حماس تختار ماليزيا أو غزة لقياداتها إذا طلبت منها الدوحة المغادرة

حماس تختار ماليزيا أو غزة لقياداتها إذا طلبت منها الدوحة المغادرة
TT
20

حماس تختار ماليزيا أو غزة لقياداتها إذا طلبت منها الدوحة المغادرة

حماس تختار ماليزيا أو غزة لقياداتها إذا طلبت منها الدوحة المغادرة

قالت مصادر فلسطينية مقربة من حركة حماس لـ«الشرق الأوسط»، إن قطر لم تطلب من الحركة مغادرة الدوحة حتى الآن، لكنها تخشى من طلب كهذا في مرحلة مقبلة، مما يعني ضرورة البحث عن موطئ قدم آخر.
وبحسب المصادر، فإن خيارات الحركة، إذا ما طُلِب منها المغادرة، تنحصر حالياً بين ماليزيا التي تربطها بها علاقات قوية للغاية، وقطاع غزة، باعتباره معقل حماس، وستفحص الحركة إمكانية الإقامة في لبنان أيضاً.
وتأمل حماس ألا تُضطَرّ إلى مغادرة العاصمة القطرية، خصوصاً بعدما أبدت استعدادها للتعاون مع طلبات سابقة لقطر، بتخفيف وجودها العلني، ووقف استخدام أراضيها في أي نشاط ضد إسرائيل، ومغادرة بعض كوادرها كذلك.
وتدرك حماس أن خياراتها بعد قطر أصبحت صعبة للغاية، فقد خسرت الحركة مقرها الدائم والطويل في سوريا، ويصعب عليها الذهاب إلى إيران الذي يعدّ مغامرة قد تكلفها رصيدها السني، فيما يُستَبعد أن تفتح مصر ذراعيها لحماس للإقامة فيها، بسبب صراع القاهرة الكبير مع تنظيم الإخوان المسلمين.
وتفضِّل حماس البقاء في قطر في الوقت الحالي، إذ توفر العاصمة القطرية للحركة، الدعم السياسي والمالي، والحماية الأمنية على أراضيها أيضاً، وهذا لن يكون متوفراً في عواصم أخرى.
وقال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، إن حركته مستعدة لمغادرة قطر حال أرادت الدوحة ذلك، مؤكداً أن كثيراً من قيادات الحركة غادر قطر طوعاً، لعدم وضع الدوحة في موقف حرج أمام أي طرف كان.
وأضاف، في حديث بثته وكالة «معا» المحلية: «إن حماس مستعدة لنقل مكتبها السياسي إلى أي مكان في حال طلبت قطر ذلك، من أجل تخفيف الضغط عليها فالدوحة كانت وما زالت من أكثر الداعمين للفلسطينيين وحماس ونكنّ لها كل الاحترام والتقدير». وتابع يوسف: «قيادات حماس يمكن أن تستقر في ماليزيا أو لبنان، أو تعود إلى غزة التي ستبقى الحاضنة لكل قيادات الشعب الفلسطيني».
ولم يُشِر القائد الحمساوي، إلى إمكانية أن تستقر حماس في إيران، على الرغم من أنه أكد أن اتصالات حماس مع إيران لم تنقطع قطّ، على الرغم من أحداث سوريا والعراق، وهي منذ 6 أشهر في طور التحسن.
ووفقا لما قال، فإن «التحالفات الجديدة في المنطقة، ستدفع باتجاه سرعة إعادة توطيد العلاقة بين حماس وإيران، لحماية مصالح الحركة ومشروعها الوطني».
وزعم يوسف أن «انحراف البوصلة لدى بعض الدول العربية والإسلامية، قد يدفع بعض الحركات الإسلامية - الإخوان المسلمين - إلى التوجه نحو تحالفات جديدة ودول قوية في المنطقة لحماية نفسها، مثل إيران».
وفي الوقت الذي لم تتضح فيه بعد خطوة حماس المقبلة في ظل التطورات التي وضعتها في عين العاصفة، حذرت مصادر إسرائيلية من أن تداعيات الأزمة المتعلقة بحماس قد تؤثر على حلبة جديدة وهي غزة.
وكتب المحلل الإسرائيلي للشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، القريب من قادة الأمن والجيش، في صحيفة «هآرتس»، أمس: «إن تراجع الدعم القطري لحماس في أعقاب الأزمة الخليجية، قد يحث الحركة على التصعيد في الصيف القريب، على خلفية أزمة المياه والكهرباء المتفاقمة في القطاع».
وأضاف أن تفاقم الأزمة في غزة يقلق القيادة الإسرائيلية، خصوصاً أن الحركة قامت في الأسبوعين الأخيرين بتشجيع المظاهرات على الحدود الشمالية للقطاع، التي تحول بعضها إلى العنف.
ويوضح هرئيل كيف أن قطر أضحت في السنوات الأخيرة، الداعم الوحيد لحكم حماس في القطاع، بعد تدهور العلاقات مع مصر إثر سقوط نظام الإخوان المسلمين وصعود عبد الفتاح السياسي، عام 2013، وتقليص الدعم الإيراني على خلفية الصراع السني - الشيعي في الحرب الأهلية في سوريا، وتراجع الدور التركي الداعم لحماس عقب اتفاق المصالحة مع إسرائيل، وزيادة متاعب الرئيس إردوغان في بلده وخارجها.
وظلَّت قطر تدعم الحركة مالياً وسياسياً، فنقلت أكثر من مرة أموالاً لخزينة حماس، لسد احتياجات سكان غزة، وتدخلت لحل أزمات الحركة مع مصر، وإسرائيل والسلطة. وحضنت في السنوات الأخيرة، رموز حركة حماس، وعلى رأسهم الرئيس السابق للمكتب السياسي، خالد مشعل. وكذلك رموز عسكرية للحركة، مثل صالح العاروري، الذي طردته إسرائيل من الضفة قبل 7 سنوات ووصل إلى تركيا، فطُرِد منها بضغط أميركي، حيث واصل العاروري نشاطه العسكري ضد إسرائيل.



استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)
3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)
TT
20

استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)
3- دخان تسببت به غارة أميركية في العاصمة صنعاء (رويترز)

يضاعف الطيران العسكري الأميركي غاراته على تحصينات الحوثيين وتجمعاتهم في خطوط التماس مع القوات الحكومية، بالتزامن مع تكثيف الجماعة لزراعة الألغام في مدينة الحديدة ووسط التجمعات السكانية ترقباً لعملية عسكرية برية تتوقع أن تخطط القوات الحكومية لتنفيذها بالتنسيق مع الجيش الأميركي.

وعلى مدى 3 أيام استهدفت المقاتلات الأميركية بسلسلة من الغارات تحصينات الجماعة الحوثية وتجمعاتها على خطوط التماس في مناطق البقعة والسقف والغويرق جنوب وغرب مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة الساحلية الغربية، وسُمِع دوي انفجارات ضخمة عقب الغارات، في الوقت الذي كانت ترسل فيه الجماعة تعزيزات إضافية إلى خطوط التماس، وفق مصادر حكومية.

واستهدفت الغارات مراكز قيادة وسيطرة ومخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ واجتماعات لقيادات الجماعة في مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء)، إلى جانب استهداف مواقع تمركزها وتحصيناتها.

1- صورة نشرها الجيش الأميركي لاستهداف موقع حوثي في مجزر بمحافظة مأرب (سنتكوم)
1- صورة نشرها الجيش الأميركي لاستهداف موقع حوثي في مجزر بمحافظة مأرب (سنتكوم)

في الأطراف الشمالية للمحافظة بالقرب من محافظة الجوف (شمال شرقي صنعاء)، ومخازن الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ والمسيرات في مركز الجوف ومنطقة اليتمة.

‏وذكرت مصادر يمنية أن الجماعة الحوثية نشرت أسلحة وذخائر متطورة في مديرية مجزر شمالي غرب محافظة مأرب وامتداداتها القريبة، واستطاعت منذ بدء سريان الهدنة الأممية، قبل 3 أعوام، تطوير شبكة أنفاق وتحصينات وإنشاء مخابئ لتخزين ونشر صواريخ باليستية وذخائر دفاع جوي وطائرات مسيرة.

كما عملت الجماعة على تأمين تموضع منصات ثابتة ومُتنقلة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، أسفل الجبال والمرتفعات وفي الوديان، ونشرت أنظمة توجيه وتقنية مراقبة ومحطات اتصالات ورادارات.

2- لقطة من مقطع فيديو نشره ترمب لتجمع حوثي قبل استهدافه في محافظة الحديدة (إكس)
2- لقطة من مقطع فيديو نشره ترمب لتجمع حوثي قبل استهدافه في محافظة الحديدة (إكس)

أوردت منصة «ديفانس لاين» المعنية بالشؤون الأمنية والعسكرية في اليمن، عن مصادر، أن الحوثيين نقلوا خلال الفترة الماضية قطعاً حربية وأسلحة ثقيلة، تضم دبابات ومدفعية، ومعدات أشغال عسكرية إلى خطوط التماس، ضمن استعداداتهم لجولات جديدة من الحرب، والسعي للسيطرة على مدينة مأرب، مركز ثقل الحكومة الشرعية وتمركز القوات، والوصول إلى مناطق إنتاج الغاز والنفط شرق المدينة.

وبحسب هذه المصادر، استخدمت الجماعة مديرية مجزر ومناطق قريبة منها لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بعيدة المدى باتجاه البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، واستفادت من المساحات الصحراوية والوديان في تنفيذ مثل هذه العمليات، وتحصنت في المغارات والكهوف وعبثت بالمواقع الأثرية الواسعة في منطقة براقش، أثناء تخزين الأسلحة والذخائر فيها.

ألغام ورقابة

يأتي هذا التحول في طبيعة الأهداف التي اختارها الجيش الأميركي متزامناً مع تأكيد مصادر حكومية أن الجماعة الحوثية شرعت في زراعة الألغام في مدينة الحديدة وفي محيط موانئها، مبررة ذلك بوجود خطة حكومية لمهاجمة المدينة وانتزاعها من سيطرتهم باستغلال الضربات الأميركية.

4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)
4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)

وبينت المصادر أن إعادة زراعة الألغام وسط التجمعات السكانية وبالقرب من المنشآت الاقتصادية المدنية يجري تحت علم بعثة المراقبة الأممية في المحافظة، وبعد جهود كبيرة بذلت طوال السنوات الماضية لانتزاع الألغام التي تمت زراعتها في السابق.

وعلى الرغم من مرور 3 أعوام على الهدنة وانحسار العمليات القتالية الكبرى؛ فإنها أخفقت في وضع حدّ للخسائر البشرية بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي زرعها الحوثيون بكثافة وعشوائية في أغلب المناطق التي وصلوا إليها أو سيطروا عليها، بما في ذلك المنازل والمزارع؛ خصوصاً في محافظة الحديدة التي وصلت القوات الحكومية إلى قرب مينائها الرئيسي في عام 2018.

وطبقاً لمركز التعامل مع الألغام في اليمن، يحتل هذا البلد المرتبة الثالثة عالمياً من حيث أعداد ضحايا الألغام، التي بلغت 9500 ضحية من المدنيين منذ مارس (آذار) 2015م، جُلهم من النساء والأطفال، بينما يعاني أغلب الناجين من الألغام من إعاقات مختلفة، خاصة بتر الأطراف، ويحتاجون إلى رعاية شاملة ومستدامة.

5- أحد ضحايا الألغام الحوثية في محافظة الحديدة (إعلام محلي)
5- أحد ضحايا الألغام الحوثية في محافظة الحديدة (إعلام محلي)

وأصدرت الجماعة الحوثية تعميماً يحظر على المحال التجارية في العاصمة صنعاء، ربط كاميرات المراقبة بالأجهزة المتصلة بالإنترنت، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب، ووجهت أقسام الشرطة بتحذير أصحاب المحال من خرق هذا القرار، وتوعدت بمعاقبة مَن يخالف ذلك.

ويأتي هذا الإجراء بعد منع السكان من الحديث عبر الهاتف أو الرسائل النصية أو عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي عن المواقع التي استهدفتها الضربات الأميركية، أو أعداد الضحايا، زاعمة أن ذلك يوفر للجانب الأميركي معلومات تساعده على ملاحقة المطلوبين ومعرفة أقاربهم وتتبع تحركاتهم.