هند صبري: مشهد «حلق شعري» الأصعب على المستوى النفسي في «حلاوة الدنيا»

الفنانة التونسية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه تمت الاستعانة بحالة متعافية من السرطان ضمن الأحداث

هند صبري: مشهد «حلق شعري» الأصعب على المستوى النفسي في «حلاوة الدنيا»
TT

هند صبري: مشهد «حلق شعري» الأصعب على المستوى النفسي في «حلاوة الدنيا»

هند صبري: مشهد «حلق شعري» الأصعب على المستوى النفسي في «حلاوة الدنيا»

«ساعات حلاوة الدنيا بتطلع من قلب الجرح»... هذا هو مضمون العمل الدرامي «حلاوة الدنيا» الذي تطل به الفنانة التونسية «هند صبري» على جمهورها هذا العام خلال شهر رمضان، وهو العمل الذي يقترب من معاناة مرضى السرطان، مناقشا المرض بشكل اجتماعي مغلف بحالة رومانسية تارة تبكي المشاهد وتارة أخرى تبهجهم بإرسال رسائل تفاؤل للمصابين بهذا المرض اللعين.
قدمت صبري شخصية أمينة الشماع، الفتاة المصابة بالسرطان، بمنتهى الحرفية وببراعة شديدة وفق شهادات الجمهور والنقاد، لدرجة أن كثيرين اعتقدوا أنها قامت بالفعل بحلق شعرها، وهو ما تكشف حقيقته في حوارها مع «الشرق الأوسط»، لافتة إلى أن مشهد حلق شعرها تعتبره مشهدًا صعباً على المستوى النفسي.
كما تحدثت عن ردود أفعال مرضى السرطان الحقيقيين تجاه هذا الدور، وكيف استطاع التعبير عن معاناتهم بشكل كبير، وتطرقت في حديثها عن الفرق بين شخصية «أمينة» وشخصية «أسماء» المصابة بمرض الإيدز التي قدمتها بعمل سينمائي منذ سنوات. وإليكم نص الحوار:
* كيف أديت شخصية» أمينة الشماع بهذه الحرفية؟
- قمت بقراءة السيناريو أكثر من مرة، كما حضرت جلسات عصف ذهني مع كل فريق عمل المسلسل، بالإضافة إلى دراسة حالات للأشخاص الذين مروا بظروف مشابهة لشخصية أمينة المليئة بالتفاصيل كما تقابلت مع متخصصين من أجل فهم أعمق للحالة، وجذبني للشخصية هو اختلافها عما قدمته من قبل وأعتقد بأنها ستضيف إلى مسيرتي الفنية، الموضوعات الإنسانية على الرغم من كونها ممتعه في الأداء بالنسبة إلى الممثل لكنها أكثر قربا للجمهور، ولكنها تترك أثرا نفسيا على مؤديها، وتجربة «حلاوة الدنيا» من أهم وأصعب التجارب التي مررت بها حتى الآن واستفدت منها أيضاً.
* ماذا عن ردود الأفعال التي وصلتك عن العمل، خصوصاً رد فعل مرضى السرطان؟
- أسعدتني ردود الأفعال الإيجابية التي صاحبت عرض العمل سواء من النقاد أو الجمهور بجانب التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي وأتوقع ازدياد الحالة التفاعلية خلال الحلقات القادمة، وسعيدة بنجاح شخصية أمينة، وبالفعل وصلتني ردود أفعال كثيرة من مرضى السرطان وأبرزها هو أن المسلسل استطاع التعبير عن معاناتهم بشكل كبير، وهذا جعلني أشعر بالرضا والسعادة.
* ما تعليق أهل صديقتك المقربة التي كانت مصابة بالسرطان بعد عرض العمل؟
- ليست صديقة واحدة مقربة أصيبت بهذا المرض اللعين، ولكن أكثر من شخص مقرب مني وغير مقرب تعرض لهذا الأمر وتابعت حالتهم، وبعد عرض العمل لم يتحدث معي أي أحد من أقاربهم حتى الآن، وقد تلقيت المشاركة في العمل قبل أسابيع بفقدان صديقة عزيزة بسبب مرض السرطان وشعرت وقتها أنها رسالة ولا بد أن أوافق على هذا العمل وكنت أسترجع كل مراحل حياتها أثناء تجسيد شخصية أمينة خصوصاً طريقتها في التعبير والحركة، وهذا ليس معناه أن أمينة ستلقى نفس مصير صديقتي.
* ألم ينتابك شعور بالقلق من ظهورك في مشهد من دون شعر؟
- ظن البعض أني قمت بحلق شعري ولكن في الحقيقة استعنت بباروكة لتصوير المشهد، ولكنه مع ذلك كان مشهداً «صعباً جداً» على المستوى النفسي، وتطلب مني مجهوداً كبيراً في الاستعداد والتنفيذ، وبالتأكيد لم أخشَ الظهور بهذا الشكل.
* لماذا تمت الاستعانة خلال الأحداث بمريضة حقيقة متعافية من مرض السرطان؟
- كان مقصوداً الاستعانة بمريضة متعافية من هذا المرض «لتمنح الأمل».
* دائماً تشددين على أن العمل ليس كئيبا أو «نكديا»، ورغم أن العمل يحتوي على مشاهد كثيرة وجعت قلوب من يشاهده؟
- ليس بسبب الكآبة والنكد، ولكن لكونه إنسانياً وشاعرياً وحقيقياً، هذا مطلوب من الأعمال الفنية أن تقدم أعمالاً من الواقع لكي تمس وجدان المشاهد ويتعلم منها، وأشدد مرة أخرى على المسلسل ليس كئيبا ولكنه يمثل حال الدنيا التي نعيشها وحياتنا مليئة بالمشكلات المتنوعة منها المادية والنفسية، «حلاوة الدنيا» لا يتمحور حول مرض السرطان فقط ومرض أمينة وبحكم وجود كثير من الفنانين الذين لكل شخصية منهم خطها درامي منفصل.
* لماذا اعتذرت عبر حسابك الشخصي على موقع «إنستغرام» عن جرعة الحزن والنكد عن إحدى الحلقات؟
- تابعت ردود الأفعال بعد هذه حلقة التي دارت أحداثها حول اعتراف أمينة لأهلها بمرضها، وقد أصابت هذا الحلقة الكثير من الجمهور بالحزن والألم وتأثروا بها إلى حد كبير لذلك قررت أن أقوم بتسجيل فيديو وقمت بنشره على حسابي بموقع «إنستغرام» للاعتذار إلى الجمهور.
* لماذا اللجوء لفورمات إسبانية ونحن لدينا حالات كثيرة مصاب بهذا المرض تستحق أعمالاً فنية وليس عملاً واحداً فقط؟
- أحداث المسلسل ليست عن مرض السرطان فقط، ولكنه قصة اجتماعية إنسانية بالكامل، والقصة الإسبانية حققت ناجحاً في الخارج، ولذلك أردنا أن نصنع منها نسخة عربية.
* هل شاهدت الفورمات الإسبانية؟
- شاهدت بعض الحلقات للتعرف على الخطوط العامة وسمات شخصية الرئيسية التي تعد بعيدة عن شخصية أمينة ورغم الاختلاف رفضت مشاهده باقي الحلقات واعتمدت على السيناريو
* ألم تقلقي من كسر تابوه مرض السرطان، وما الرسائل الذي يحملها العمل للمصابين به؟
- إطلاقا... الأعمال الفنية من مهمتها كسر التابوهات، ونحن هنا لتنفيذ ذلك، كما أن العمل يحمل الكثير من الرسائل وأولها بأن دائماً هناك أمل، وأن يتحلوا بالقوة والإصرار والتحدي.
* ما رأيك بوضع تصنيف عمري على الأعمال الدرامية هذا العام؟
- بالتأكيد وضع عملي حتى يدرك كل مشاهد ما هو مقبل عليه، وحتى تعرف الأسر والعائلات إن كان مضمون الأعمال مناسباً لأطفالهم أم لا.
* قدمتي شخصية مريضة بالإيدز من قبل في فيلم «أسماء». ما الفرق بين أسماء وأمينة بـ«حلاوة الدنيا»؟
- الفرق كبير على أكثر من مستوى، المرض مختلف، وطبيعة وأبعاد الشخصيتين الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى ردود أفعال المجتمع المحيط بكل شخصية منهما، ولا يمكن المقارنة بينهما ولكن ما يسعدني أن كلتا السيدتين واجهتا هذا الواقع بتحد وشجاعة وبشكل عام أحب التنوع بين الأدوار التي أقدمها وتقديم أدوار مختلفة حتى أطور من نفسي ولا يشعر الجمهور بالملل
* هل شاهدت عائلتك مسلسل «حلاوة الدنيا»؟
- نعم..يتابعونه، وقد أعجبهم العمل كثيراً.
* ما رأيك بوصف البعض من النقاد هذا الموسم الدرامي بأنه أضعف من السنوات السابقة؟
- الموسم الدرامي هذا العام من أقوى المواسم وبه تنوع وأعمال فنية متميزة، ولكن بالتأكيد للنقاد رأيهم وحجتهم التي أحترمها.
* لماذا تصرحين بأن فيلم الكنز عمل «عمرك»؟
- فيلم مختلف وشخصية محورية سوف تكون مفاجأة للجمهور، ستعلمون الإجابة جيداً حين تشاهدون الفيلم في دور العرض، وما جذبني للعمل الذي كتبه المؤلف عبد الرحيم كمال الشخصية المميزة التي سأؤيدها في العمل، والعمل من إخراج شريف عرفه وأعتبره من أكثر المخرجين المحترفين يعرف ماذا يريد من الممثل وكيفية الحصول عليه منه، وهو مايو فر الوقت والمجهود ويزيد من ثقه الممثل.
* بعد مشاركتك في إنتاج «زهرة حلب» هل من الممكن تكرار التجربة بإنتاج أعمال فنية مصرية؟
- بالتأكيد، سأخوض تجارب الإنتاج مره أخرى ومن الممكن أن تكون لأعمال مصرية
* ماذا عن عملك كسفيرة لمكافحة الجوع والفقر؟
- يسير على ما يُرام، من وقت لآخر أقوم بأنشطة ضمن برنامج الغذاء العالمي، وأشعر بالسعادة بالقليل الذي أقدمه لمكافحة الجوع في عالمنا، وهذا العمل جعلنا أكثر قربا من الأدوار التي تتخذ المضمون الإنساني وشاهدت نماذج مبهرة لأمهات يبقين بلا طعام من أجل أبنائهن والمرأة هي عمود الأسرة.
* ما الشخصية التاريخية التي تتمنين تجسيدها في عمل فني؟
- بالتأكيد... شخصية كليوباترا فهي من الشخصيات التي أتمنى تجسيدها في عمل فني فهي شخصية ثرية بالتفاصيل.



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».