وزارة الدفاع المؤقتة تتجه لتشكيل غرفة عمليات لوقف تمدد «داعش» في دير الزور

نجاح مبادرة فعاليات حلب لإعادة المياه إليها.. واشتباكات متواصلة على تخومها

جانب من تدريبات الجيش الحر في محافظة درعا جنوب سوريا أمس (رويترز)
جانب من تدريبات الجيش الحر في محافظة درعا جنوب سوريا أمس (رويترز)
TT

وزارة الدفاع المؤقتة تتجه لتشكيل غرفة عمليات لوقف تمدد «داعش» في دير الزور

جانب من تدريبات الجيش الحر في محافظة درعا جنوب سوريا أمس (رويترز)
جانب من تدريبات الجيش الحر في محافظة درعا جنوب سوريا أمس (رويترز)

كشفت مصادر وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الوزارة أوشكت على إعلان تشكيل غرفة عمليات في دير الزور (شرق البلاد)، بهدف تنظيم القتال بين المقاتلين المعارضين ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، و«منع تمدده وسيطرته على المدينة».
وجاء هذا التطور بموازاة نجاح المبادرة التي سعت إليها فعاليات في مدينة حلب لإعادة مياه الشفة إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في المدينة، بعد انقطاع دام ثمانية أيام، ما دفع السكان للشرب من مياه ملوثة، تسببت بإصابة العشرات منهم بحالات تسمم، بحسب ما أفاد ناشطون.
وتواصلت الاشتباكات بين الجيش السوري الحر وكتائب إسلامية ومقاتلي «جبهة النصرة» من جهة، ومقاتلي «داعش» من جهة أخرى في دير الزور، حيث يحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» التقدم باتجاه المدينة. وفي محاولة لمنعه من السيطرة على المدينة، كشف الناطق باسم وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة كنان محمد لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة «ستعلن خلال يومين تشكيل غرفة عمليات في دير الزور لدعم المقاتلين المعارضين ضد تمدد (داعش)»، مشيرا إلى أن «اجتماعا سريا عقد برئاسة وزير الدفاع أسعد مصطفى اليوم (أمس)، اتخذ فيه القرار بتشكيل غرفة عمليات مشتركة ودعم المجلس العسكري بدير الزور»، وهي خطوة مشابهة لتلك التي اتخذتها الوزارة لدعم المقاتلين في مورك بريف حماه وحلب. وقال إن هذا القرار يأتي بعد يومين من إعلان «النفير العام» في دير الزور، لمنع وصول «داعش» إلى قلب دير الزور، لافتا إلى أن وزارة الدفاع «تدعم المقاتلين عبر تأمين الدعم للمجلس العسكري بالمدينة».
واتخذ القرار بعد أسابيع من المواجهات الدامية خاضتها «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» وفصائل مقاتلة أخرى، ضد «داعش» الذي وسّع مناطق نفوذ سيطرته على أجزاء من دير الزور، خلال اليومين الماضيين، حيث سيطر على المدخل الشمالي الشرقي للمدينة من جهة محافظة الحسكة، ودخل إلى المدينة الصناعية وفرض سيطرته على منطقة المعامل وصوامع الحبوب وبات على أطراف مدينة دير الزور.
وبينما يحاصر مقاتلو «داعش» المدينة من الجهتين الشرقية والغربية، بعد سيطرتها على جزء من أريافها، أكد محمد «تقاطع المصالح بين النظام وداعش»، موضحا أن القوات الحكومية «سهلت سيطرة التنظيم المتشدد على أجزاء من المنطقة، كونها حيدت مواقع سيطرتها من القصف الذي ينطلق من مطار دير الزور العسكري». وتستند وزارة الدفاع في هذا الاتهام إلى «تسليم داعش بعض المناطق في حلب للقوات الحكومية بلا قتال، وأهمها قرية شامر الواقعة في الجنوب الشرقي لقرية الشيخ نجار، ما يمكّن النظام من التقدم باتجاه سجن حلب المركزي»، لافتا إلى أن القصف في دير الزور «يستهدف مواقع سيطرة المجلس العسكري للمدينة والمقاتلين الذين يشتبكون مع داعش».
وفي محاولة لتخفيف الضغط عن دير الزور، أفاد ناشطون باستهداف المقاتلين المعارضين، حاجزا لقوات «داعش» في معقلها بالرقة. وقال ناشط من المدينة، إن مقاتلي الجيش الحر فجروا حاجز «الشركراك» العسكري، الواقع على الطريق بين مدينتي الرقة وتل أبيض، وهو واحد من أكبر الحواجز التابعة لداعش في الرقة، وذلك «بهدف تخفيف الضغط عن الكتائب المعارضة المقاتلة في دير الزور، التي تشتبك حاليا مع التنظيم في عدة مواقع».
وفي غضون ذلك، أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» نجاح مبادرة فعاليات في مدينة حلب لإعادة المياه إلى الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في المدينة، بعد انقطاع دام ثمانية أيام. وقال إن «فعاليات المدينة المحايدين، غير المؤيدين للنظام ولا المعارضة، نجحوا في التوصل إلى حل أعاد المياه إلى الأحياء».
وكانت غرفة عمليات تنظيم «أهل الشام» المعارض، بالتنسيق مع «الهيئة الشرعية» في مدينة حلب التي تسيطر على محطة ضخ المياه في حي سليمان الحلبي، قطعت المياه عن الأحياء الغربية للمدينة التي يسيطر النظام عليها، في محاولة منهم لفصل شبكة المياه وإيقاف ضخها إلى تلك الأحياء، وحصر ضخّ المياه إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة».
ونقل المرصد السوري عن مصادر متقاطعة من حلب، قولهم إن انقطاع المياه أجبر الأهالي على اللجوء إلى الوقوف في طوابير أمام آبار المياه وصنابير مياه المساجد، ووصل الأمر ببعض المواطنين إلى استعمال مياه غير صالحة للشرب، ما أدى إلى إصابة مدنيين بحالات تسمم.
وقال عبد الرحمن إن الكتائب التي منعت وصول المياه إلى أحياء النظام، «تعهّدت بعدم قطعها مرة أخرى»، مشددا على «إننا نحارب وندين قطع المياه والكهرباء عن المدنيين، كما أننا لا نقبل بقطع المياه عن مليوني مدني بحجة الضغط على النظام»، معتبرا أن هذا الشكل من الضغوط «هو جرائم ضد الإنسانية، لا تختلف شيئا عن جرائم النظام السوري بحق المدنيين والقصف بالبراميل المتفجرة».
وكان مهندسون بشبكات نقل وجر المياه تحدثوا للمرصد السوري الذي أطلق المبادرة السبت الماضي لإعادة مياه الشفة إلى حلب، عن محاولات «غير مدروسة» تقوم بها جهات «غير خبيرة» للتلاعب بمضخات المياه وصماماتها من أجل فصل شبكات الأحياء الشرقية عن الأحياء الغربية، ما قد يسبب نتائج كارثية على شبكة المياه في حلب وحتى ريفها، والموصولة بشكل معقد.
وتأتي هذه التطورات بموازاة استمرار الاشتباكات في منطقة الشيخ نجار في وقت تحاول فيه قوات المعارضة منع قوات النظام من فرض حصار على الأحياء الخاضعة لسيطرتها في حلب.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء ومنطقة الليرمون، شمال غربي حلب، ترافق مع قصف الطيران الحربي مناطق الاشتباكات. كما اندلعت اشتباكات على أطراف حي العامرية في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أطراف حي مساكن هنانو.
وفي اللاذقية، أفاد ناشطون باستهداف الكتائب الإسلامية بقذائف المدفعية نقاطا عسكرية لقوات النظام في محيط جبل تشالما، بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف قوات النظام محيط الجبل ومناطق في بلدات خان الجوز ودويركه والكبير والفرنلق والخضراء.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.