موسكو: التعاون العربي الروسي يتصدر أجندة اجتماعات لافروف وأبو الغيط

الأمين العام للجامعة سيلقي كلمة أمام المؤتمر العام الأربعين لـ«الفاو»

TT

موسكو: التعاون العربي الروسي يتصدر أجندة اجتماعات لافروف وأبو الغيط

في إطار تنشيط مشاركة جامعة الدول العربية في الأحداث الدولية المهمة التي تشهد مناقشة قضايا تحظى بأولوية خاصة على أجندة العمل العربي خلال المرحلة الحالية، وسعياً لتعزيز علاقات الجامعة العربية مع الفاعلين الدوليين الرئيسيين، يقوم أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، بجولة خارجية خلال هذا الأسبوع تشمل زيارة كل من إيطاليا وروسيا.
وأوضح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن زيارة أبو الغيط إلى إيطاليا ستشهد عقد مقابلة ثنائية مهمة مع أنجيلينو الفيرنو، وزير خارجية إيطاليا، لتبادل وجهات النظر حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أخذاً في الاعتبار العلاقات التاريخية والمعاصرة الوثيقة القائمة بين إيطاليا والدول العربية في كثير من المجالات.
كما سيلقي الأمين العام خلال الزيارة كلمة أمام المؤتمر العام الأربعين لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، حول الواقع العربي الحالي، فيما يخص الجهود المبذولة لتطوير قطاع الزراعة في الدول العربية، ومواجهة المشكلات الملحة التي تعاني منها بعض الدول العربية على غرار مشكلة اتساع الفجوة الغذائية، خاصة في الدول التي تعاني من نزاعات مسلحة، ومشكلة ندرة أو نقص المياه.
وأضاف أنه من المقرر أن يلتقي الأمين العام على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر العام لمنظمة الفاو مع خوسيه جرازيانو دا سيلفا، مدير عام المنظمة، وذلك لاستكمال الحوار بين الجانبين، الذي كان قد بدأ خلال الزيارة التي قام بها دا سيلفا إلى القاهرة، قبل عدة شهور، وشهدت نقاشاً حول سبل الدعم الذي يمكن أن تقدمه «الفاو» للدول العربية خلال المرحلة المقبلة في قطاعي الزراعة وتدعيم موارد الغذاء، وكيفية تعزيز التعاون بين المنظمتين في مجال بناء القدرات الفنية العربية العاملة في هذين القطاعين المهمين. وأضاف المتحدث أنه من المقرر أيضا أن يلقي الأمين العام كلمة أمام الحدث الجانبي الذي سيعقد على هامش أعمال المؤتمر العام لـ«الفاو» تحت عنوان «ندرة المياه والأمن الغذائي في إطار مناخ متغير».
من ناحية أخرى، أشار المتحدث إلى أن الأمين العام سيقوم بزيارة مهمة إلى العاصمة الروسية موسكو يومي 5 و6 يوليو (تموز) الجاري، وذلك في إطار تلبية الدعوة الموجهة له من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال الزيارة التي قام بها مؤخراً الوزير الروسي إلى القاهرة، والتقى خلالها الأمين العام بمقر الجامعة العربية.
ومن المقرر أن يعقد أحمد أبو الغيط وسيرغى لافروف جلسة مباحثات مهمة يوم 5 يوليو الجاري، وينتظر أن تشهد تناول آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، والأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن، إضافة إلى بحث كيفية العمل على تطوير العلاقات العربية الروسية خلال المرحلة المقبلة في جوانبها السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، والارتقاء بالإطار المؤسسي لهذه العلاقة والمتمثل في منتدى الحوار العربي الروسي، الذي عقد اجتماعه الوزاري الثالث في فبراير (شباط) الماضي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مع التباحث حول موعد الاجتماع الوزاري الرابع للمنتدى والمقرر أن تستضيفه روسيا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.