الحريري وأرسلان يشددان على استكمال ملف المهجرين

TT

الحريري وأرسلان يشددان على استكمال ملف المهجرين

استعرض رئيس الحكومة سعد الحريري، مع وزير المهجرين طلال أرسلان، استكمال ملف المهجرين في منطقة جبل لبنان، وتشكيل فريق عمل لإنهاء هذا الملف وإيصال الحقوق إلى أصحابها.
وبعد اللقاء، أعلن الوزير أرسلان أن اللقاء «خصص للبحث مع الرئيس الحريري في الموضوع الشائك الطويل وهو ملف المهجرين، وخصوصا أن الجبل بكل مكوناته هو حجر الزاوية لاستقرار البلد ورعاية الدولة لهذا الملف غير مقبولة على الإطلاق». وقال: «من واجبات الدولة إيصال الحقوق إلى أصحابها من دون منّة، خصوصا أن الدولة التزمت منذ ربع قرن بإعادة الأعمار ودفع التعويضات». وأضاف: «لدي ثقة كاملة بالرئيس الحريري الذي يشعر بكل مسؤولية وتعاطف تجاه هذا الموضوع وحقوق الناس، لأن الموضوع يحتاج إلى علاج بكل تفاصيله، لا سيما أننا ارتضينا على أنفسنا تسمية حكومتنا حكومة استعادة الثقة».
وعبّر وزير المهجرين عن أن «يبقى هذا الملف ملفاً استنزافياً للدولة». ورأى أنه «من المعيب بعد أكثر ما يقارب 27 سنة من انتهاء الحرب، أن نستمر بتشكيل حكومات من ضمنها وزارة للمهجرين». ولفت إلى أنه «تم الاتفاق مع الرئيس الحريري على عقد اجتماع للبحث في كل تفاصيل الملف، وتشكيل فريق عمل لهذه الغاية، للقيام بما يمكن فعله لإيصال الحقوق إلى أصحابها».
والتقى الحريري السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين، وبحث معه آخر المستجدات المحلية والإقليمية، وسبل تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، وبعد اللقاء قال السفير الروسي: «سلمت الرئيس الحريري دعوة رسمية من رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف لزيارة موسكو، وسيتم تحديد الموعد في وقت قريب»، مشيراً إلى أن «البحث تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، والحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والثقافي والعسكري بين البلدين».
والتقى رئيس الحكومة أيضاً، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون الذي أعلن أنه أطلع رئيس الحكومة على «برنامج المؤتمر الذي سيعقد في السابع من يوليو (تموز) الحالي في السراي الحكومي بعنوان «إطلاق مشروع السياسات الوطنية للتخطيط المدني» بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والذي سيحضره المدير التنفيذي للبرنامج خوان كلوس. وأكد فرعون أن «ملف النازحين السوريين يشكل كابوساً كبيراً وخطيراً، وتنفيذ خطة عودة النازحين يعود إلى الأمم المتحدة من أجل إنهاء هذا الملف». وقال: «نحن نرى أنه لا يمكن تبسيط الأمور، والدعوة إلى الحوار مع الحكومة السورية التي هي مسؤولة في جزء معين عن هذه الأزمة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.