبر المكتب السياسي «عن اعتزازه بالتصاعد المطرد لمكانة بلادنا داخل القارة الأفريقية، من خلال تقوية الأواصر المتعددة الأبعاد مع الدول الأفريقية في مختلف جهات القارة، وتأكيد الالتزام الصادق والعملي بخدمة قضايا أفريقيا ومصالحها الحيوية».
وسجل المكتب السياسي تثمينه «إيجابية التطور الملحوظ في مواقف وقرارات الاتحاد الأفريقي بخصوص الصحراء المغربية، ولا سيما اعترافه بريادة هيئة الأمم المتحدة في الموضوع، مما يؤشر على بداية الاستبعاد الكلي لمنطق المراوغات والمناورات، التي دأب على استعمالها خصوم وحدتنا الترابية، مثلما يؤشر على إحلال الشرعية الدولية ومعايير الحل المحددة من طرف مجلس الأمن منذ 2007».
وثمن المكتب السياسي هذا التحول الإيجابي، داعياً إلى «مواصلة اليقظة الوطنية والتعبئة الشعبية، وإلى تمتين الجبهة الداخلية، بما يقوي قدرات بلادنا على مواجهة كافة التحديات ورفع مختلف الرهانات، وفي مقدمتها رهان ربح معركة تجاوز النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية».
من جانب آخر، تداول المكتب السياسي في عدد من القضايا ذات الصلة ببرنامج عمل الحزب للفترة المقبلة، على ضوء خطة تجذر، بما في ذلك إقرار عدد من الأنشطة الموضوعاتية، حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وحول الاقتصاد الوطني والسياسة النقدية، وكذا حول تفعيل دستور 2011.
كما قرر المكتب السياسي إعطاء دفعة أقوى لمسار تفعيل الخطة المذكورة، من خلال ربطها، مرحلياً، بالشروع في التحضير للمؤتمر الوطني المقبل، لا سيما من حيث إطار ومقاربات العمل الحزبي.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.