الأمن الروسي ينفي وجود تهديد خلال بطولة كأس القارات

الأمن الروسي ينفي وجود تهديد خلال بطولة كأس القارات
TT

الأمن الروسي ينفي وجود تهديد خلال بطولة كأس القارات

الأمن الروسي ينفي وجود تهديد خلال بطولة كأس القارات

أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي عن تشديدها، بالتعاون مع المؤسسات الأمنية الأخرى، التدابير الضرورية لمواجهة التهديدات الإرهابية، بما في ذلك تدابير استباقية لإحباط أي محاولات للقيام بأعمال إرهابية، خلال بطولة كأس القارات لكرة القدم التي تستضيفها روسيا هذا العام، حيث ستجري المباريات من 17 يونيو (حزيران) الحالي حتى 2 يوليو (تموز) المقبل، في 4 مدن روسية: موسكو وبطرسبرغ وقازان وسوتشي.
وقال ألكيسي لافريشيف، نائب مدير هيئة الأمن الفيدرالي، خلال مؤتمر صحافي في وكالة «تاس»، أمس، إن الأجهزة الأمنية الروسية «شددت عملية الفلترة (غربلة هويات القادمين) على الحدود، وحظرت دخول عدد كبير من الأجانب حملة الجنسيات والأشخاص من دون جنسية، الذين يحتمل أن تكون لهم أي علاقة بالتهديد الإرهابي، إلى الأراضي الروسية»، خلال بطولتي كأس القارات نهاية الشهر الحالي، وكذلك خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها روسيا في يونيو 2018.
وأشار المسؤول الأمني الروسي إلى أن العمل لضمان الأمن خلال هذه الفعاليات الرياضية الدولية يجري على أكثر من اتجاه، وقال إن الاستخبارات الروسية تتعاون في هذا المجال مع الاستخبارات الأجنبية التي أبدت استعداداً للمساعدة.
وقال نائب مدير الأمن الفيدرالي الروسي إن الأجهزة الأمنية مستعدة تماماً لضمان الأمن خلال الفعاليات الرياضية، وأكد في الوقت ذاته على عدم وجود أي تهديدات أمنية مباشرة لبطولة كأس القارات، لافتاً إلى أن جهود كل المؤسسات الأمنية الروسية والاستخبارات مركزة للكشف المبكر، والوقاية من أي هجمات إرهابية، وقال: «نبذل كل جهودنا كي تجري بطولة كرة القدم في أجواء مريحة وآمنة». وأشار إلى أن التجارب الدولية في استضافة فعاليات رياضية دولية أظهرت أن التهديد الإرهابي يشكل مصدر تهديد أمني رئيسي، لذلك «بغية الحد من التهديدات، وبالدرجة الأولى التهديد الإرهابي، نقوم بتنفيذ جملة تدابير وإجراءات أمنية ترمي إلى إحباط ذلك التهديد». وأكد الكشف عن عدد من الخلايا الإرهابية، وإحباط نشاطها، في إطار تنفيذ تلك التدابير.
وتجدر الإشارة إلى أن عناصر الأمن الفيدرالي قاموا خلال الفترة الماضية بتنفيذ عمليات أمنية واسعة في المدن التي ستجري فيها منافسات كأس القارات، تأكدوا خلالها من جاهزية البوليس وغيره من قوات أمنية في الكشف عن الإرهابيين. وخلال العملية، لعب عدد من عناصر الأمن الفيدرالي دور «إرهابيين»، وتنقلوا على وسائل النقل العام، وزاروا المواقع الشهيرة في المدن. وفي موسكو، جرى التأكد في الملاعب من القدرة على مواجهة التهديد الإرهابي عبر الجو، وجرت الاختبارات بالاستعانة بالدرونات.
وفي شأن متصل، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي عن توسيع قائمتها للمنظمات التي تصنف وفق القوانين الروسية «منظمات إرهابية»، وأضافت أمس إلى تلك القائمة منظمة تطلق على نفسها «مجاهدي جماعة التوحيد والجهاد». ووفق المعلومات على الموقع الرسمي لهيئة الأمن الفيدرالي، فإن القائمة الروسية للمنظمات الإرهابية تضم حالياً 27 منظمة روسية وأجنبية. وتم إدراج المنظمة الجديدة على القائمة بموجب قرار محكمة محافظة موسكو الذي دخل حيز التنفيذ منذ الثاني من يونيو.
ويوم أمس، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع فياتشيسلاف فالودين، رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب في البرلمان الروسي)، مشروع القانون الذي يدرسه المجلس حول إسقاط الجنسية عن المواطنين غير الأصليين، أي الذين يوجه لهم القضاء تهمة ممارسة النشاط الإرهابي. وطلب بوتين من رئيس المجلس التوجه إلى المحكمة الدستورية العليا للتشاور قبل اعتماد القرار من جانب المجلس. كما اقترح تعديلات على مشروع القانون المذكور، ودعا النواب لتبني فقرة تتضمن نصاً على شكل «يمين أو قسم» يؤديه كل من يحصل على الجنسية الروسية، ويؤكد فيه التزامه بالقوانين، واحترامه لعادات وتقاليد المجتمع وأعرافه، وما إلى ذلك.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».