جدل في تونس بسبب قانون زجر الاعتداءات على رجال الأمن

منظمات حقوقية عدته مؤشراً على عودة أساليب التضييق القديمة على الحريات

متظاهرون يرددون شعارات مناهضه للحكومة في قابس احتجاجا على الشركات الملوثة للبيئة (أ.ف.ب)
متظاهرون يرددون شعارات مناهضه للحكومة في قابس احتجاجا على الشركات الملوثة للبيئة (أ.ف.ب)
TT

جدل في تونس بسبب قانون زجر الاعتداءات على رجال الأمن

متظاهرون يرددون شعارات مناهضه للحكومة في قابس احتجاجا على الشركات الملوثة للبيئة (أ.ف.ب)
متظاهرون يرددون شعارات مناهضه للحكومة في قابس احتجاجا على الشركات الملوثة للبيئة (أ.ف.ب)

عبرت عدة منظمات حقوقية تونسية وأجنبية عن تخوفها من عودة أساليب التضييق القديمة على الحريات في حال إقرار البرلمان القانون الجديد المتعلق بزجر الاعتداءات ضد رجال الأمن والعسكر، موضحة أن قانون الطوارئ الذي لجأت إليه السلطات التونسية ومددته لأربعة أشهر متتالية، للمرة الأولى، قد تكون له انعكاسات سلبية على الحقوق والحريات الأساسية، وقد ينعكس على شروط المحاكمات العادلة، ويلغي القوانين العادية، ويفسح المجال أمام الإجراءات الاستثنائية المختلفة، كإقرار الإقامة الإجبارية وممارسة الاعتقالات العشوائية دون محاكمة، ومداهمة منازل المتهمين دون إذن قضائي.
وبهذا الخصوص، كشف المنذر الشارني عضو الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية (هيئة حقوقية مستقلة)، عن معارضته إصدار قانون زجر الاعتداءات على رجال الأمن والقوات الحاملة للسلاح، معتبراً أن الأحكام الموجودة في القانون الجزائي كافية لردع المعتدين على قوات الأمن، نظراً لوجود فصول قانونية تدين مختلف الاعتداءات وتردع كل المخالفين، وأوضح أنه لا ضرورة لمواصلة سن قوانين قد تضر بحق التظاهر السلمي وتجريم كل عمليات الاحتجاج ضد السلطة.
ودعا الشارني في المقابل إلى تنقيح القانون الجزائي لتشديد العقوبات على الجرائم التي ترتكب أثناء التحركات الاحتجاجية السلمية، وأكد وجود أطراف تندس في صفوف المتظاهرين الذين يطالبون بشكل سلبي بحقوقهم في التنمية والتشغيل، فتستغل حق التظاهر السلمي لبث الفوضى، وإثارة الشغب الذي غالباً ما يعقبه نهب وتخريب.
وكان عماد بلحاج خليفة، رئيس الاتحاد التونسي لنقابات قوات الأمن (هيكل نقابي مستقل)، قد دعا إلى عقد اجتماع برلماني عاجل مع لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح داخل البرلمان بهدف إعادة طرح مشروع القانون المتعلق بزجر الاعتداء على القوات المسلحة ومناقشته والإسراع في اعتماده. وقد جاءت هذه الدعوة إثر تعرض ضابط أمن برتبة ملازم أول قبل أيام إلى الحرق في منطقة بئر الحفي من ولاية (محافظة) سيدي بوزيد (وسط تونس).
وطالب خليفة بتطبيق قانون الطوارئ بشكل صارم في جانبه المتعلق بالاجتماعات العامة والمواكب والاستعراضات والمظاهرات والتجمهر، بهدف حماية رجال الأمن ومقراتهم من الاعتداءات التي قد تؤدي إلى الموت، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية محلية ودولية دعوة للحد من الحريات، وعدم اللجوء إلى القضاء لمحاسبة مخالفي قانون الطوارئ ومختلف الخارجين عن القانون.
وأعلنت النقابات الأمنية عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان في السادس من يوليو (تموز) الحالي، وذلك بعد يوم واحد من إحالة مجموعة من القيادات الأمنية إلى القضاء على خلفية اعتصام سابق لرجال الأمن أمام مقر رئاسة الحكومة في العاصمة، واتهامهم بتعطيل المرفق العام. ومن المنتظر أن تنعكس محاكمة 3 قيادات أمنية على مدى تشبث النقابات الأمنية بضرورة تمرير قانون زجر الاعتداءات على رجال الأمن والقوات الحاملة للسلاح.
وطرح مشروع قانون زجر الاعتداءات على قوات الأمن الداخلي والقوات المسلحة العسكرية على البرلمان منذ سنة 2015، إلا أن ما تضمنه من طابع زجري في مختلف فصوله القانونية جعله محل رفض من قبل ممثلي بعض أحزاب المعارضة بالخصوص، لأنه يمس في نظرهم بكثير من المكاسب التي حققها التونسيون بعد ثورة 2011.
وتصل عقوبة المعتدين على قوات الأمن إلى 10 أعوام، مع إمكانية مضاعفتها لمن يهدد القوات الحاملة للسلاح.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.