تحقيق قضائي لمعرفة من زوّد أصالة نصري بالمخدرات

القاضي حمود: أطلقنا سراحها بناء على تعميم بعدم توقيف المتعاطين

تحقيق قضائي لمعرفة من زوّد أصالة نصري بالمخدرات
TT

تحقيق قضائي لمعرفة من زوّد أصالة نصري بالمخدرات

تحقيق قضائي لمعرفة من زوّد أصالة نصري بالمخدرات

تفاعلت قضية توقيف الفنانة السورية أصالة نصري، لساعات قليلة في مطار رفيق الحريري الدولي لدى مغادرتها لبنان، إثر العثور على بضعة غرامات من المخدرات في حقيبتها الشخصية، ومن ثم إطلاق سراحها، وأتبع قرار الإفراج عن أصالة رغم ضبط المخدرات، بحملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، خصوصاً من الموالين للنظام السوري، الذين عبروا عن استيائهم من إطلاق سراحها، لكون الفنانة المذكورة في طليعة المؤيدين للثورة السورية.
واستدعت تلك الحملة رداً من النائب العام التمييزي في لبنان القاضي سمير حمود، الذي أوضح أن «التعامل مع قضية الفنانة أصالة نصري في مسألة تعاطي المخدرات، تم وفق ما يتم التعامل به مع القضايا المشابهة». وقال: «هناك تعميم شفهي من قبل النائب العام التمييزي (منه شخصياً) على المدعين العامين في المناطق، يقول بعدم توقيف المتعاطين، بل إحالتهم إلى جهات تتولى علاجهم مع خضوعهم لفحوصات دورية، لمعرفة ما إذا كانوا قد استمروا بالتعاطي أم لا».
وأضاف القاضي حمود: «بناء على قرار عدم توقيف المتعاطين، جرى فحص التعاطي للفنانة أصالة في المطار، وستخضع لهذا الفحص دورياً عندما تعود إلى لبنان»، لافتا إلى أن «التحقيقات المستمرة في هذه القضية سرية».
وكانت أجهزة الأمن في مطار رفيق الحريري الدولي، قد أوقفت أصالة نصري لدى مغادرتها لبنان، بعدما ضبطت في محفظتها الشخصية، 3 غرامات من المخدرات، وقد أنكرت الفنانة المذكورة أن تكون المادة المضبوطة عائدة لها، وقالت إنها لا تعرف شيئا عنها، وهناك من دس لها هذه المادة من أجل توريطها في قضية مخدرات وتوقيفها، كما نفت تعاطيها المخدرات، لكن لدى إخضاعها لفحص مخبري، تبين وجود آثار للمخدرات في دمها، وجرى لاحقاً إطلاق سراحها، وإعلامها بأنها ستخضع لفحص دوري كلما حضرت إلى لبنان.
مصدر قضائي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحقيق في مسألة ضبط المخدرات مع الفنانة السورية لم يتوقف، وهو مستمر إلى حين كشف الجهة أو الشخص الذي زوّدها بالمخدرات التي ضبطت بحوزتها، أو التي تعاطتها أثناء وجودها في لبنان، وذلك من ضمن حملة مكافحة ترويج المخدرات والاتجار بها». ونفى وجود «خلفيات سياسية لتوقيف أصالة أو محاولة التشهير بها»، مذكراً بأن «القانون اللبناني ينظر إلى من يتعاطى المخدرات على أنه شخص مريض، ويحتاج إلى علاج وليس إلى عقاب»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «القضاء لا يتأثر سلباً أو إيجاباً بكل ما يكتبه مغردون على وسائل التواصل؛ لأن التحقيق يستند إلى معطيات قانونية وليست إعلامية أو سياسية».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».