سينتيا مرهج: البساطة أجمل ولا أميل إلى إثقال تصاميمي بالتطريزات

عندما عادت سينتيا مرهج من لندن إلى لبنان كانت مسلحة بشهادة في عالم التواصل البصري من معهد «سنترال سانت مارتنز» لتصميم الأزياء. كانت الصورة واضحة بالنسبة لها، فمنذ نعومة أظافرها وهي تحلم بإكمال مسيرة والدتها لورا في عالم الأزياء وجدّتها لوريس سروجي من قبلها. هذه الأخيرة، مثلا، اشتهرت منذ أكثر من نصف قرن في حيفا حيث كانت تعيش، بتصميمها أزياء نساء المجتمع الفلسطيني. لا تخفي سينتيا إعجابها بجدتها «لقد شكّلت علامة فارقة في عالم الأزياء منذ أكثر من نصف قرن». اقتداء بها ابتعدت عن تصميم أزياء الـ«هوت كوتير» وفضلت عليها أزياء بسيطة تناسب إيقاع المرأة العصرية.
تقول: «امرأة اليوم بحاجة إلى تصميم عصري وعملي في آن واحد وليس لأزياء مُثقلة بالتطريزات».
عندما وصلت إلى لبنان، حاولت في البداية الاطلاع على مستجدات السوق، وعملت مع شركة تتخصص في الإكسسوارات والمفروشات، قبل أن تُطلق دارها الخاصة، على أن تعرضها على طريقة الـ«بوب آب» التي أعجبتها خلال إقامتها في لندن.
تقول: إن هذه الطريقة «شبيهة إلى حدّ ما بـ(الجمعة السوداء) المزدهرة في مختلف بلدان العالم اليوم وبينها لبنان. لا يهم في أي مكان تعرض البضاعة المهم أن عرضها للبيع يتم في ظرف يوم واحد أو يومين أقصاه».
تشرح أنها قامت بالأمر بداية في منزلها، ومؤخرا اختارت منزلا قديما في منطقة التباريس حولته إلى معرض أطلقت عليه عنوان «ماذا لو كانت بيروت إحدى نساء بيكاسو؟».
اختارت بيكاسو بالذات لأنه حسب رأيها: «فنان تأثر بالمرأة وكانت مواضيع لوحاته تتبدّل حسب تفاصيل كلّ علاقة عاطفية يقيمها معها». وتتابع: «قررت أن أدّعي بأن بيروت واحدة من نسائه الجميلات. فنحن للأسف نشوّهها بإهمالنا لها، ولكن مع بيكاسو جعلتها تقاوم وتتلون بأقمشة وفساتين من القطن والأورغانزا والحرير».
تعرض سينتيا حاليا تصاميمها في الشتاء والربيع والصيف، وتحرص أن تكون كلاسيكية وبسيطة في الوقت ذاته، تعتمد فيها على القصات التي تخدمها من دون أي مبالغات. ولأن البساطة عنوانها، فإنها تكون غالبا مصنوعة من إما من الجينز والكتّان أو الحرير. فهذه حسب رأيها «أقمشة خفيفة الوزن اشتريها عادة من البرتغال».
لكي تحفر لها مكانة بين المصممين الشباب، تبحث سينتيا دائما عما لم يتطرّق إليها مصممون آخرون «لا تهمني التصاميم التقليدية كأن تبدو المرأة كأميرة أو رمزا للأغراء وغيرها من المواضيع التي يركّز عليها البعض». في المقابل تدرس ما يناسب طبيعة المرأة وشخصيتها لتقدمه لها بلغة سلسة وسهلة تخدمها في كل مناسباتها اليومية تحديدا.