تعرّف على «مدينة الأشباح» بلندن

منطقة سيلفرتاون الموصوفة بمدينة الأشباح (سي إن إن)
منطقة سيلفرتاون الموصوفة بمدينة الأشباح (سي إن إن)
TT

تعرّف على «مدينة الأشباح» بلندن

منطقة سيلفرتاون الموصوفة بمدينة الأشباح (سي إن إن)
منطقة سيلفرتاون الموصوفة بمدينة الأشباح (سي إن إن)

تعرف مدن الأشباح على أنها مناطق مهجورة لم يعد يسكنها أحد. ويكمن السبب عادة في توقف النشاط الاقتصادي الذي يعتمد على المدينة، أو بسبب كوارث طبيعية أو بشرية، مثل الفيضانات أو الحروب. وقد يستخدم هذا المصطلح لوصف المدن المسكونة التي قل عدد سكانها عما كان عليه من قبل.
وأصبح بعض مدن الأشباح مزارات سياحية، مثل: مدينة برايت الأوكرانية، وريولايت، وتومبستون، وأريزونا، وباركرفيل، وكولومبيا البريطانية.
تنتشر في العاصمة البريطانية لندن بعض المناطق التي هُجرت بفعل مرور الزمن وهجرة السكان بعيداً عنها، وقد تكون أبرزها اليوم منطقة «سيلفرتاون» الصناعية المهجورة شرق المدينة.
تعرف مناطق غرب سيلفرتاون على أنها إحدى أقدم محطات مترو الأنفاق في لندن، وتقع على خط قطار دوكلاندز الخفيف. وبينما كانت في الماضي مركزاً لكثير من المصانع والمقاهي والمرافق التجارية التي كان يتوافد إليها العمال في المنطقة، تحوّلت الآن إلى منطقة مهجورة نادراً ما يرتادها أي شخص.
يؤثر كثير من العوامل في الهجرة بعيدا عن المدن، مثل نضوب الموارد الطبيعية، وعدم وصول السكك الحديدية والطرق، وتحول النشاط الاقتصادي إلى أماكن أخرى، وتغيير اتجاه الأنهار، والكوارث الطبيعية. أيضا، يعد انتشار الأوبئة سببا قويا، فمثلا تم التخلي عن بعض الأماكن في شرق ولاية أركنساس، بعدما لقي أكثر من 7000 شخص مصرعهم جراء تفشي وباء الإنفلونزا الإسبانية يبن عامي 1918 و1919.
يمكن أيضا أن يتسبب تلوث الأرض في هجرة المدن. وهذا هو ما حدث في تايمز بيتش، إحدى ضواحي مدينة سانت لويس.



ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل
TT

ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

في قلب دلتا النيل، تحتل زراعة الياسمين مكانة خاصة، حيث يُعد هذا النبات العطري جزءاً من تقاليد متوارثة وعصباً اقتصادياً للعديد من العائلات. وفقاً لتقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».

بلدة شبرا بلولة، الواقعة على مسافة نحو 50 ميلاً (80 كيلومتراً) شمال القاهرة، تضم نحو 300 فداناً من مزارع الياسمين، الذي يُعرف علمياً بـ«Jasminum grandiflorum»، ويساهم بنسبة 90 في المائة من إنتاج مصر من هذا النبات، بنحو 2500 طن من الأزهار سنوياً.

وعملية قطف الياسمين تتطلب الدقة، حيث تُجمع الزهور في الفجر، وتُنقل إلى معامل خاصة لاستخراج عطرها بطريقة تقليدية؛ إذ تُمرر عبر خزانات مملوءة بالمذيبات، وتخضع للتقطير والتبخير قبل أن تتحول إلى معجون شمعي يُصدّر للعالم لاستخدامه في تصنيع العطور الفاخرة.

ورغم أن الياسمين ليس أصيلاً في مصر، فإن له تاريخاً عريقاً يضرب بجذوره منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. ويُقال إن التجار جلبوه من بلاد ما بين النهرين، حيث وجدت هذه الزهور طريقها إلى الأدب والشعر العربيين، وأصبحت رمزاً للحب والجمال.

تعود جذور صناعة استخراج الياسمين إلى خمسينات القرن العشرين في مصر، ومع الزمن تحولت بلدة شبرا بلولة إلى مركز رئيسي لهذه الصناعة، معتمدة عليها أنها مصدر رزق رئيسي. ورغم التحديات الاقتصادية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات التضخم، يواصل السكان، الذين يبلغ عددهم نحو 20 ألف نسمة، العمل في زراعة الياسمين كجزء من تراثهم الثقافي.

واليوم، يمثل ياسمين مصر نحو نصف مستخلصات العطور العالمية.

خارج مزارع شبرا بلولة، ينتشر «الياسمين العربي» أو «الفل» ذو العطر الزكي في شوارع مصر، حيث يُباع على نواصي الطرق، ويُقدم كهدايا ترمز للمحبة والنقاء، ليبقى الياسمين مكملاً للمشهد اليومي في حياة المصريين ورابطاً عاطفياً بين الأجيال.