«الصحة العالمية» تشير إلى تباطؤ نسبي للكوليرا في اليمن

مصاب بالكوليرا خلال تلقيه العلاج في أحد المستشفيات اليمنية (إ.ب.أ)
مصاب بالكوليرا خلال تلقيه العلاج في أحد المستشفيات اليمنية (إ.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية» تشير إلى تباطؤ نسبي للكوليرا في اليمن

مصاب بالكوليرا خلال تلقيه العلاج في أحد المستشفيات اليمنية (إ.ب.أ)
مصاب بالكوليرا خلال تلقيه العلاج في أحد المستشفيات اليمنية (إ.ب.أ)

أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، أن وباء الكوليرا الذي يضرب اليمن وأدى إلى مصرع 1400 شخص في شهرين، يبدي مؤشرات تباطؤ نسبي مع انخفاض نسبة الوفيات إلى النصف.
وتسبب الوباء في وفاة 1400 شخص على الأقل، فيما سجلت نحو 219 ألف حالة مشبوهة في اليمن، بحسب الوكالة الأممية.
وتحدثت المنظمة عن تراجع نسبة الوفيات بسبب المرض من 1.7 في المائة في مطلع مايو (أيار) إلى 0.6 في المائة حالياً، على ما أعلن مستشار منظمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ في اليمن أحمد زويتن.
وعزا زويتن هذا الانخفاض الطفيف إلى تدخل طارئ من عمال الإنقاذ. كما تراجع عدد الحالات المسجلة في الأيام الأخيرة إلى 39 ألفاً في الأسبوع الفائت، مقابل متوسط 41 ألفاً في الأسابيع السابقة.
لكن زويتن، أشار إلى أن انخفاض الأرقام قد يعود لتراجع عدد البلاغات تزامناً مع عيد الفطر، لافتاً إلى أن عدد الإصابات الإجمالي قد يعاود الارتفاع إلى الضعفين قبل القضاء على الوباء. وأنذرت الأمم المتحدة، بأن عدد الإصابات مرشح لتجاوز 300 ألف حالة في اليمن حتى سبتمبر (أيلول). وسبق أن حذرت في نهاية مايو من انهيار اليمن، حيث يواجه 17 مليون شخص نقصا في الغذاء، وبينهم 7 ملايين على حافة المجاعة، في بلد يعتمد إلى حد كبير على استيراد غذائه.
إلى ذلك، طلب مدير برنامج الأغذية العالمي مساعدة الاتحاد الأوروبي، لجمع مليار دولار في الأشهر المقبلة لإنقاذ مئات آلاف الأطفال المهددين بالجوع في اليمن، وثلاث دول أفريقية. وأكد المدير، ديفيد بيزلي، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن 20 مليون شخص «على مشارف المجاعة» في اليمن وجنوب السودان والصومال ونيجيريا، في أسوأ أزمة إنسانية منذ 1945. وأضاف بعد لقائه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: «أنا هنا لمخاطبة عدد من الدول الأكثر ثراء في العالم كي تواصل زيادة (مساعداتها) في مرحلة مثل هذه». أضاف: «أريد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي زيادة مساهمتهما».
ووجه بيزلي نداء إلى الدول الثرية على غرار بريطانيا العظمى وألمانيا وخصوصا فرنسا كي ترسل مزيدا من المساعدات. وأشار إلى أن باريس مقصرة بعدما اكتفت بتسديد 30 مليون دولار.
تهدد المجاعة 20 مليون شخص، بينهم 5.7 مليون طفل، يعاني 1.5 مليون منهم من سوء تغذية خطير. وتابع مدير البرنامج أن «إحصاءاتنا تشير إلى أننا، إن لم نحصل في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة على ما نحتاج إليه لتوفير الغذاء، فقد نشهد مصرع 600 ألف طفل». وقال أيضا: «نحتاج إلى مليار دولار إضافي للبلدان الأربعة».
وسبق أن خفض برنامج الأغذية العالمي الحصص الغذائية التي يوزعها على اللاجئين من جنوب السودان في أوغندا إلى النصف؛ للتمكن من توفير مساعدة للأكثر ضعفاً في الدول الأربع، على ما أعلن. وشهدت جهود مكافحة المجاعة تباطؤاً بسبب تركيز وسائل الإعلام على زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في فرنسا وبريكست، وانتخاب دونالد ترمب، وكلل المانحين حيال النزاعات. وتوقع بيزلي، الحاكم السابق الجمهوري لولاية كارولاينا الجنوبية المؤيد لترمب، أن تصحح واشنطن سياستها الرافضة لتوفير المساعدات إلى الخارج. وأضاف: «أعتقد أن الرئيس ترمب والبيت الأبيض وإدارة (الكونغرس) بدأوا يدركون قيمة المساعدات الإنسانية في مكافحة التطرف».


مقالات ذات صلة

وسط انتشاره بأميركا... ماذا نعرف عن «نوروفيروس»؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

صحتك صورة ملتقطة بالمجهر الإلكتروني قدمتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تُظهر مجموعة من فيروسات «نوروفيروس» (أ.ب)

وسط انتشاره بأميركا... ماذا نعرف عن «نوروفيروس»؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

تشهد أميركا تزايداً في حالات الإصابة بفيروس «نوروفيروس»، المعروف أيضاً باسم إنفلونزا المعدة أو جرثومة المعدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
المشرق العربي لا تملك معظم العوائل المحتاجة خصوصاً سكان المخيمات بشمال غربي سوريا المساعدات الغذائية الكافية (الشرق الأوسط)

منظمة الصحة: المساعدات الطبية الأوروبية لن تصل إلى سوريا قبل الأسبوع المقبل

أعلنت مسؤولة صحية في الأمم المتحدة أن نحو 50 طناً من الإمدادات الطبية الممولة من الاتحاد الأوروبي تأخر وصولها ولن تعبر الحدود حتى الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي آثار قصف إسرائيلي تظهر على مبنى مستشفى الوفاء بمدينة غزة (رويترز)

مدير «الصحة العالمية» يطالب بوقف الهجمات على مستشفيات غزة

طالب تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير منظمة الصحة العالمية، بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة، بعد أن قصفت إسرائيل أحد المستشفيات، وداهمت آخر.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ )

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.