شاشة الناقد

* الفيلم: ‫ The Mummy‬
* إخراج: أليكس كورتزمان
* تمثيل: توم كروز، راسل كراو، أنابيلا ووليس، صوفيا بوتيللا
* النوع: مغامرات، فأنتازيا
* تقييم: (*) من خمسة
عندما انكب الميكانيكي على محرك سيارتي القديمة لكي يعالجه مما أصابه من عطل، رفع رأسه بعد قليل وقال: «لا أدري مكمن العطل. كل ما هو مدفون في هذه الحفرة في حاجة إلى تصليح.» انتهى الأمر إلى بيع السيارة كخردة وشراء سيارة قديمة أخرى. لكن هذه العبارة بقيت مدفونة في البال حتى كشف عنها فيلم «المومياء» الجديد: تنكب عليه. تشاهده ثم ترفع رأسك غير مدرك أين مكمن العطل وتقول: إن الفيلم بأسره يحتاج إلى تصليح. هناك ستة كتاب سيناريو على عمل يبدو كما لو أنه وحش فرانكنشتاين أكثر منه المومياء. هذا لأن وحش فرانكشتاين كان مخلوقاً تم جمع أطرافه وأعضائه من جثث رجال آخرين قبل أن يتم تشغيله بتلك الأطراف غير المتوحدة ما نشأ عنه مخلوقاً بائساً. سيناريو «المومياء» ينهل من الأصل القديم ومما تلاه من أفلام مومياء أخرى. ويحاول السطو على أفكار تكرر ظهورها من قبل في أفلام مثل «هلبوي» و«ذئب أميركي في لندن». حتى مشهد سرقة الآثار الذي في فيلم «ثلاثة ملوك» له ما يماثله هنا.
في الأفلام الكثيرة السابقة لم تحظ «المومياء» بالبطولة بل اكتفت بالعنوان. هي لا تتصدر الأحداث وليس لديها ما تقوم به سوى تخويف الناس. أما البطولة فكانت دائماً لرجال وجدوا أنفسهم معرّضين للانقراض حال خروج المومياء من عزلتها، وهو الشيء الوحيد الذي بقي على حاله في هذا الفيلم؛ إذ إنه عن توم كروز أكثر مما هو عن أي شيء آخر. يختلف الفيلم قليلاً في أن المومياء كانت رجلاً في معظم ما تقدم من هذه الأفلام والآن أصبحت امرأة. وأن القدرات التقنية في أفلام اليوم أخذت معظم ما يمكن له أن يتألّـف عن طريق مهارة وقدرة المخرج على صنع المشاهد. بات الأمر، كما يتبدّى هنا بوضوح شديد، أقرب إلى رسم المطلوب على الورق وإحالته إلى مصنع الكومبيوتر - غرافيكس. هذا يستطيع تجسيد ما لا نهاية له من أفكار على الشاشة، لكن أياً منها لا يحمل أي قيمة فنية طالما أن المخرج كورتزمان لا يدري في الواقع ما يريد.
الأميركية أهمانت (صوفيا بوتيلا) دفنت حيّـة بعدما قتلت والدها. هذا حدث قبل ألوف السنين، لكن دفنها لا يعني أنها ماتت. ذلك الشر الذي يعيش في داخلها، كما يحكي الفيلم، لا يمكن له أن يموت. لذلك؛ في أول مناسبة (بعد نحو ثلث ساعة من بداية الفيلم) ستنهض من قبرها وتطارد توم كروز الذي كان السبب في الكشف عنها. نك (كروز) وعالمة الآثار جيني (ووليس) التي وقعت في حبه بأسرع من وضع تقريرها عن آخر اكتشاف قامت به، يفران من مطاردة أهمانت التي لديها قدرات تدميرية هائلة، لكنها ستصر على اللحاق ببطلي الفيلم إلى لندن، حيث تلتقي و… دكتور جايكل الذي هو أيضاً من عماد كلاسيكيات شركة يونفرسال منتجة هذا الفيلم!
إنها محاولة يائسة لإعادة إحياء الشخصيات الكلاسيكية القديمة («دراكولا»: «الرجل - الذئب» الخ...) تمهيداً لإطلاق سلسلة مستحدثة لكل منها. الأولى بالطبع كان إنجاز هذا الفيلم على نحو جيد تطبيقا للمثل المعروف: «عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة».

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة