المفوضية الأوروبية: الهجمات الأخيرة تستوجب تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب

TT

المفوضية الأوروبية: الهجمات الأخيرة تستوجب تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب

قالت الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي أمس (الاثنين)، إن الأمن والسلامة في أوروبا هما الشاغل الرئيسي للمواطنين الأوروبيين الآن، وأكثر من أي قضية أخرى، ومن المهم أن يجد الاتحاد الأوروبي التوازن الصحيح بين حماية حقوق الإنسان وحريته وفي نفس الوقت ضمان سلامته.
ومن هذا المنطلق سيكون التركيز في النقاشات التي ستنعقد بعد يومين في تالين عاصمة استونيا، التي بدأت فترة الرئاسة الدورية للاتحاد مع مطلع الشهر الجاري، ويعتبر الاجتماع الوزاري غير الرسمي المقرر يومي 6 و7 يوليو (تموز)، هو الأول من نوعه في ظل الرئاسة الاستونية، التي أعلنت قبل أيام قليلة عن وجود ملف الأمن في صدارة أولويات عملها خلال الشهور الستة المتبقية من العام الجاري.
وعشية انطلاق اجتماعات وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي، كانت المفوضية الأوروبية ببروكسل قد أعلنت نهاية الأسبوع الماضي أنه وفقا لما ورد في قرارات قمة الاتحاد التي انعقدت في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي فقد أبرزت الهجمات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في عدة مدن أوروبية، الحاجة مرة أخرى إلى تكثيف الجهود المشتركة على نحو فعال، على مستوى الاتحاد الأوروبي، لمكافحة الإرهاب والكراهية والتطرف العنيف. وبناء على ذلك أوفت المفوضية بتعهداتها بضمان التشغيل البيني، ومعالجة أوجه القصور القائمة في نظم المعلومات من أجل الأمن والحدود.
وأعلنت المفوضية عن مجموعة من التدابير، منها تعزيز ولاية وكالة الاتحاد الأوروبي «يو ليزا» للإدارة التشغيلية لنظم تكنولوجيا المعلومات على نطاق واسع، وتمكينها من تطوير وتنفيذ الحلول التقنية لجعل أنظمة المعلومات في الاتحاد قابلة للتشغيل المتبادل، بالإضافة إلى ذلك اقترحت المفوضية إدخال المزيد من التحسينات على النظام الأوروبي لمعلومات السجلات الجنائية، لتمكين الدول الأعضاء من تبادل السجلات الجنائية للمواطنين من خارج الاتحاد على نحو أكثر كفاءة.
وقدمت المفوضية تقريرا حول التقدم المحرز على طريق الاتحاد الأمني الفعال والحقيقي، وحددت المفوضية من خلال التقرير، التدابير المتخذة على مستوى الاتحاد الأوروبي، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بمكافحة التطرف والتهديد السيبرائي. وكانت المفوضية قد تعهدت بعدة أمور، في تقريرها السابع حول الاتحاد الأمني في 16 مايو (أيار) الماضي وأقرته القمة الأوروبية الأخيرة في يونيو (حزيران) الماضي، وقال ديمتري أفراموبولس مفوض شؤون الداخلية والهجرة في الاتحاد الأوروبي إنه: «يجب على حراس الحدود موظفي إنفاذ القانون وموظفي الهجرة، الحصول على المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب للقيام بعملهم، ويعتمد أمن مواطنينا على الجودة وتوافر المعلومات، وبفضل الولاية الأقوى التي اقترحتها المفوضية ستصبح وكالة الاتحاد الأوروبي (يو ليزا) مركزا للتميز الرقمي في الاتحاد الأوروبي، وجعل رؤيتنا لقابلية التشغيل البيني لنظم المعلومات لدينا حقيقة واقعة».
من جانبه قال مفوض شؤون الاتحاد الأمني جوليان كينغ «لدينا مجموعة من قواعد البيانات لمساعدتنا على مكافحة الإرهاب وإدارة الحدود ولكن النظم المتوفرة يمكن أن تكون أقوى وأكثر فعالية من خلال المعلومات التي يتم تغذيتها بها ومعالجة الطريقة التي يتم بها حاليا توفير المعلومات من أجل الوفاء بالتزاماتنا بتوفير أنظمة قوية وذكية للأمن والحدود». ومؤخرا تلقت أوروبا تحذيرات جديدة من خطر عودة الدواعش، وما يمكن أن يشكله الأمر من تهديد للأمن الأوروبي ومخاوف من اعتداءات إرهابيه جديدة، تستهدف المدنيين الأبرياء وبطرق مختلفة، وذلك في ظل مؤشرات على تدفق متزايد للمقاتلين من مناطق الصراعات وخاصة في سوريا والعراق، إلى دول الاتحاد الأوروبي، بحسب تحذيرات صدرت عن الأمم المتحدة. وقال جان - بول لابورد رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة إن أوروبا ستواجه هذا العام تدفقا لمقاتلي تنظيم داعش الذين انهزموا في سوريا والعراق والذين يعتبرون أكثر خطورة من العائدين السابقين وأكثر خبرة بالحروب والمعارك. وعرفت الأسابيع القليلة الأخيرة تكرار رسائل من داعش إلى مؤيديها في الغرب لتنفيذ هجمات في عدد من الدول ومنها دول أوروبية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي أطلقت وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» تحذيرات من وجود خطط لتنظيم داعش لتنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا الغربية في المستقبل القريب، وكان «داعش» وراء هجمات شهدتها باريس وبروكسل ومدن أوروبية أخرى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2015.
وأشار التقرير إلى أن هزائم «داعش» في منطقة الشرق الأوسط وزيادة أعداد المقاتلين العائدين إلى أوروبا ربما يكون لهما دور في تعزيز خطورة شن الهجمات في أوروبا الغربية وتظل فرنسا دائما هي الهدف الأرجح وإن كانت هناك أسماء لدول أخرى قد تواجه خطرا ومنها ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا. وقال مدير اليوروبول روب وينرايب إن زيادة عدد الاعتقالات والخطط التي تم إحباطها تمثل إشارة واضحة على نجاح تعزيز التعاون وتبادل المعلومات بين الأجهزة المعنية في أوروبا لتخفيف التهديد.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.