{حماس} تعد بانفراجة في غزة... والسنوار يتفقد الحدود مع مصر

عباس في القاهرة غداً للقاء السيسي وبحث «مستقبل} القطاع

قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار في جنوب رفح على الحدود مع مصر (رويترز)
قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار في جنوب رفح على الحدود مع مصر (رويترز)
TT

{حماس} تعد بانفراجة في غزة... والسنوار يتفقد الحدود مع مصر

قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار في جنوب رفح على الحدود مع مصر (رويترز)
قائد «حماس» في غزة يحيى السنوار في جنوب رفح على الحدود مع مصر (رويترز)

وعدت حماس سكان قطاع غزة بانفراجة قريبة في كثير من الأزمات، بعد لقاءات أجراها وفد للحركة في القاهرة.
وقالت حماس إن وفدها أجرى مباحثات مع الجانب المصري، «أسفرت عن نتائج سيكون لها أثر في تخفيف الأعباء عن قطاع غزة». وأوضحت أن وفدها أكد للجانب المصري انفتاح الحركة على إنهاء الانقسام الفلسطيني، وعدم ممانعتها في أن تتسلم حكومة الوفاق الوطني مهامها في غزة، كما أنه طلب من مصر الإشراف على تنفيذ اتفاقات المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاتفاق مع حركة «فتح» على موعد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
ولم يتضح فورا ما هي نتائج مباحثات الوفد الذي لا يزال في مصر، ورأسه عضو المكتب السياسي لحماس روحي مشتهى، وضم ممثلين عن وزارات مختلفة، لكن هدف الوفد كان إجراء اتفاقات اقتصادية وفنية، وبحث سبل التخلص من أزمات تعصف بالقطاع.
وقال محمد ثابت مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء، في مؤشر أولي على طبيعة الاتفاقات في مصر: «إن الأيام المقبلة ستشهد انفراجة بخصوص أزمة التيار الكهربائي». وأضاف أنه يأمل أن يتم تزويد محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة بالغاز الطبيعي بدلاً من السولار.
وبثت مصادر مقربة من حماس، أنه يتوقع عودة العمل قريبا ببرنامج 8 ساعات وصل كهرباء بدلا من 4.
وجاء بث الأمل في الوقت الذي اتهمت فيه سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة، الاحتلال الإسرائيلي باستمرار تقليص قدرات الكهرباء، وقالت إن التقليص وصل فعلياً إلى 55 ميغاواط. وبحسب بيان للطاقة، «فإن ذلك يزيد من الأعباء والمعاناة في القطاع في ظل أجواء الصيف والحرارة المتصاعدة».
وقالت سلطة الطاقة: «إن إنتاجية محطة التوليد مع استخدام الوقود المصري، تصل حالياً إلى 70 ميغاواط، وإن المتوفر من جميع المصادر لا يتعدى 140، وهي لا تغطي الحد الأدنى من احتياجات القطاع التي تتجاوز 500 ميغاواط في هذه الظروف».
وناشدت سلطة الطاقة الجهات المسؤولة والدولية، بضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الإجراءات التعسفية التي تعمّق من أزمة الكهرباء في غزة.
وكانت إسرائيل بدأت بتقليص قدرات الكهرباء بطلب من السلطة الفلسطينية التي اتهمت «حماس» بجباية الأموال لصالح خزينتها، وعدم تحويلها لوزارة المالية التي تشتري الكهرباء والوقود من إسرائيل. واتخذت السلطة هذا الإجراء من ضمن إجراءات أخرى تشمل قطع رواتب، وإحالات إلى التقاعد، وإلغاء إعفاءات، والتوقف عن دفع أثمان مشتريات. وقالت «حماس»، إنها في مواجهة هذه الإجراءات تحركت نحو مصر التي استجابت لطلبات «حماس». وتحسنت العلاقة بين مصر وحماس بعد زيارات متتالية لوفود من حماس إلى مصر، انتهت باتفاقات أمنية متعددة، أبرزها إقامة منطقة عازلة على الحدود من جهة غزة.
وقام قائد حماس في غزة يحيى السنوار، بزيارة إلى الحدود أمس لتفقد سير العمل هناك. وقالت وزارة الداخلية التابعة لحماس، إن الجولة تأتي «لتفقد الإجراءات التي تقوم بها وزارة الداخلية على الحدود الجنوبية بناء على التفاهمات الأخيرة مع جمهورية مصر العربية».
وشملت الجولة، التي امتدت على طول الحدود، «تفقد معبر رفح البري بالإضافة إلى معبر كرم أبو سالم التجاري شرق رفح، كما شملت تفقد النقاط الحدودية ومواقع قوات الأمن ونقاط انتشارها على الحدود».
وثمة عدم رضا في رام الله عن التفاهمات التي جرت في مصر سواء مع المسؤوليين المصريين أو القيادي المفصول من فتح محمد دحلان.
وتقول السلطة إن أي اتفاقات يجب أن تجري مع الممثل الشرعي للفلسطينيين وليس حماس.
ويفترض أن يكون هذا الأمر على طاولة النقاش بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارة مرتقبة يقوم بها عباس إلى القاهرة غدا.
ويبحث الرجلان مستقبل القطاع وإمكانية تحقيق مصالحة كذلك.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.