أفلام الأسبوع

مشهد من «يجيء ليلاً»
مشهد من «يجيء ليلاً»
TT

أفلام الأسبوع

مشهد من «يجيء ليلاً»
مشهد من «يجيء ليلاً»

‫Captain Underpants‬ ‫ ‬

إخراج: ديفيد سورن | أدوار: كَـفن هارت، نك كرول، جوردان بيل
البحث عن «سوبرهيرو» جديد في شكل فيلم أنيميشن للأطفال، يقود إلى اقتباس شخصيات من كتاب لدون بيلكي عرف، قبل سنوات، إعجاباً ملحوظاً. الفيلم المقتبس من الهزء بالمعايير والقيم العامّـة بحيث لا يهم كم هو، فنياً، ركيك التصميم، ولا كمّ الضجيج الذي يصاحبه، بقدر ما يهم أنه يتحلى، عبر شخصيته الأولى «كابتن أندربانتس»، بما لا يناسب الأطفال والأولاد أساساً. فارغ من القيم كيفما نظرت إليه.

‫It Comes at Night ‬ ‫ ‬
إخراج: تري إدوارد شولتز | أدوار: جوول إدغرتون، كريستوفر أبوت، كارمن إيوجو.
فيلم رعب جديد يضاف إلى عشرات سبقته تدور حول البيت المسكون بروح شريرة. الفارق هنا هو أن الشاكي من وجود هذه الروح، قد يكون هو الروح. بذلك الشر هو انعكاس لما يكمن في داخله من «بارانويا» وهواجس. الفيلم جاد في منواله مع قدر لا بأس به من فن التخويف، لكنه في النهاية لا يقدّم إضافة فعلية لكل ما سبقه من أعمال، بل يلجأ صوب جمهور جاهز يقبل عليها.

‫The Levelling ‬ ‫ ‬
إخراج: هوب ديكسون ليتش | أدوار: إيلي كندرك، ديفيد تروفتون.
الفيلم الأول لمخرجته يدور حول امرأة شابة تعود إلى مزرعة والدها بعدما تناهى إليها خبر انتحار شقيقها. تجد أن والدها يعيش منعزلاً عن العالم والمزرعة أصبحت مثل أرض مهجورة. أما قضية انتحار شقيقها فهي مفتاح لفهم عالم بعيد عن المدن تتعايش فيه رغبات متنوعة ما بين التمسك بالأرض والتخلي عنها. دراما ثقيلة الوطأة لكن الناحية الاجتماعية التي تطرحها تعوّض هذا الثقل المكاني والنفسي.

‫The Hero ‬ ‫ ‬
إخراج: برت هايلي | أدوار: سام إليوت، لورا بريبون، نك أوفرمان.
يشبه سام إليوت الشخصية التي يؤديها في هذا الفيلم. مثلها هو ممثل أفلام وسترن سابقة، ومثلها يعيش حالياً وضع المنسي الذي غاب عنه (وعن سينما الوسترن أساساً) بريقه السابق. تحوّل من أيقونة إلى مجرد ذكرى ويحاول الآن، وقد اكتشف أنه مصاب بالسرطان، أن يعود إلى استقبال الحياة وتجديد علاقاته العاطفية قبل فوات الأوان. الدراما التي يطرحها الفيلم محسوسة بفضل بطلها. أما الفيلم بحد ذاته فيمر في عدة مشاهد لا يقع فيها أي حدث مهم.



«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

 مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)
مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)
TT

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

 مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)
مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات، خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» المقام في لوس أنجليس بمفاجأة رائعة ترفع من أهميّته غير المحسوبة في إعلامنا العربي ومنهج صنع الفيلم العربي عموماً.

يوم الخميس، أغلق المهرجان الآسيوي دورته الجديدة بإعلان فوز فيلم «مندوب الليل» بجائزته الكبرى. الفيلم هو أول أعمال المخرج السعودي علي الكلثمي، وعند الناقد كاتب هذه السطور، هو أفضل فيلم سعودي طويل خرج في الأشهر الاثني عشر الماضية.

حين رشّحته للمهرجان المذكور، اتصل بي رئيسه جورج شمشوم معبّراً عن دهشته: «أذهلتني جودة الفيلم حرفة وموضوعاً. كانت مفاجأة كبيرة لي بعدما سمعت عن كثيرٍ من الأفلام السعودية الجديدة، وكيف أنها باتت تُسهم في تغيير السائد والتقليدي. مع ذلك، فإن هذا الفيلم كان روعة».

لمن لم يسمع به من قبل أو سمِع به ولم يشاهده، «مندوب الليل» هو عن شاب (الجيد محمد الدوخي) يُطرد من عمله في شركة اتصالات هاتفية إثر مشادة بينه وبين مسؤوليه. والده مُعتل وشقيقته مطلّقة عادت لبيت أهلها مع طفلها. سيجد عملاً بصفته مندوب توصيل البيتزا. لكنه يكتشف طريقة أخرى للثراء وهي، سرقة مؤونة من الكحول المخبأة التي يبيعها أصحابها للأثرياء. بذلك يضع قدميه عند نقطة تحوّلٍ واعدة غير مدركٍ مغبّة ما قام به وكيف سيضع نفسه وأهله في خطر جسيم.

فوز ناصع

الفيلم ليس قصّة بوليسية، لكنه قصّة تشويقية، والتشويق فيه مُحكم. فيلم متقن كتابة وإخراجاً وتأليفاً وتصويراً وتمثيلاً ومصمم بدقة. مُعالج بدراية وفعّال في عرض التفاصيل بذكاء. وهو نتيجة رائعة لعملية لا بدّ استغرقت كثيراً من التّصميم المُسبق والتنفيذ.

لجانب هذا الفوز الناصع لا يجب أن ننسى أن العام الآيل إلى الرحيل خلال 40 يوماً من الآن، شهد اشتراك السينما السعودية في إحدى مسابقات مهرجان «كان» رسمياً لأول مرّة. الفيلم هو عملٌ جيّد آخر، لكن من وزن مختلف، عنوانه «نورة» ومخرجه هو الطموح توفيق الزايدي.

الاشتراك السعودي الرسمي في «مهرجان القاهرة» الذي يُنهي أعماله مساء الجمعة تَوزّع بين فيلمين هما، «ثقوب» لعبد المحسن الضبعان، و«فخر السويدي» لثلاثة مخرجين هم هشام فتحي وعبد الله بامجبور وأسامة صالح.

هذا الكم لا يوقف المد القادم: حديثٌ عن اشتراك سعودي مقبل في «مهرجان برلين» في فبراير (شباط) 2025، وتحضيرٌ مبكر لجعل الدورة المقبلة من «كان» مايو (أيار) تُنجز أكثر ممّا أنجزت الدورة الماضية من حضورٍ كمي ونوعي كبيرين.

محمود حميدة و«الفن السابع»

كُتب وتكريمات

بالنسبة لـ«مهرجان القاهرة»، هناك محاورٌ عدّة للحكم له أو عليه. هو واحد من المهرجانات العربية التي تقع في الربع الأخير من كل عام. هذا يصلح كمسافة زمنية تمنح المهرجان فرصة عمل لجمع وتجميع أفلام من كل حدبٍ وصوب، لكنه توقيت يحرمه من أن يكون منصّة انطلاق لأي غاية. لا يخرج فيلم من هنا ليجوب العالم. حتى الفيلم الذي يربح جائزة كبرى فإن حدود جائزته تنتهي مع إقلاع المخرج عائداً إلى بلده.

هذا ليس شأنه فقط، بل شأن كلّ المهرجانات العربية تقريباً باستثناء «مهرجان البحر الأحمر» ولو إلى حدٍ. هو أصبح محطة انطلاق، على الرغم من وجوده في هذا الرُّكن الزمني من السنة، وذلك لأنه حرص على عرض أفلام سعودية تستطيع الانطلاق منه والسفر كونها في الأساس جيدة وتستحق. عاملٌ آخر هو أن الغرب بات يعرف أن السعودية أصبحت لاعباً ثقافياً وفنياً واضحاً. ما عاد الرِّهان عليه، بل على ارتفاع شأنه مستقبلاً.

ما هو عبثي في كثير من المهرجانات العربية، أن تلك التي تُوزّع التكريمات والاحتفاءات باتت أمام مفترق طرق: لقد كُرّم معظم الحاضرين والذين كانوا حاضرين وقت تكريمهم. هناك آخرون يستحقون (كُتاب سيناريو، مديرو تصوير، مؤلفو موسيقى، ممثلون ونقاد ومؤرخون) لكن أحداً قلّما شعر بهم.

«فخر السويدي» (مهرجان القاهرة السينمائي)

على «مهرجان القاهرة» أن ينفض عنه الالتزام بالواجب لأنه واجب، وأن يبحث في طيّات السينمات العربية عمن يستحق «تكريمه» فعلاً.

ما هو لافت كذلك في «مهرجان القاهرة» أكثر من سواه، هو إصداره كتباً سينمائية. هذه عادة توقّفت عنها غالبية مهرجانات العالم الرئيسية منذ عقود، مدركة أن كتب الاحتفاء لم تعد تأتي بجديد يُضاف إلى ما صدر عن كلّ محتفى به.

يمكن للمهرجان المصري إصدار كتابٍ قيّم واحد عوض ثلاثة أو حتى اثنين.

خلال العام الحالي أصدر المهرجان كتاباً مميّزاً ومهمّاً من إعداد ناجي فوزي بعنوان «مختارات من الفن السابع». وكانت مجلة «الفن السابع» السينمائية الرائعة التي أسسها محمود حميدة في عام 1997 قد سدّت ثغرة كبيرة آنذاك في ثقافة الفيلم المطبوعة.

الكتابان الآخران هما «حلم عز» لرامي المتولّي و«سينما يسري نصر الله» لأحمد عزّت عامر. الأول لا يعدو عن بضع صفحات لممثل لم يختم بعد عقداً واحداً من شهرته، والثاني لمخرج يستحق كتاباً يحلّل أفلامه ما لها وما عليها. كتاب من المهرجان لأي مخرج أو سينمائي، يعني انحيازاً للإيجابيات فقط.

عدم إصدارها في الغرب لا يعني أنه قرار صائب، خصوصاً أن البديل لدينا يجب أن يكون مختلفاً وهناك كثير من الأفكار في هذا الشأن.