محكمة مصرية تقضي بإعدام 20 «إخوانياً» متهماً في «مذبحة كراسة»

الداخلية أعلنت ضبط 7 «خططوا لإثارة الرأي العام» بعد رفع أسعار الوقود

محكومون في قضية «مذبحة كرداسة» لحظة النطق بالحكم («الشرق الأوسط»)
محكومون في قضية «مذبحة كرداسة» لحظة النطق بالحكم («الشرق الأوسط»)
TT

محكمة مصرية تقضي بإعدام 20 «إخوانياً» متهماً في «مذبحة كراسة»

محكومون في قضية «مذبحة كرداسة» لحظة النطق بالحكم («الشرق الأوسط»)
محكومون في قضية «مذبحة كرداسة» لحظة النطق بالحكم («الشرق الأوسط»)

قضت محكمة جنايات القاهرة، أمس، بالإعدام «شنقا» لـ20 متهما من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«مذبحة كرداسة»، التي قتل خلالها 14 شرطيا داخل مقر قسم شرطة كرداسة في محافظة الجيزة ومُثل بحثثهم، في واحدة من أعنف الحوادث التي شهدتها البلاد قبل نحو أربعة أعوام.
وتعود الواقعة لمنتصف أغسطس (آب) 2013 عقب فض قوات الأمن لاعتصامي أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في القاهرة والجيزة. وجاء النطق بالحكم أمس بعد أن أحالت المحكمة أوراق المتهمين إلى مفتي الجمهورية في أبريل (نيسان) الماضي لأخذ الرأي الشرعي في الحكم بإعدامهم، وذلك في القضية التي أعيدت فيها محاكمة 156 متهما.
والرأي الشرعي في أحكام الإعدام غير ملزم قانونا، لكن محاكم الجنايات ملزمة بطلبه. وقال رئيس المحكمة محمد شيرين فهمي، مستهلا النطق بالحكم: إن «الرأي الشرعي جاء مؤيدا لحكم الإعدام». ونقل قول دار الإفتاء في رأيها الوارد إلى المحكمة: إن المتهمين «حاربوا الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم».
وتضمن منطوق الحكم معاقبة 80 متهما آخرين بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما، ومعاقبة 34 متهما بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، ومعاقبة حدث واحد بالسجن لمدة 10 سنوات، وتبرئة 21 متهما آخرين مما هو منسوب إليهم من اتهامات. وألزمت المحكمة المحكوم عليهم بغرامة مالية قدرها 11 مليون جنيه تمثل قيمة ما تسببوا فيه من أضرار مادية.
وكانت محكمة جنايات الجيزة قد قضت في فبراير (شباط) 2015 بإعدام 183 متهما في القضية وعاقبت متهما حدثا واحدا بالسجن عشر سنوات، لكن محكمة النقض، أعلى محكمة مدنية مصرية، ألغت الحكم وأمرت بإعادة محاكمة 156 متهما صدر الحكم عليهم في المحاكمة الأولى حضوريا.
وقالت تحقيقات النيابة العامة: إن المتهمين ارتكبوا جرائم الإرهاب والقتل العمد والشروع فيه والتجمهر، وتخريب المنشآت العامة والسرقة وإحراز المفرقعات والأسلحة والذخائر والأسلحة البيضاء، وتمكين المحبوسين بمركز شرطة كرداسة من الهرب.
وأشارت التحقيقات إلى أن الجناة تمكنوا من تدبير الأسلحة النارية، من البنادق الآلية والخرطوش والذخائر والقذائف الصاروخية من طراز (آر بي جي) وزجاجات المولوتوف الحارق، والأسلحة البيضاء والعصي وقطع حادة من الحجارة، وتوجهوا صوب مركز شرطة كرداسة وأطلقوا القذائف الصاروخية تجاه السيارة المدرعة الخاصة بتأمين المركز والسور الخارجي له، فقتلوا اثنين من أفراد الحراسة.
وأضافت التحقيقات، أن المتهمين تمكنوا من اقتحام مركز شرطة كرداسة وتهديد من فيه من رجال الشرطة بالأسلحة النارية والقذائف الصاروخية، والاستيلاء على الأسلحة الموجودة داخله، ثم قاموا بالتعدي على القوات بـ«طريقة وحشية»، ثم أجبروهم على الخروج من مركز الشرطة واحتجزوهم داخل «ورشة» لإصلاح الدراجات بجوار المركز.
كما أكدت التحقيقات، أن المتهمين تناوبوا الاعتداء بالضرب على ضباط المركز وتصويرهم على هذه الحالة «بغية إذلالهم»، ثم أطلقوا النار بكثافة صوب هؤلاء الضباط الرهائن، والذين حاول بعضهم الفكاك عبر الشارع السياحي، فاعترضهم الجناة لمنعهم من الهرب وعاودوا الاعتداء عليهم بقسوة، حتى قتلوا 14 ضابطا وفرد شرطة، واستمر بعض المتهمين في إطلاق النيران من أسلحتهم النارية على جثامين الضباط حتى بعد وفاتهم.
وقالت المحكمة أمس «إن المتجمهرين جردوا المجني عليهم من ملابسهم واقتادوهم ناحية أحد المساجد وتجميع المجني عليهم داخل حفرة بأحد محال الدراجات وقاموا بتصويرهم إمعانا في إذلالهم إلى أن حضر كبيرهم وبرفقته آخرون يحملون الأسلحة النارية الآلية، وأخذوا يطلقون النيران على المجني عليهم حتى قتلوهم فبلغ عدد القتلى 17 شهيدا، ثم شرعوا في قتل 11 شخصا آخرين، وأوسعوا 17 آخرين ضربا بأسلحة وعصي وأدوات استخدموها».
وقالت: إنها «اطمأنت إلى شهادة شهود الإثبات، وما شهدته بالمقاطع المرئية المسجلة، وإلى إقرارات بعض المتهمين في التحقيقات على أنفسهم وفي حق غيرهم من المتهمين، ويرتاح وجدانها إلى الأخذ بها سندا للإدانة».ويحق لمن حكم عليهم أمس الطعن من جديد على الحكم مرة أخيرة أمام محكمة النقض، ولها إما أن تؤيد الحكم أو تقبل الطعن وفي هذه الحالة تنظر موضوع القضية بنفسها. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس، أن «الأجهزة الأمنية نجحت في ضبط 7 من عناصر تنظيم الإخوان، وإحباط مخططهم لاستغلال الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد». في إشارة إلى زيادة أسعار الوقود التي أعلنت يوم الخميس الماضي ومحاولتهم تنظيم احتجاجات.
وقالت الوزارة في بيان بصفحتها على «فيسبوك» «توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني حول اضطلاع قيادات جماعة الإخوان مؤخرا بتكليف عناصرها بالمحافظات باستغلال الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتنسيق مع مختلف الكيانات المناهضة للحكومة لمحاولة افتعال الكثير من الأزمات بالقطاعات العمالية والجماهيرية».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.