مجلس الأمن يصوت على الانتهاكات في جمهورية الكونغو

أوروبا تدعم «تحقيقاً دولياً» والأفارقة يكتفون بـ«الدعم الفني»

مجلس الأمن يصوت على الانتهاكات في جمهورية الكونغو
TT

مجلس الأمن يصوت على الانتهاكات في جمهورية الكونغو

مجلس الأمن يصوت على الانتهاكات في جمهورية الكونغو

يناقش مجلس الأمن الدولي اليوم (الجمعة) الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد تقارير تتحدث عن مقتل 3 آلاف شخص في منطقة «كاساي» منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2016 عندما اندلع تمرد مسلح واجهته القوات الحكومية بقوة.
ويبدو الانقسام هو سيد الموقف داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، ما بين مشروعي قرارين أحدهما يدعو لتشكيل بعثة تحقيق دولية في «المجازر» التي ارتكبت في الكونغو، ويساند هذا المشروع من طرف الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا؛ بينما يكتفي مشروع القرار الثاني بتقديم دعم فني من طرف الأمم المتحدة لصالح المحققين الحكوميين، وتدافع عنه المجموعة الأفريقية ممثلة في تونس ومصر وجنوب أفريقيا وأنغولا، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي.
وتشير المصادر إلى أن الكفة داخل مجلس الأمن تميل لصالح المجموعة الأفريقية، إذ يتوقع أن يصوت المجلس لصالح تقديم الدعم الفني لمحققين حكوميين من أجل كشف حقيقة ما شهدته منطقة «كاساي» الواقعة وسط جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تعيش على وقع أعمال عنف دامية منذ سبتمبر (أيلول) 2016. تاريخ بداية التمرد في المنطقة.
واندلعت أعمال العنف في منطقة «كاساي» عندما أعلن زعيم قبلي التمرد على السلطات المركزية في كينشاسا، ما جعل الجيش الحكومي يتدخل في عملية عسكرية عاصفة قتل خلالها زعيم المتمردين، لتدخل المنطقة في موجة من العنف والعنف المضاد.
وفي آخر تقرير حول الوضع الإنساني في المنطقة، قالت الكنيسة الكاثوليكية بالكونغو في تقرير مفصل عن الفترة ما بين أكتوبر 2016 ويونيو (حزيران) 2017. إن أعمال العنف بين الجيش الحكومي والمتمردين تسببت في سقوط 3383 قتيلاً «تم الإبلاغ عنهم»، فيما تتحدث الأمم المتحدة عن «أكثر من 4000 قتيل».
ويشير تقرير الكنيسة إلى أن عدد النازحين وصل إلى 1.8 مليون نازح، وتدمير 20 قرية بشكل كامل، 10 قرى تم تدميرها من طرف الجيش الحكومي، و4 دمرها المتمردون، بينما تم تدمير 6 قرى أخرى من طرف من وصفهم التقرير بـ«مجهولين».
وأشارت الكنيسة في تقريرها إلى أنه تم العثور حتى الآن على 30 مقبرة جماعية، بينما تتحدث الأمم المتحدة عن 42 مقبرة جماعية، وتحدث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين عن «دوافع عرقية» وراء ارتكاب هذه الجرائم، مشيراً إلى أن «ميليشيا مدعومة من سلطات الكونغو» هي التي تقف خلفها.
وقال الأمير زيد بن رعد الحسين في خطاب ألقاه أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف أول من أمس (الأربعاء) إن الفظائع المرتكبة من قبل ميليشيا (بانا مورا) تشمل قطع أطراف الرضع وبقر بطون الحوامل، وأضاف: «قال لاجئون من عدة قرى في منطقة كامونيا إن بانا مورا ارتكبت خلال الشهرين الماضيين جرائم قتل بالرصاص وخطف وحرق حتى الموت وتشويه مئات القرويين، فضلا عن تدمير قرى بأكملها».
وأضاف: «شاهد فريقي أطفالا رضعا لا تتجاوز أعمارهم السنتين بأطراف مقطوعة وعلى أجسادهم آثار إصابات بالأسلحة البيضاء وحروق بالغة».
وكان مجلس الأمن الدولي قد قرر تمديد حظر توريد الأسلحة وتجميد الأصول وحظر السفر إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حتى الأول من شهر يوليو (تموز) العام المقبل؛ جاء ذلك في جلسة عقدها المجلس مساء أول من أمس (الأربعاء) اعتمد خلالها القرار رقم 2360 لتوسيع دائرة هذه العقوبات لتشمل الأشخاص والجهات المنخرطة أو التي تقدم الدعم للتخطيط أو التوجيه أو الرعاية أو المشاركة في الهجمات التي تشن ضد بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونيسكو) أو موظفي الأمم المتحدة بمن في ذلك أعضاء فريق الخبراء. في غضون ذلك ينتظر أن يصدر قرار آخر من مجلس الأمن اليوم بخصوص المجازر التي شهدتها منطقة «كاساي» بالكونغو، وفي انتظار ذلك القرار اندلعت أمس (الخميس) اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في شمال شرقي البلاد بين الجيش والمتمردين، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، وفق ما أكدته مصادر محلية.
وقال الناشط المحلي تيدي كاتاليكو، إن «الاشتباكات في مدينة بيني ومحيطها بدأت بين الجيش الكونغولي وما يعتقد أنه تحالف جديد للجماعات المسلحة يطلق عليه الحركة الوطنية للثوريين، نحو الساعة 7:30 صباحاً، ما دفع السكان المحليين إلى البقاء في منازلهم». وقال مصدر طبي إن ما لا يقل عن ثلاثة طلاب كانوا يؤدون امتحاناتهم أصيبوا بانفجار في مدرسة ببيني.


مقالات ذات صلة

موسكو تستبعد حصول ألمانيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي

أوروبا مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا يرفع يده خلال إحدى جلسات مجلس الأمن (د.ب.أ)

موسكو تستبعد حصول ألمانيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي

قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو رفضت بشكل قاطع تطلع ألمانيا إلى الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مجلس الأمن (أ.ب)

بلينكن يؤدي مهمته الأخيرة مع مجلس الأمن... ويتركه «في غاية الانقسام»

من المقرر أن يقوم وزير الخارجية الأميركي بما يبدو أنه آخر زيارة له في منصبه إلى الأمم المتحدة، حيث يختتم مشاركاته مع الهيئة العالمية بعد 4 سنوات من الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم المندوب الأميركي خلال جلسة مجلس الأمن (رويترز)

«مجلس الأمن» يدعو لعملية سياسية «جامعة ويقودها السوريون»

دعا مجلس الأمن الدولي الثلاثاء إلى تنفيذ عملية سياسية "جامعة ويقودها السوريون"، وذلك في أعقاب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة (الولايات المتحدة))
المشرق العربي مجلس الأمن يستمع إلى آخر المستجدات من غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا ويبدو على الشاشة توماس فليتشر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة (أ.ف.ب)

مطالبة أممية بـ«رفع سلس» للعقوبات المفروضة على سوريا

طالب مسؤولان أمميان كبيران مجلس الأمن باتخاذ إجراءات لتثبيت الاستقرار في سوريا والمضي في عملية سياسية موثوقة على أساس القرار 2254 و«الرفع السلس» للعقوبات.

العالم العربي مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تحذّر من أن النزاع في سوريا «لم ينته بعد»

قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن لمجلس الأمن إن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل في سوريا سيكون مهماً لضمان حصول البلاد على دعم اقتصادي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.