فعاليات فنية صينية لتعريف المصريين بثقافة «شينغيانغ» المسلمة

تضم معرضاً فنياً وآخر للآلات الموسيقية وعروض أفلام سينمائية

جانب من فعاليات «التعرف على الصين»
جانب من فعاليات «التعرف على الصين»
TT

فعاليات فنية صينية لتعريف المصريين بثقافة «شينغيانغ» المسلمة

جانب من فعاليات «التعرف على الصين»
جانب من فعاليات «التعرف على الصين»

طرق نسج السجاد، ومواسم حصاد الحبوب والفواكه، وعادات وتقاليد المزارعين، وحفل زفاف للقومية الطاجيكية، واجتماع أسرة من القومية الأويغورية... نماذج من البيئة الصينية يمكن التعرف عليها من خلال لوحات معرض فني تحتضنه دار الأوبرا المصرية في الوقت الحالي بعنوان «شينغيانغ متنوعة الألوان».
يعدّ المعرض إحدى فعاليات «التعرف على الصين عام 2017... معرض ثقافة منطقة غرب الصين»، التي تنظمها سفارة الصين الشعبية بالتعاون مع المركز الثقافي الصيني في القاهرة، وافتتحها، سونغ آي قوه، سفير الصين لدى مصر. وتهدف هذه الفعاليات إلى تقديم صورة حيّة لطبيعة مقاطعة «شينغيانغ» المسلمة، التي تقع في شمال غربي الصين، وتعد ملتقى قارتي آسيا وأوروبا، وتبلغ مساحتها أكثر من مليون و660 ألف كيلومتر مربع، كأكبر منطقة مساحة على مستوى المقاطعة في الصين، وذلك لتعريف الجمهور المصري على طبيعة وجغرافية المقاطعة الصينية.
تستوحي صور المعرض، وعددها 80 صورة فوتوغرافية التقطها كبار المصورين الدوليين والمحليين، مضمونها من التراث والثقافة الصينية الفريدة والمتنوعة لمنطقة «شينغيانغ»، حيث تعكس الصور مجموعة من نواحي الحياة الاجتماعية عبر عادات وتقاليد سكان منطقة غرب الصين، إلى جانب مجموعة من المناظر الطبيعية البديعة التي تتمتع بها المنطقة، ومجموعة أخرى لآفاق التطور الرحبة بها.
بالإضافة إلى المعرض؛ تضم فعاليات «التعرف على الصين 2017»، عروضاً لمجموعة من الأزياء التي كان يرتديها الشعب الصيني في حقب تاريخية مختلفة، وعروضاً فنية تتنوع بين الرقص والغناء الخاص بمقاطعة شينغيانغ، إلى جانب معرض للآلات الموسيقية والعزف الخاصة بالمقاطعة، وأسبوع للأفلام السينمائية الصينية، التي تعرض بالمجان للجمهور المصري. وحسب تسو ايوه، نائبة إدارة الإعلام باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، فإنّ سلسلة فعاليات «التعرف على الصين»، تأتي كجانب ثقافي لمبادرة «الحزام والطريق» التي تعدّ جسراً يسدّ الفجوات التنموية ويدعم التعاون الثقافي بين الشعوب، والتي أطلقها الرئيس الصيني في عام 2013. ولاقت اهتماما بالغا من المجتمع الدولي وتجاوبت معها الدول وفي مقدمتها مصر.
وأفادت، خلال افتتاح الفعاليات التي حضرها لفيف من كبار الشخصيات في مصر والصين، بأنّ مقاطعة «شينغيانغ» تعدّ منارة مهمة على طريق الحرير التجاري القديم (الذي كانت تمر به التجارة بين الحضارات القديمة، وعن طريقه تم التعريف بالإسلام ونشره بقارة آسيا)، وملتقى الحضارات الشرقية والغربية، وأصبحت اليوم نافذة لاهتمام الصين، وستكون مركزا للمواصلات والتجارة والخدمات اللوجستية والتعليم، وهو ما سوف يربط بين آسيا وأوروبا، بما يجعل مقاطعة «شينغيانغ» منطقة محورية في مبادرة الحزام والطريق.
وأكدت «ايوه» أنّ مصر والصين تنتميان لحضارات عريقة في العالم، والشعبين المصري والصيني لهما ثقافات باهرة ومساهمات جليلة نحو التقدم للبشرية، مضيفة: «من هنا تأتي سلسلة الفعاليات في القاهرة لتعريف المصريين بالتطور السريع للمقاطعة وتنوعها الثقافي والاجتماعي، بما يعود بالتفاهم والصداقة بين الشعبين المصري والصيني».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».