الحكومة اللبنانية تقر قانون الانتخابات

رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري قبل جلسة مجلس الوزراء             (رويترز)
رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري قبل جلسة مجلس الوزراء (رويترز)
TT

الحكومة اللبنانية تقر قانون الانتخابات

رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري قبل جلسة مجلس الوزراء             (رويترز)
رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري قبل جلسة مجلس الوزراء (رويترز)

وافق مجلس الوزراء اللبناني في جلسته العادية اليوم (الأربعاء) على قانون انتخابي جديد يعتمد النظام النسبي ويقوم على أساس تقسيم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، مختتماً بذلك أزمة سياسية أدت إلى تأجيل الانتخابات مراراً، منذ عام 2013.
وأعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في تصريح إثر الجلسة التي عقدت في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون إقرار المجلس للقانون، إضافة إلى قانون آخر للتمديد للمجلس النيابي 11 شهراً، لأسباب تقنية.
وكان من المفترض أن تنتهي ولاية المجلس النيابي المنتخب في العام 2009 في يونيو (حزيران) من عام 2013 (ولاية المجلس 4 سنوات)، إلا أن المجلس التئم قبل انتهاء الولاية، ومدد لنفسه حتى 20 من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2014، بحجة الظروف الأمنية الاستثنائية التي تمر بها البلاد، بسبب تأثيرات الأزمة في سوريا. ثم مدد مرة أخرى ولايته الدستورية لسنتين وسبعة أشهر تنتهي بعد في 20 يونيو الحالي، بسبب الأزمة الرئاسية بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الأسبق ميشال سليمان، وعدم انتخاب رئيس لأكثر من عامين.
وبدأت الطبقة السياسية في لبنان منذ انتخاب عون رئيساً للجمهورية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016، مشاورات مكثفة للتوافق على قانون انتخابي جديد، إلا أنها لم تنجح بالمهمة سوى قبل أيام من انتهاء ولاية المجلس المددة؛ ما يتطلب حكماً تمديداً تقنياً للتحضير لإجراء الانتخابات وفق القانون الجديد، الذي يتطلب «شرحاً للناخبين وللمشرفين على الانتخابات»، وفق ما أشار الحريري.
وعلى الرغم من أن القانون اعتمد النظام النسبي (فوز اللوائح بعدد المقاعد وفق نسبة الأصوات التي تحصل عليها) للمرة الأولى من استقلال لبنان في العام 1943، بعدما كان يعتمد النظام الأكثري (فوز اللوائح التي تنال أكثرية الأصوات بكل المقاعد)، إلا أن الحكومة فشلت في التوافق على بعض الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع المدني في لبنان، ومنها الكوتا النسائية، وخفض سن الاقتراع من 21 إلى 18، واقتراع العسكريين، وتخصيص مقاعد للمغتربين.
وكان الرئيس اللبناني هنأ خلال جلسة مجلس الوزراء، على إنجاز قانون الانتخاب الجديد، واعتبر أنه «إنجاز كبير جداً منذ ما قبل الاستقلال كان يعتمد النظام الأكثري الذي لم يكن يحقق عدالة التمثيل». أضاف: «قد لا يكون ممكنا تحقيق عدالة التمثيل في المطلق، ولكن الصيغة التي تم التوصل إليها هي خطوة إلى الأمام».
وفور انتهاء جلسة مجلس الوزراء نشرت وكالات الأنباء اللبنانية صوراً للحريري وعون يوقعان القانون الجديد، إضافة إلى توقيع التمديد للمجلس النيابي، في حين غرد عون على حسابه على موقع «تويتر»، قائلاً: «ولادة حياة سياسية جديدة للبنان... مبروك».
وفور توقيع مرسوم إحالة مشروع قانون الانتخاب الذي أقرته الحكومة إلى مجلس النواب، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة عامة لمناقشته يوم الجمعة المقبل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.