إدانة {داعشي} أميركي قال إنه كان «مراقباً» لا مقاتلاً

يتوقع سجنه لسنوات

محمد جمال خويس («الشرق الأوسط»)
محمد جمال خويس («الشرق الأوسط»)
TT

إدانة {داعشي} أميركي قال إنه كان «مراقباً» لا مقاتلاً

محمد جمال خويس («الشرق الأوسط»)
محمد جمال خويس («الشرق الأوسط»)

أدانت، ظهر أول من أمس، محكمة فيدرالية في ألكساندريا (ولاية فرجينيا، من ضواحي واشنطن العاصمة) محمد جمال خويس (27 عاما)، الداعشي الأميركي الذي عاد من سوريا والعراق، وقال إنه ذهب إلى هناك لدراسة التنظيم، ولمراقبة نشاطاته، لا للقتال معه. وأنه ندم على انضمامه لـ«داعش».
يتوقع أن يحاكم بالسجن ما بين خمس سنوات ومدى الحياة.
وبينما كان الادعاء قال إن انسحاب خويس من قوات «داعش» لا يلغي تهمة الانضمام إلى أعداء الولايات المتحدة، قال محامي خويس إنه لا يوجد دليل بأن خويس اشترك في أي قتال مع «داعش».
في العام الماضي، قالت قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق إنها اعتقلته هناك عندما كان يحارب مع «داعش».
في ذلك الوقت، قال لصحيفة «واشنطن بوست» هاريسون واينهولد، من أصدقاء خويس،إ لا يصدق أن صديقه انضم إلى «داعش». وأضاف: «أول مرة رأيت صورة (مو) (محمد) في التلفزيون، عرفته. لكنى فوجئت وصدمت. وقلت لنفسي: هذا لا يمكن أن يكون مو. كان مو عاديا بدرجة لا تصدق».
وقال واينهولد إن والد خويس يعمل سائق سيارة ليموزين للإيجار. وتعمل والدته في محل لتجميل النساء. ويرتدي هو أحسن الملابس والأحذية. وأنه «في المدرسة الثانوية، حيث كنا صديقين، لم يكن مسلماً متديناً (يمارس العبادات)، رغم أن بعض الطلاب المسلمين كانوا. بالعكس، تندر كثيراً على الناس، وأحياناً على المسلمين المتدينين».
في ذلك الوقت، نقل تلفزيون «إن بي سي» صور صحافيين وكاميرات تلفزيونية أمام منزل عائلته في ألكساندريا. لكن، رفض والده، جمال خويس، الحديث إلى الصحافيين. واكتفى بالقول: «كبر ابني في السن، ولا أعرف أين هو، وهو مسؤول عما يفعل».
وقالت القناة التلفزيونية إن الابن ولد في الولايات المتحدة، بعد أن هاجر والداه، أب فلسطيني وأم عراقية من الموصل، إلى الولايات المتحدة في نهاية القرن الماضي
وقال أقرباء وأصدقاء إن خويس سافر من ألكساندريا مع آخرين، قالوا إنهم ينوون قضاء إجازة في اليونان وتركيا.
في ذلك الوقت، نقلت وكالة «أ.ب» قول مقاتلي البيشمركة الأكراد إن خويس قال لهم إنه دخل العراق عن طريق تركيا، وذهب إلى الموصل. ويحمل رخصة قيادة سيارات من ولاية فرجينيا. وإنه يحمل مبلغا كبيرا من المال، دون أن يحددوا كمية المبلغ. وإنه كان مع قوات «داعش» في منطقة سنجار، واستسلم عندما صوبت قوات البيشمركة بنادقها نحوه.
لكن، قال آخرون إنه ذهب إلى الموصل لزيارة أهل والدته. وما كان يريد القتال مع «داعش». لكنه ضل الطريق متجها إلى قاعدة داعشية. ثم تعمد تسليم نفسه إلى الأكراد لإخراجه من منطقة حرب وجد نفسه فيها.
حسب وثائق من محاكمة خويس نشرتها صحيفة «واشنطن بوست»، وصف خويس استمارة الانضمام إلى «داعش». وقال إنها تسأل عن مقياس حذائه، ووزنه، ومهاراته، وإذا كان أصيب بالتهاب الكبد، أو مرض الإيدز، وإذا سيصبح انتحارياً.
وقال خويس إن أميركيا و3 فرنسيين سافروا معه من تركيا إلى سوريا. وإنه استقل حافلة إلى مدينة عنتاب على حدود تركيا وسوريا، وبدا التواصل مع وسطاء «داعش» عن طريق موقع «تويتر». ثم نقل من فندق، في منتصف الليل في سيارة أجرة فيها 4 مجندين، لعبور الحدود. وفعلوا ذلك ليلا، وفي حذر، بسبب وضع ألغام كثيرة في المنطقة.
داخل سوريا، قاد رجل تركي المجموعة في سيارة دفع رباعي، بعد أن طلب منهم تعطيل تليفوناتهم «الموبايل». وسأل كل واحد عن تاريخ ميلاده، وفصيلة دمه، وكُنيتهن وبلده الأصلي، وجنسيته، ومعلومات أخرى.
حسب وثائق المحكمة، قال خويس إنه تحدث مع مجندين آخرين، وسمع منهم معلومات غير صحيحة عن وضع المسلمين في الولايات المتحدة. مثل استحالة أن يكون الشخص مسلما في الولايات المتحدة. وأأنه نفى ذلك.
في وقت لاحق، زار المتطوعين مجندون من تنظيم «جيش الخليفة»، وطلبوا منهم بداية عمليات تدريب عسكرية، ثم العودة إلى أوطانهم لارتكاب هجمات إرهابية.
وقال خويس إنه سكن مع أشخاص لا يتحدثون اللغة الإنجليزية في الموصل، بهدف تلقي تعليماً إسلامياً. ثم نقل إلى مدينة تلعفر العراقية. وقال إنه كان يريد أن يكون مجرد مراقب لتنظيم داعش، وليس عضواً.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.