الحوثيون يربكون النسيج الاجتماعي بشراء ولاءات قبلية بأموال اليمنيين

استحدثوا مجلساً قبلياً انقلابياً وعينوا شيخاً مغموراً من صعدة لرئاسته

استعراض انقلابي بالأسلحة في صنعاء (إ.ب.أ)
استعراض انقلابي بالأسلحة في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يربكون النسيج الاجتماعي بشراء ولاءات قبلية بأموال اليمنيين

استعراض انقلابي بالأسلحة في صنعاء (إ.ب.أ)
استعراض انقلابي بالأسلحة في صنعاء (إ.ب.أ)

يخطط الانقلاب في اليمن لشراء ولاء أكبر عدد ممكن من شيوخ القبائل، مستخدماً بذلك أموال الشعب التي أخذها عنوة، بعد أن تعمد تحويل إيرادات المناطق التي يسيطر عليها لصالح ما يسميه التمرد «المجهود الحربي»، في الوقت الذي عطل فيه صرف الرواتب.
وأكدت مصادر في الداخل اليمني أن ميليشيات الانقلاب الحوثية تعمل على تفتيت النسيج الوطني والاجتماعي، ووضعت تغيير المشايخ والانقلاب عليهم ضمن أولوياتها، خصوصاً في مناطق الطوق المحيطة بصنعاء، وأنها بصدد إصدار قرارات تصفهم بالخيانة بهدف الحصول على مقاتلين لاستمرار انقلابهم على السلطة الشرعية، مشيرة إلى أن ميليشيا الانقلاب أنشأت ما يسمى «مجلس التلاحم القبلي»، ونصّبت شيخاً موالياً لهم رئيساً له مستفيدة من سياسة بعض الدول التي تقف وراء دعم الإرهاب.
ووضع التمرد الحوثي رؤوس القبائل في اليمن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الولاء له، أو خلع الشيخ غير الموالي وتنصيب آخر مكانه، كما فعل عندما تم تنصيب الشيخ ضيف الله رسام أحد مشايخ عزلة حيدان في صعدة على رأس قيادة ما يسمى بـ«مجلس التحالف القبلي»، ويعتبر رسام أحد المشايخ الذي يعملون تحت إمرة عبد الملك الحوثي، ويعد تصنيفه من شيوخ الدرجة الخامسة لأنه شيخ لعزلة.
وبين محمد بن ناجي الشايف، شيخ مشايخ قبيلة بكيل لـ«الشرق الأوسط» بشأن إنشاء «مجلس التحالف القبلي» أن القبيلة في اليمن هي أساس المكون الاجتماعي، وأن أي قوة سياسية ليس أمامها إلا أن تعمل على تفعيل وجودها في القبائل وكسب ودها، وهو ما يقوم به الحوثي.
وعزا الشايف تغلغل الحوثي بشكل كبير في القبائل اليمنية، وحرصه على تعميق علاقته بمشايخها، إلى هدف السيطرة على أبنائها فكريا وعسكريا، مبينا أن القبائل اليمنية تشكل النسبة الأكبر في المجتمع، التي لا يمكن القضاء عليها في يوم وليلة، كما أن كسبهم يحقق مكاسب سياسية وعسكرية كبيرة.
وتوقع الشايف فشل المجلس الذي أنشأه الحوثي، لأنه يرى أن المجالس القبلية لا يمكن لها الاتفاق أو الاستمرار، كون كل قبيلة لها مجلسها المستقل، معتبرا الوسيلة الأكيدة لتسريع إفشال هذا المجلس بذل الاهتمام من الحكومة الشرعية وقوات التحالف بالتواصل مع مشايخ قبائل اليمن وتفعيل دورها.
وأكد أن قبائل طوق صنعاء تعد هدفاً مهماً للانقلابيين لبقاء صنعاء وباقي المحافظات تحت سلطتهم، كما أن الاهتمام بهم والتحالف معهم وكسب أصحاب النفوس الضعيفة منهم بالمال والتعيينات في المناصب المهمة في مؤسساتهم، هي الوسائل التي يتخذها انقلابيو اليمن لكسب ولائهم، وتحقيق أهدافهم من خلالهم، وجمع أكبر عدد ممكن من المقاتلين في صفوفهم.
من جهة أخرى، أوضح الشيخ صالح منجف العبيدي المتحدث باسم رئيس تحالف قبائل مأرب لـ«الشرق الأوسط» أن إحجام القبائل عن إرسال أبنائها للمشاركة في القتال مع الانقلابيين تسبب في حنق الحوثيين على المشايخ، لا سيما بعد أن تصدى المشايخ أنفسهم للانقلابيين وأعلنوا بكل وضوح وجدية منعهم أبناء قبيلتهم من مشاركة الحوثي في القتال.
وقال: «مشايخ القبائل رفضوا تجنيد الحوثي لأبنائهم، والزج بهم في القتال، وهو ما أثار حفيظتهم ودفعهم لدعوة أبناء القبائل للانقلاب على مشايخهم، وصنع مشايخ من ضعفاء النفوس تُشتَرَى بالمال ليس لهم ذكر بين قبيلتهم ينفذون ما يؤمرون به من الانقلابيين، ولكن هذا الأمر لن يمرر على القبائل الكبيرة في اليمن والشريفة المشهود لها بالنزاهة».
وأضاف: «بعد أن أوقفت القبائل عملية إرسال أبنائها للقتال مع الانقلابيين، لجأوا لتجنيد الأطفال من المدن والمحافظات التي تقع تحت سيطرتهم، وهو ما تشهد به معارك مأرب، التي أسفرت عن أسر ما يقارب 150 طفلاً لم تتجاوز أعمار بعضهم الـ11 سنة».
وذهب إلى أن الحوثي يريد أن يغير كل ما هو عريق في اليمن، حيث بلغ به الأمر أن يحدث انقلابات داخل القبائل اليمنية، تصل لحد عزل المشايخ الأصليين الذين تم تنصيبهم وفق أسلاف وأعراف قبلية معينة وتنصيب مشايخ موالين لهم لتمرير مشروعهم الفارسية، مقابل مبالغ مالية.
ووصف العبيدي الحوثيين بالأدوات المستخدمة من قبل إيران، لتغيير الواقع المجتمعي في اليمن، مشيراً إلى كونهم لا يملكون أي برنامج سياسي، ويسعون بكل جهد لإلغاء العادات والتقاليد اليمنية الأصيلة، وزعزعة وفك الترابط القوي الذي يحكمه الأعراف والتقاليد والذي يعد بمثابة قانون صارم في القبيلة.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية (واس) تقريرا أفاد بأن ميليشيات الانقلاب الحوثي عملت خلال اجتماعات موسعة جرت في مناطق متفرقة من مناطق القبائل المحيطة بالعاصمة صنعاء، الشهر الماضي، على دعوة أبناء القبائل للانقلاب على مشايخهم الذين يتسنمون تلك المناصب من سنين كثيرة، ويتوارثونها أباً عن جد بهدف تعيين مشايخ جدد موالين لهم بدعوى تمنعهم من الإسهام في رفد الميليشيات الانقلابية بمقاتلين، وإرسالهم للجبهات وتوجيه تهمة الخيانة لهم، ومحاولة تغيير الواقع الديموغرافي والمجتمعي في تلك القبائل بما يتماشى مع مصالحهم.
وقالت المصادر إن «ميليشيات الانقلاب تعمل حالياً على اختيار المشايخ الجدد لهذه القبائل بدعوى إدخال الكفاءات وإحلالهم محل المشايخ الذين لم يرحبوا بالانقلاب ورفضوا تنفيذ أوامرهم بتجنيد الأطفال والشباب للقتال مع عصاباتهم في الجبهات».
وأوضحت المصادر أن ميليشيات الانقلاب دفعت مبالغ نقدية كبيرة، ووزعت عدداً من الوظائف والرتب العسكرية على عدد من الشخصيات المؤثرة في تلك القبائل بهدف إقناع أكبر شريحة من المنتمين لتلك القبائل بحجج مختلفة، منها ذريعة توحيد الصف في مواجهة الشرعية وتحالف لدعم الشرعية، وصولاً لتحقيق أهدافها في استمرار الانقلاب واستنزاف القبائل والاستمرار في سيطرتهم على مؤسسات الدولة وتحصيل الإيرادات لجيوب قادة ما يسمى باللجان الشعبية والقادة الموالين للحوثي والمنتمين له أسريّاً دون اكتراث للوضع المأساوي الذي يعيشه المواطن اليمني في المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الانقلاب.
ويأتي هذا التحرك من قبل ميليشيات الحوثي وصالح إثر ازدياد التململ والرفض لطلبات ميليشيا الانقلاب بتجنيد الأطفال بعد أن قامت بتجنيد ما يقارب 10 آلاف طفل وشاب دون السن القانونية منذ بدء الانقلاب على الشرعية، وإرسالهم لمحارق جبهات القتال دون وازع من ضمير أو خوف، كما تقوم ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بالضغط على المشايخ وزعماء القبائل ودفع رشوة لهم تقدر بثلاثين ألف ريال يمني تدفع لشيخ القبيلة عن كل طفل يتم تجنيده أو تقوم بإلزام المشايخ بدفع المبلغ ذاته إذا فشل في تجنيد الأعداد المطلوبة.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم