أوروبا تريد شراكة معززة مع أفريقيا

أوروبا تريد شراكة معززة مع أفريقيا
TT

أوروبا تريد شراكة معززة مع أفريقيا

أوروبا تريد شراكة معززة مع أفريقيا

اعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، عدة خطوات على طريق إعطاء دفعة جديدة للشراكة مع أفريقيا، وتشير هذه الإجراءات إلى أن بروكسل ترى مصلحة استراتيجية حقيقية في تعميق شراكتها طويلة الأمد مع أفريقيا.
وقالت كل من فيدريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية، والمفوضية الأوروبية في بيان إنه سيتم تنظيم قمة بين الجانبين في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، تحت عنوان «الاستثمار في الشباب». وأشار البيان إلى أن تعزيز العلاقات أصبح أولوية رئيسية لكل من أوروبا وأفريقيا، خاصة مع خلق النمو الديموغرافي الأفريقي تحديات كبيرة من حيث التنمية الاقتصادية، وفرص العمل، والأمن، والمشاركة السياسية، والهجرة. كما رحّب وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالتقدم الحاصل على طريق تنفيذ الإعلان الأوروبي-الأطلسي المشترك، الذي تم الاتفاق عليه في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. ويتضمن الإعلان الذي رعاه كل من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، والممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، 42 خطوة وإجراء يجري تبنيها تباعاً للتوصل إلى تعاون أمثل بين المؤسستين الأوروبية والأطلسية، في مجالات مثل محاربة الإرهاب والجريمة عبر الإنترنت وأمن الحلفاء وسياسات الدفاع.
وطالب الوزراء مؤسسات الاتحاد الأوروبي و«ناتو» بالعمل على تسريع تنفيذ الاتفاق والتقدم بمقترحات محددة حول أشكال التعاون المستقبلي أكثر تطوراً بحلول نهاية 2017،
وشدّد الوزراء في البيان الصادر عنهم بهذا الشأن على أهمية التعاون الأوروبي - الأطلسي، بحيث «يتعين أن يستمر هذا التعاون بروح من الانفتاح والشفافية الكاملة»، على حد قولهم.
ونوّه الوزراء إلى أن التعاون الأوروبي – الأطلسي لا يمكن أن يتم إلا عبر احترام آراء الدول الأعضاء في الهيئتين الدوليتين، ومراعاة مبادئ الشمولية والمعاملة بالمثل. كما شدد الوزراء على أهمية مساهمة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي معاً، في دعم مسيرة التعاون بين الطرفين.



«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)
حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)
TT

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا

حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)
حاكم ولاية بورنو حذر المزارعين من التعامل مع الإرهابيين (صحافة محلية)

قالت نيجيريا إن الحرب التي يخوضها جيشها ضد مقاتلي «داعش» وجماعة «بوكو حرام» في مناطق من شمال شرقي البلاد مستمرة، وقد أسفرت خلال هذا الأسبوع عن مقتل 76 مسلحاً، فيما يحاصر تنظيم «داعش» أكثر من 500 مزارع محلي في المنطقة التي تشهد معارك محتدمة منذ عدة أشهر.

وقال الجيش، في بيان، الخميس، إن قواته قتلت 76 مسلحاً من جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» الإرهابي في ولاية بورنو، الواقعة في أقصى شمال شرقي نيجيريا، فيما أكد المتحدث باسم الجيش النيجيري الميجر جنرال إدوارد بوبا أن 24 مسلحاً سقطوا خلال معارك في مناطق دامبوا وباما وتشيبوك في بورنو بين السابع والثالث عشر من يناير (كانون الثاني) الحالي.

مسلّحون من تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» (صحافة محلية)

وأوضح المتحدث باسم الجيش أن العملية العسكرية أسفرت أيضاً عن اعتقال 72 شخصاً يشتبه في انتمائهم للتنظيم الإرهابي، وإنقاذ 8 رهائن كانوا بحوزة التنظيم، بالإضافة إلى مصادرة أسلحة وذخائر، بما في ذلك بنادق من طراز «إيه كيه - 47» وقنابل يدوية وقذائف صاروخية وعبوات ناسفة بدائية الصنع.

* حصار المزارعين

وفيما يواصل الجيش عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم الإرهابي، حاصر مقاتلون من التنظيم أكثر من 500 مزارع محلي مع عائلاتهم، في منطقة غوزا بولاية بورنو، وكان هؤلاء المزارعون يحاولون الفرار من هجمات تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا المستمرة منذ أسابيع ضد المزارع.

وأشارت تقارير عديدة إلى أن هجمات تنظيم «داعش» ضد المزارعين المحليين أسفرت يوم الأحد الماضي عن مقتل عشرات المدنيين، خصوصاً في منطقتي كواتا يوبه وتودون كانتا، فيما أعلن زعيم المزارعين النازحين في تصريحات صحافية أنهم فروا من مناطق سيطرة «داعش في غرب أفريقيا» عقب موجة جديدة من العنف.

وأوضح زعيم المزارعين أن العنف تجدد حين بدأ الجيش عملية إنقاذ مشتركة بالتعاون مع قوة المهام المشتركة المدنية وأقارب الضحايا من أجل استعادة جثث المزارعين الذين قتلوا، وتحرير المزارعين المحاصرين.

وحسب المصدر نفسه، فإن مقاتلي «داعش»، «نصبوا كميناً لعملية مشتركة»، وأضاف: «بينما تم دفن 43 جثة، توقفت العملية بسبب إطلاق النار الكثيف، مما أسفر عن إصابة جنديين وعضو من قوة المهام المشتركة المدنية».

ويشتغل القرويون المحليون في زراعة محاصيل الفاصوليا والبصل في حوض بحيرة تشاد منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ورغم سيطرة تنظيم «داعش في غرب أفريقيا» على المنطقة، تمكنوا من التوصل إلى اتفاق مع المسلحين لمواصلة الزراعة، إذ كان يدفع كل مزارع 10 آلاف نيرة (7 دولارات) عن كل هكتار من الأرض، بالإضافة إلى 20 في المائة من حصاده على شكل «زكاة».

ولكن هذا الاتفاق ألغاه «داعش» متهماً المزارعين المحليين بالتعاون مع فصيل من «بوكو حرام» يتبع لتنظيم «القاعدة»، يعد أكبر منافس لـ«داعش» في المنطقة ويخوض معه حرباً شرسةً منذ عدة سنوات، وهي حرب يدفع ثمنها السكان المحليون.

ولمعاقبة المزارعين المحليين، شن «داعش» هجوماً قتل فيه أكثر من 40 مزارعاً، واختطف عدداً من زوجاتهم، وقال ناجون من الهجوم إن مقاتلي «داعش» خلال الهجوم استجوبوا الضحايا عن الضرائب التي دفعوها لفصيل «بوكو حرام» المنافس، قبل أن يطلقوا عليهم النار.

تحذيرات رسمية

في غضون ذلك، حذر حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، المزارعين ومجتمعات الصيد في منطقة باغا من التعاون مع جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش»، وقال إن مثل هذه التصرفات «تشكل تهديداً كبيراً على السلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف الحاكم في حديث أمام السكان المحليين، الأربعاء، أن «أي شكل من أشكال التعاون أو التعاطي مع الإرهابيين محل استنكار، وهو مرفوض بشكل قاطع ولا مجال للقبول به، لأنه يضر جهود الجيش لاستعادة الاستقرار في الولاية».

وقال زولوم: «أحث سكان باغا والمناطق المحيطة على القيام بأنشطتهم الزراعية فقط ضمن المناطق التي وافق عليها الجيش»، مشدداً على أهمية الالتزام بالإرشادات التي وضعتها القوات المسلحة النيجيرية وحكومة الولاية، مشيراً إلى أن «الامتثال لهذه الإرشادات أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الأمن في المنطقة».