سبع ليالٍ وثلاثة بلدان... وسفينة

قليل من التنظيم كثير من المتعة

مدينة روما الساحرة
مدينة روما الساحرة
TT

سبع ليالٍ وثلاثة بلدان... وسفينة

مدينة روما الساحرة
مدينة روما الساحرة

مفتاح نجاح أي رحلة هو التنظيم، ووضع جدول بما سنقوم بزيارته خلال رحلتنا أساسي. وفي حال لم تكن سفرتنا منظمة، فسوف نقع فريسة الفوضى السياحية، وينتهي بنا المطاف في زيارة المدينة والعودة منها غريبين عنها، وعن معالمها وأسرارها وخباياها.
العطلة السنوية بالغة الأهمية، كونها مكلفة مادياً، ولهذا السبب يجب أن نخطط لها جيداً لنستفيد خلالها من كل النواحي. وإذا كانت العطلة محدودة بأيام معدودة، فأنصحكم بزيارة أكثر من مدينة في بلد واحد، أو مدينة في أكثر من بلد، من خلال السفر على متن إحدى السفن السياحية التي تنطلق من موانئ عربية أو غربية، وأعتقد أن هذا النوع من السفر هو الأفضل لمحبي التعرف على أكثر من مكان في أقل وقت ممكن، ولكن أعود وأذكر بالتخطيط لأن السفر على متن السفن، أو ما يعرف بـ«Cruise» لا يتناسب مع الكسالى الذين يفضلون الجلوس في مكان واحد، وإلا سيجد هذا النوع من السياح أنفسهم يراوحون مكانهم على متن الباخرة، أو يخرجون منها لرؤية المرفأ ثم يعودون أدراجهم إلى الباخرة.
هذه المرة، اخترنا نقطة الانطلاق لتكون برشلونة المتوسطية الجميلة، والسفينة كانت تابعة لأسطول «رويال كاريبيان»، واسمها «فريدوم أوف ذا سيز»، الرحلة امتدت على مدى 7 ليالٍ، وتوزعت في 3 بلدان، هي: إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.
بدأت رحلتنا من لندن، واستغرقت أقل من ساعتين بالطائرة؛ إذا كان وقتك ضيقاً اختر رحلة صباحية باكرة حتى لا يتعين عليك المبيت في مدينة الانطلاق، وهذا ما حصل، فوصلت الطائرة إلى مطار برشلونة نحو الساعة 11 صباحاً، ثم استقللنا سيارة أجرة من المطار إلى المرفأ الذي لا يبعد أكثر من 10 دقائق، بتكلفة لا تزيد على 30 يورو (يشار إلى أن تطبيق أوبر غير متوفر في برشلونة). وعند دخولك إلى المرفأ، تستقبلك أكبر السفن السياحية حجماً، وكان من بينها سفينتنا العملاقة التي جاءت إلى أوروبا لتمخر بحرها لأول مرة، بعدما كانت مخصصة للسفر إلى منطقة الباهاماس، منطلقة من موانئ أميركية.
ويمكنك أن تقوم بالإجراءات الأمنية ابتداء من الساعة 11 صباحاً، وتستلم الغرفة في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر، فأنصحك بأن يكون معك حقيبة يد صغيرة تضع فيها حاجات السباحة والأدوية، على سبيل المثال، لأن حقيبة السفر لا يتم توصيلها إلى غرفتك قبل الساعة الثالثة بعد الظهر. وبمجرد وصولك على متن الباخرة، تبدأ رحلتك: فيكون الغداء بانتظارك في الطابق الأخير من الباخرة، وتنطلق الرحلة عند الساعة الخامسة بعد الظهر على أنغام الموسيقى التي يتناغم عليها العاملون في الباخرة، وعلى مرأى من المسافرين الذين يودعون برشلونة من الطابقين العلويين المفتوحين.
وقد اخترنا رحلة البحر المتوسط التي تتوقف في اليوم الأول في مدينة «مارسيل»، وفي صباح اليوم الثاني في مدينة «فيل فرانش»، واليوم الثالث في بيزا، واليوم الرابع في روما، واليوم الخامس في كابري ونابولي.
وهذه الوجهات من بين أجمل الوجهات الأوروبية الساحلية على الإطلاق لأنها تجمع بين البحر والثقافة والمناخ الجميل.
صباح كل يوم، تصل السفينة إلى المرفأ نحو الساعة السابعة صباحاً، وعادة ما يسمح للمسافرين بالخروج بعد إتمام السفينة جميع الإجراءات الأمنية، فتكون الساعة قد شارفت على التاسعة، فأنصحكم بعدم التأخر في النزول من الباخرة لأن وقت العودة من كل مدينة يكون ما بين الخامسة والسادسة مساء، وهناك بعض الموانئ البعيدة عن المدن كما هو الحال في روما، وهذا ما يعيدنا إلى نقطة أهمية التخطيط.
وتنظم الباخرة برامج سياحية تنطلق كل صباح من كل مدينة، ولكن أنصحكم بترك هذه المسألة إلى الشركات التي تتمركز في المرفأ، فهناك شركات كثيرة تقدم كثيراً من العروض بأسعار جيدة جداً، ومع دليل سياحي في بعض الأحيان، فهذا الأمر يعود إلى المسافرين وميزانيتهم.
* اليوم الأول
وصلت السفينة إلى مدينة مارسيليا Marseille، التي تتنشق التاريخ من مرفئها الذي يعود بك إلى 1500 سنة إلى الوراء، حيث كان من أهم المرافئ، ولا يزال أكبرها في أوروبا، وكان ولا يزال الأهم من حيث التجارة. واختيرت مارسيليا لتحمل لقب مدينة الثقافة لعام 2013، فهي تستحق اللقب نسبة لما تزخر به من معالم ومبانٍ تاريخية ومتاحف ومعارض فنية عصرية وفيلات رائعة التصميم.
وعندما تصل إليها، يمكنك أن تستقل سيارة الأجرة إلى المرفأ القديم الذي يتجمع فيه صيادو الأسماك، فتتنشق على الكورنيش رائحة السمك الطازج تنبعث من المطاعم الكثيرة الممتدة على طول الممشى. ومقابل المرفأ، يمكنك التعرف على المدينة وتاريخها من خلال حافلات سياحية تأخذك في رحلة استطلاعية إلى الكاتدرائية الأشهر «نوتر دام دو لا غارد» Notre Dame De La Garde، المطلة على المدينة، فهذه الزيارة ضرورية لأن الموقع رائع، وفيه تتعرف على قصة المدينة التي تتميز بشواطئها النظيفة ذات المياه اللازوردية.
وبعد جرعة من الثقافة، يمكنك العودة إلى المرفأ القديم لتناول الطبق الأشهر «بويابيس» Bouillabaisse، وهو عبارة عن «يخنة سمك».
* اليوم الثاني
بقينا في فرنسا، وهذه المرة في مرفأ مدينة «فرانشفيل سور مير» Ville France Sur Mer الجميلة؛ المرفأ صغير، فيتوجب عليك أن تستقل عبارة صغيرة لتوصلك إلى الشاطئ. وبمجرد وصولك، ستقع في غرام هذه المدينة الصغيرة الجميلة التي تنتشر فيها المقاهي التي تغازل البحر والمحلات التجارية الصغيرة والبسطات التي تبيع منتجات محلية. ومنها، تنطلق عبر محطة القطارات الموجودة فيها إلى كل من مدينة نيس وموناكو وكان. وإذا كنت تحب عبير العطر، فما عليك إلا التوجه إلى مدينة غراس المشهورة بتصنيع العطور.
الخيار هنا واسع؛ خطط للزيارة لأن موقع موناكو على الجهة الأخرى من نيس على سبيل المثال، فأنصحك بالذهاب إلى موناكو والتعرف إليها عبر حافلة سياحية تنزل منها ساعة تشاء، تشاهد خلالها أهم معالم المملكة الجميلة الأنيقة، ومنها عد عبر فيلفرانش إلى نيس، فهي مدينة تستحق الزيارة، وتنتشر فيها المحلات التجارية والمطاعم، بالإضافة إلى كورنيش كبير أشبه بـ«بروموناد الإنجليز» في كان. وخلال العودة، يمكنك التوقف في مدينة «إيز» التاريخية؛ المهم أن تلتزم بموعد آخر عبارة تقلك إلى الباخرة مساء.
* اليوم الثالث
بعد أن تكون قد كحلت عينيك بروعة فرنسا، يكون قد حان الوقت لتدغدغ سمعك وتستمتع بأنغام اللغة الإيطالية لأن هذه المحطة هي في مرفأ توسكانا. وهنا الخيارات كثيرة، إما أن تتوجه إلى برج بيزا المائل، أو إلى فلورنسا للتعرف على نهضتها وكنوزها الفنية، أو حتى الاثنين معاً، ولكن الوقت سيكون ضيقاً، مع العلم بأن منطقة البرج لا تستحق تمضية أكثر من ساعتين فيها لأنها لا تضم إلا البرج وبعض المقاهي وأكشاكاً لبيع التذكارات السياحية.
وقد اخترنا زيارة برج بيزا، ومن بعده زرنا منطقة جبلية شهيرة جداً باستخراج الرخام، تعرف باسم جبال «كارارا» Carrara. ومن هذا الرخام، صنعت معظم معالم روما الفنية.
وفي جميع الأحوال، أنصحك بزيارة منطقة «تشينكوي تيري» Cinque Terre، المعلقة على جرف، ومبانيها ملونة على الساحل الليغوري الساحر.
* اليوم الرابع
لا تكون زيارة إيطاليا كاملة دون زيارة عاصمتها التي أصفها دائماً بمتحف مفتوح، فمحطتنا اليوم كانت في روما. ويبعد المرفأ عنها نحو الساعة ونصف الساعة. وبواسطة السيارة أو الحافلة، يمكنك أن تختار إحدى الرحلات المنظمة من الشركات السياحية المنتشرة في المرفأ. فإذا كنت قد زرت روما من قبل، فأنصحك بالذهاب إليها من دون دليل سياحي، ولكن في حال كانت هذه زيارتك الأولى، فلا بد أن تجد دليلاً يخبرك عن تاريخ هذه المدينة العريقة، وزيارة الفاتيكان حتمية. وقد استطعنا في وقت ضيق أن نزور مدينة الفاتيكان، ومنها مشينا إلى ساحة نافونا، وتذوقنا ألذ بيتزا فيها في مطعم «تري سكاليني» Tre Scalini. وبعدها، تمنينا العودة إلى روما بعدما دفعنا بالنقود المعدنية في نافورة «تريفي» Trevi؛ وهذا تقليد قديم بما أن اسم النافورة يعني «التمنيات»، ويقال: إذا رميت النقود فيها، سوف تعود إلى روما مرة أخرى؛ وقد صدقت الأسطورة معي!
وفي وقت قصير، استطعنا التوقف أمام مبنى «الكولوسيوم»، والتقاط الصور مع المصارعين المزيفين. (احذروهم، فقد يطلبون منكم مبلغاً طائلاً لالتقاط صورة تذكارية معهم).
* اليوم الخامس
لا نزال في إيطاليا، وقد وصلنا إلى نابولي. وهنا، ابتسموا لأن جميع الخيارات رائعة؛ فإذا كنت تبحث عن التاريخ، فلا تفكر مرتين، توجه إلى مدينة بومباي التي حول البركان المجاور لها أهلها إلى تماثيل من الحجارة، فأنت بحاجة لنحو الساعتين في تلك المدينة التي دمرت بالكامل، ومن ثم سيكون أمامك الوقت لزيارة سورينتو الجميلة التي تشتهر بساحتها وطعامها والحمضيات ومشروب الليمونتشيلو والموتزاريلا. ومن الممكن أيضاً زيارة كابري الرومانسية، وتذوق البيتزا فيها. أهم ما يمكن أن تشاهده في نابولي «القصر الملكي»، و«دار سان كارلو للأوبرا»، والـ«دوومو»، والكاتدرائية.
* اليوم السادس
هذا اليوم مخصص للراحة التامة والاستمتاع بالخدمات الكثيرة على متن الباخرة، من مركز صحي إلى بركة سباحة وتسلق جبال وركوب أمواج والتزحلق على الجليد وتذوق مطابخ العالم في أكثر من مطعم ومشاهدة الحفلات الموسيقية والترفيهية والأفلام في قاعات السينما العملاقة.
ويطلق على اليوم الأخير على متن الباخرة اسم «Day at Sea». وهذا اليوم يأتي بعد التعب الذي يبذله المسافر على مدى نحو أسبوع متنقلاً من مدينة إلى أخرى.
* اليوم السابع
تنتهي رحلة الإبحار، ولكن العطلة لم تنتهِ بعد لأن النقطة الأخيرة هي برشلونة، النقطة التي انطلقنا منها. إذا كنت لا تنوي المبيت في برشلونة، فاحرص على إيجاد رحلة جوية فترة ما بعد الظهر، وبما أن الباخرة تصل إلى المرفأ في الصباح الباكر، سيكون أمامك متسع من الوقت لاكتشاف مدينة غاودي الفنية.
اترك أمتعتك مع شركة متخصصة بنقل الحقائب إلى المطار، تجد مكتباً لها في عنبر الوصول، وبعدها تستقل حافلة النقل العام (2 يورو للشخص الواحد) التي تأخذك إلى وسط المدينة، وتحديداً إلى محيط شارع لاس رامبلاس Las Ramblas الأشهر.
وفي ساحة «دي كاتالونيا»، تجد الحافلات السياحية المكشوفة بانتظار السياح؛ تختار ما بين رؤية القسم الشمالي من المدينة أو وسط المدينة وساحلها. إذا كان وقتك ضيقاً، اكتشف القسم الشمالي لأنه يضم أهم المعالم السياحية. وهذه الشاحنات تمكنك من الترجل، ومتابعة الرحلة على متن حافلة أخرى، ساعة ما تشاء.
وتمر الحافلة بأهم المعالم، مثل كاتدرائية «ساغرادا فاميليا» التي صممها الفنان أنتوني غاودي الذي لقي حتفه في حادث تصادم مع قطار قبل الانتهاء من بنائها.
ومن الممكن أيضاً زيارة حديقة غويل Parc Guell وجبل تيبدابو Tibidabo المطل على المدينة، وفيها واحدة من أجمل الكاتدرائيات وأقدم مدينة ملاهٍ في البلاد. هذه هي برشلونة باختصار، ولكن إذا كان لديك الوقت، فأنصحك بالبقاء في المدينة للتعرف إليها بشكل جيد، فستكون بحاجة إلى نحو 3 أيام إضافية.
* ملاحظة: للذهاب إلى المطار بأقل سعر، يمكنك أن تستقل الحافلة الزرقاء من ساحة كاتالونيا التي تأخذك إلى المطار مباشرة (تستغرق الرحلة نحو 17 دقيقة بسعر لا يتجاوز الـ4 يوروات للشخص الواحد)، وبعدها تتسلم الحقائب من المطار لتتابع رحلتك إلى وجهتك الأخيرة.



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.