الإفراج عن موكب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بعد تعرضه لهجوم

حكومة السراج التزمت الصمت... وحفتر يستعد لإعلان تحرير بنغازي بالكامل

الإفراج عن موكب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بعد تعرضه لهجوم
TT

الإفراج عن موكب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بعد تعرضه لهجوم

الإفراج عن موكب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بعد تعرضه لهجوم

التزمت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا وبعثة الأمم المتحدة هناك الصمت حيال تعرض ميلشيات مسلحة لموكب يتبع البعثة الدولية في منطقة الحرشة، التابعة لبلدية الزاوية غرب العاصمة طرابلس قبل إطلاق سراحه لاحقا.
واحتجزت ميلشيات مسلحة تابعة لـ«القاعدة» سيارة تابعة للبعثة الأممية، كانت تقل سبعة موظفين وتقوم بزيارة ضمن موكب إلى المدينة أمس. وأكدت الإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية في العاصمة طرابلس وقوع الحادث، لكنها لم تقدم أي تفاصيل، في حين التزمت حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج وتحظى بدعم من بعثة الأمم المتحدة الصمت، ولم تصدر أي بيان رسمي على العملية التي نفذتها ميليشيات يقودها شعبان هدية، المعروف بأبو عبيدة الزاوي، الذي سبق اعتقاله في مصر قبل نحو ثلاث سنوات.
وكشف مصدر مطلع في مدينة الزاوية خلال اتصال هاتفي مع بوابة «أفريقيا» الإخبارية، عن قيام مجموعة مسلحة تابعة لغرفة عمليات ثوار ليبيا، التي يترأسها شعبان هدية، باحتجاز أعضاء من بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، فيما كانوا متجهين من العاصمة طرابلس إلى تونس.
وأضاف المصدر نفسه، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، أن عملية الاحتجاز تأتي على خلفية اعتقال شخصين ليبين متورطين في عمليات إرهابية، وعلى علاقة مع الجماعة الليبية المقاتلة و«الإخوان»، واختطاف دبلوماسيين مصريين عام 2013 في طرابلس، موضحا أن الاحتجاز جاء للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين مقابل الإفراج عن أعضاء البعثة الدولية لليبيا. فيما أكد السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مييه في تغريدة حصول الهجوم، وكتب: «أعرب عن قلقي إثر هجوم تعرضت له قافلة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. آمل في أن يكون الجميع بأمان».
لكن بعد مرور أكثر من ساعة على الهجوم أكد المسؤول الإعلامي ببلدية الزاوية عبدالخالق جربوع لوكالة الأنباء الألمانية الإفراج عن عناصر بعثة الأمم السبعة في مدينة الزاوية، موضحا أنهم بصحة جيدة وفي طريقهم إلى مطار معيتيقة.
ومنذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، دائما ما تتعرض البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيون في ليبيا لهجمات وعمليات خطف. وفي 2014 غادرت معظم البعثات الدبلوماسية، ومنها الأمم المتحدة، ليبيا بسبب ازدياد أعمال العنف. وتتمركز بعثة الأمم المتحدة في تونس العاصمة، لكن عناصرها دائما ما يقومون بمهمات في ليبيا.
وجاءت هذه التطورات في حين حث المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، قواته على الإسراع في إنهاء السيطرة على آخر معاقل الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي بشرق البلاد، استعدادا لإعلان تحرير المدينة بالكامل.
وظهر حفتر أمس مجددا داخل غرفة عمليات الجيش وهو يوجه كلمة وزعها مكتبه، خاطب فيها الجنود والقوات التابعين له لدعوتهم إلى جعل عيد الفطر المبارك الذي انتهى قبل أيام آخر عيد للمتطرفين في المدينة.
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطن الليبي، إن قواته وسعت عملياتها في المحور الشمالي بعد طرد الجماعات الإرهابية من القاطع الأول، الذي لم يتبق منه إلا جزء صغير، مشيرة إلى تضييق الخناق واستدراج الإرهابيين إلى منطقة محددة وفق خطة عسكرية مدروسة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.