السلطة الفلسطينية تزيل نصباً تذكارياً

لتجنب اقتحامه من طرف جيش الاحتلال وحدوث اعتداءات

السلطة الفلسطينية تزيل نصباً تذكارياً
TT

السلطة الفلسطينية تزيل نصباً تذكارياً

السلطة الفلسطينية تزيل نصباً تذكارياً

استجابت السلطة الفلسطينية، أمس، لطلب من إسرائيل بإزالة نصب تذكاري في مدينة جنين يحمل اسم خالد نزال، الذي تتهمه بالوقوف وراء عملية قتل فيها عدد من الإسرائيليين عام 1974.
وقال محمد أبو غالي، رئيس بلدية جنين لوكالة «رويترز» إن «هناك حجرين مكتوب عليهما اسم الشهيد وغيره، وقد احتج الإسرائيليون على ذلك، وهددوا إما أن نزيلها نحن أو يدخلوا هم لإزالتها»، مضيفاً أن السلطة الفلسطينية قررت إزالتها بنفسها «حتى لا يتم هدم كل الدوار الذي سيبقى يحمل اسم الشهيد خالد نزال».
وكان نزال عضواً باللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وقد اغتيل في أثينا عام 1986.
وشارك أعضاء بالقيادة الفلسطينية الأسبوع الماضي في وضع النصب التذكاري، الذي كتب عليه «ميدان الشهيد خالد نزال (1948 - 1986). ونحن علينا أن نحرس ورد الشهداء من أجل فلسطين حرة».
وشنت إسرائيل حملة على إطلاق اسم خالد نزال على ميدان في مدينة جنين، إذ كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على «تويتر» إلى جانب صورة يظهر فيها أعضاء من القيادة الفلسطينية إلى جانب النصب التذكاري «رئيس السلطة الفلسطينية يقول للعالم إنه يربي الأطفال الفلسطينيين على ثقافة السلام. هذا كذب».
وأدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إزالة النصب، وقالت في بيان: «المستغرب والمستهجن أن تقدم بلدية جنين على الرضوخ لهذه السياسة والتماشي معها، حيث أقدمت على إزالة النصب التذكاري ضاربة بعرض الحائط الوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم».
وأوضحت الجبهة أن النصب أقيم بالتعاون والتنسيق مع بلدية جنين ومحافظتها.
وعادة ما تحتج إسرائيل مع كل اسم يطلقه الفلسطينيون على أي معلم إذا كان يحمل اسم شخصية تتهمها بأنها وراء عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين.
من جهتها، رفضت منظمة التحرير الفلسطينية الاتهامات الإسرائيلية لها بالتحريض على الإرهاب.
ودعت في بيان إلى إحياء لجنة ثلاثية تتولى متابعة مسألة التحريض، تضم إلى جانب الفلسطينيين كلاً من إسرائيل وأميركا.
وقال صائب عريقات أمين سر المنظمة في بيان إن «سبب رفض إسرائيل لتفعيل هذه اللجنة الثلاثية الخاصة بالتحريض يعود للسياسة الإسرائيلية المتأصلة لحكومة اليمين بالتحريض وتمجيد الإرهاب. وكمثال على ذلك، فقد قام رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بنفسه في أبريل (نيسان) الماضي بافتتاح مشفى باسم إسحق شامير الإرهابي المسؤول عن قتل مئات المدنيين».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.