القوات العراقية تحرز تقدما بعملياتها لتحرير أيمن الموصل

مقتل 20 من «داعش» بقصف عنيف في المطيبيخة

عناصر من القوات العراقية في أيمن الموصل (أ.ف.ب)
عناصر من القوات العراقية في أيمن الموصل (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تحرز تقدما بعملياتها لتحرير أيمن الموصل

عناصر من القوات العراقية في أيمن الموصل (أ.ف.ب)
عناصر من القوات العراقية في أيمن الموصل (أ.ف.ب)

أعلنت القوات العراقية، اليوم (الثلاثاء)، إحراز تقدم في عملية تحرير الموصل والسيطرة على منطقة تقع إلى الشمال من وسط المدينة.
وجاء في بيان لخلية الإعلام الحربي أن قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قال ان "قطاعات الشرطة الاتحادية والرد السريع تحرر الجزء الشمالي لحي الزنجيلي وتقتحم حي الشفاء في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، وبذلك تم تحرير حي الزنجيلي بالكامل من قبل الجيش العراقي والشرطة الاتحادية".
وبخسارة حي الزنجيلي يتقلص الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" الارهابي إلى منطقتين على الضفة الغربية لنهر دجلة وهما المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية العالية ومدينة الطب.
واستعادت القوات الحكومية العراقية السيطرة على شرق الموصل في يناير (كانون الثاني) وبدأت مسعى جديدا في 27 مايو (أيار) للسيطرة على الجيب المتبقي حيث لا يزال ما يصل إلى 200 ألف شخص محاصرين.
واعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، في 10 يونيو (حزيران) 2017، عن استكمال تحرير حي الزنجيلي في ايمن الموصل بالكامل، فيما عثرت على معمل كبير يحوي اجهزة حديثة لتصنيع قاذفات الصواريخ الانبوبية.
من جهة أخرى، أفاد مسؤول محلي في محافظة ديالى، اليوم ، بمقتل 20 مسلحا من تنظيم "داعش" وتدمير خمس من مركباته إحداها مفخخة بالقصف الذي استهدف موقع التنظيم في المطيبيجة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين.
وقال عدي الخدران قائممقام قضاء الخالص، (15 كلم شمال بعقوبة ) لوسائل الاعلام المحلية، إن "المعلومات الأولية المتوفرة عن خسائر تنظيم داعش في قصف جوي عنيف استهدفت أوكاره في المطيبيجة على الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين تفيد بأن حصيلة ضحاياه بلغت 20 قتيلا من مسلحيه وتدمير خمس من مركباته إحداها مفخخة بالإضافة إلى تدمير عدة مضافات". مضيفا أن "عمليات القصف التي استهدفت عشرة أهداف في المطبيجة كانت عنيفة جدا".
وتعد المطبيجة على الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين من المناطق الساخنة التي تمثل ساحة نشطة لتنظيم "داعش" ونقطة انطلاق لعملياته.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.