علاوي: قطر حاولت تقسيم العراق وتدعم «الشقاق» الفلسطيني

أكد ضرورة مصارحة الدوحة بكل أخطائها

علاوي (رويترز)
علاوي (رويترز)
TT

علاوي: قطر حاولت تقسيم العراق وتدعم «الشقاق» الفلسطيني

علاوي (رويترز)
علاوي (رويترز)

اتهم إياد علاوي نائب الرئيس العراقي قطر أمس بتبني مشروع لتقسيم العراق والتدخل في «الشقاق» الفلسطيني وتشجيع قوى متطرفة في «اعتداءات» على مصر. ودعا علاوي في مؤتمر صحافي بالقاهرة إلى المصارحة.
وقال علاوي إن أساس مشروع تقسيم العراق الذي ساندته قطر كان «احتضان سنة والدعوة إلى إقليم سني مقابل إقليم شيعي». ومضى قائلا: «قلت لهم، للقطريين، لن نسمح بهذا الأمر». ويزور علاوي مصر لإجراء مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ومسؤولين كبار حول النفط والصراعات الدائرة في سوريا وليبيا واليمن.
وقال: «قطر تدخلت في الشقاق الذي حصل على الصعيد الفلسطيني وشجعت بعض القوى الراديكالية المتطرفة في اعتداءاتها على مصر».
وقال علاوي: «آن الأوان أن نتحدث كلنا بصراحة ونضع النقاط على الحروف ونصل لنتائج. يجب أن تُصارح قطر بكل هذه المخالفات وكل هذه المشاكل». وأضاف أنه كان من المفترض حين زار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرياض واجتمع بقادة مسلمين وعرب «أن يقال لقطر ما يقال لها اليوم».
ودعا علاوي إلى «حديث مباشر» بين قطر والدول العربية يتطرق إلى «تعريف الوقائع وماذا عملت قطر وماذا لم تعمل وبعدها المصارحة والمصالحة، أو المصارحة والعزل.. عزل الدولة التي تريد أن تؤذي الآخرين أيا كانت هذه الدولة». وأضاف: «المصارحة هي مفتاح الحل».
من ناحية ثانية، حذر علاوي من تدخلات إيران وتركيا في الشؤون الداخلية للدول العربية وكشف في هذا السياق عن أنه تحدث صراحة مع مسؤولين إيرانيين مؤكدا لهم أن العراق لن يكون لقمة سائغة لالتهامه من قبل طهران وأنه يتعين إقامة علاقات طبيعية معه من دون تدخل في شؤونه الداخلية، مضيفا أنه تحدث في الإطار ذاته مع مسؤولين أتراك. واقترح علاوي عقد مؤتمر إقليمي يؤسس لعدم التدخل في شؤون دول المنطقة ومراعاة المصالح المشتركة من أجل السعي لبناء منطقة خالية من التشنج والتوتر.
وأعرب علاوي، الذي يرأس ائتلاف «الوطنية»، عن ارتياحه لزيارته إلى مصر التي استغرقت ثلاثة أيام، ووصفها بأنها كانت مهمة ومثمرة وتوجت بلقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي وغيره من كبار المسؤولين المصريين، وقال إنها جاءت في وقت حرج تمر به الأمة العربية مما يستدعي تكثيف تنسيق المواقف.
وردا على سؤال حول الاستعداد لمرحلة المصالحة الوطنية في العراق بعد الانتصار على تنظيم داعش، قال علاوي إن الانتصار العسكري يجب أن يتوج بانتصار سياسي يقود إلى المصالحة الوطنية الحقيقية والكاملة التي تقوم على مبدأ المواطنة والعدل والمساواة وسيادة القانون ورفض المحاصصة والطائفية، وذلك حتى يتحول العراق إلى لاعب أساسي في المنطقة مع دول الاعتدال، وأشار في هذا السياق إلى الاستعداد للانتخابات البرلمانية التي ستجرى في العراق العام المقبل، لافتا إلى وجود توجهات وأفكار لدى القطاع الأوسع من العراقيين نحو تشكيل قائمة انتخابية موحدة ترتكز على بناء دولة المواطنة ورفض تسييس الدين أو الانقسام على أساس طائفي أو جهوي، وقال إن الاتصالات بهذا الشأن قوية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.