الأوروبيون مستعدون لمفاوضات «بريكست»

لندن ما زالت تحاول استيعاب الصدمة

الأوروبيون مستعدون لمفاوضات «بريكست»
TT

الأوروبيون مستعدون لمفاوضات «بريكست»

الأوروبيون مستعدون لمفاوضات «بريكست»

حرم الناخبون البريطانيون رئيسة الوزراء تيريزا ماي من تفويض أقوى سعت إليه لإجراء محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكنها قالت أمس (الجمعة)، إنها ستشكل حكومة جديدة تقود بريطانيا في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي لضمان التوصل إلى اتفاق ناجح للخروج من التكتل.
وسارع الأوروبيون أمس إلى التعليق على النكسة الانتخابية التي منيت بها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حيث عبروا من جهة عن رغبتهم أن تبدأ مفاوضات بريكست بسرعة ومن جهة ثانية عن قلقهم من إلا تجري هذه المفاوضات بشكل جيد بسبب ضعف الحكومة الجديدة.
وينتظر رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر من البريطانيين إشارة البدء في مفاوضات خروجهم من الاتحاد الأوروبي. وقال يونكر في تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية الصادرة أمس: «الدور الآن على البريطانيين»، موضحا في الوقت نفسه أن الأمر قد يحتاج إلى بعض الوقت منهم حتى تهدأ الأوضاع. وأضاف يونكر، أن الاتحاد الأوروبي بإمكانه بدء المفاوضات على الفور، وقال: «نحن مستعدون منذ شهور للتفاوض. يمكننا البدء غدا باكرا». وكان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية، ميشيل بارنييه، صرح أمس بأن المحادثات بشأن شروط خروج بريطانيا سوف تبدأ «عندما تصبح المملكة المتحدة مستعدة». وكتب بارنييه في تغريدة على موقع «تويتر» قائلا: «لا بد أن تبدأ مفاوضات خروج بريطانيا عندما تصبح المملكة المتحدة مستعدة، وعندما يكون الجدول الزمني ومواقف الاتحاد الأوروبي واضحة، دعونا نركز معا على التوصل إلى اتفاق».
من جهته، حث رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك بريطانيا على ألا تسمح بتأخير المفاوضات من جراء عدم انبثاق غالبية بنتيجة الانتخابات التشريعية التي جرت الخميس.
وقال: «لا نعلم موعد بدء مفاوضات (بريكست)، لكننا نعلم متى يجب أن تنتهي. فابذلوا أقصى الجهود لتجنب عدم التوصل إلى اتفاق».
وصرح بيير موسكوفيتشي مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية أمس، بأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي «خسرت رهانها» بشأن إجراء انتخابات مبكرة من أجل تعزيز سلطتها أثناء خوض مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال موسكوفيتشي في تصريحات لشبكة «يوروب 1»الإخبارية بعد فشل حزب المحافظين بزعامة ماي في تحقيق أغلبية واضحة في الانتخابات: إن ماي «في وضع ليس بسيطا» الآن فيما يتعلق بإدارة شؤون الحكم. وأضاف موسكوفيتشي، أن «زعيم المعارضة جيريمي كوربن خاض حملة انتخابية قائمة على نسخة أكثر سهولة ومرونة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن خروجها من الكتلة الأوروبية في 19 يونيو (حزيران) المقبل، ولكن نتيجة الانتخابات يمكن أن تؤدي إلى تعقيد بدء المحادثات.
وقال كوربن الجمعة «موقفنا واضح، نريد (بريكست) يحمي وظائفنا»، مؤكدا أن عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي «يجب أن تتواصل لأنه تم تفعيل المادة 50» من اتفاقية لشبونة.
وبعد أن دعا تيريزا ماي إلى الاستقالة والإفساح لحكومة «لها صفة تمثيلية حقيقية»، طرح كوربن نفسه في موقع الزعيم، مؤكدا أن حزبه «على استعداد لخوض المفاوضات باسم البلاد».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.