تشغيل منجم فحم عملاق قرب الحاجز المرجاني العظيم بأستراليا

الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا (يوتيوب)
الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا (يوتيوب)
TT

تشغيل منجم فحم عملاق قرب الحاجز المرجاني العظيم بأستراليا

الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا (يوتيوب)
الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا (يوتيوب)

أعلنت شركة «آداني» الهندية العملاقة للتعدين، اليوم (الثلاثاء)، موافقتها على خطط بدء العمل في منجم الفحم العملاق «كارميشيل» في شمال شرقي أستراليا، حيث يقول نشطاء الدفاع عن البيئة إن تشغيل المنجم سيلحق أضراراً كبيرة بالحاجز المرجاني العظيم الموجود في المنطقة.
وبحسب بيان صادر عن الشركة الهندية، فإن جاوتام آداني رئيس مجلس الإدارة أعطى «الضوء الأخضر» لبدء العمل في المنجم وخط السكك الحديدية المرتبط به في إقليم كوينزلاند الأسترالي، بتكلفة تصل إلى 16 مليار دولار أسترالي (12 مليار دولار أميركي).
وصرح آداني في بيان: «أنا فخور بإعلان حصول المشروع على الموافقة النهائية من جانب أعلى مستوى إداري في الشركة، وهو ما يمثل البداية الرسمية لواحد من أكبر مشروعات البنية الأساسية والمشروعات التنموية التي توفر وظائف جديدة في تاريخ أستراليا القريب».
ومن المنتظر أن يكون المنجم الجديد الأكبر في أستراليا ويغطي مساحة 447 كيلومتراً مربعاً في حوض جاليلي، ويتكون من 6 مناطق للتعدين المفتوح و5 مناجم تحت الأرض، ومن المتوقع أن يستمر تشغيل المنجم لفترة تتراوح بين 50 و60 عاماً.
وأضاف آداني أن هذا «يوم تاريخي لآداني ويوم تاريخي لإقليم كوينزلاند ويوم تاريخي للاستثمار الهندي في أستراليا».
وذكرت الشركة الهندية العملاقة، أن المشروع سيكون أكبر استثمار منفرد لشركة هندية في أستراليا وسيوفر نحو 10 آلاف وظيفة بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتتوقع بدء الأعمال التمهيدية للمشروع خلال الربع الثالث من العام الحالي، رغم أن الشركة ما زالت تواجه كثيراً من العقبات.
وتحتاج الشركة إلى توفير مليارات الدولارات لتمويل المشروع، في حين أن أكبر 4 بنوك في أستراليا أعلنت بالفعل اعتزامها عدم المشاركة في التمويل. وقد طلبت الشركة من الحكومة الأسترالية قروضاً لتمويل المشروع، لكن الحكومة لم توافق حتى الآن.
في الوقت نفسه، فإن السكان الأصليين لأستراليا أصحاب الأراضي في منطقة المشروع والنشطاء البيئيين أقاموا دعاوى قضائية لوقفه، خوفاً من الإضرار بالحاجز المرجاني العظيم الذي يعاني بالفعل من تداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري.

*نقاط الخلاف
كما يقول نشطاء الدفاع عن البيئة، فإن المنجم بالفعل لا يتوافق مع التزامات أستراليا الدولية وفقاً لاتفاقية باريس لمكافحة التغير المناخي. وقال جوف كوزينس من مؤسسة الحفاظ على البيئة في أستراليا إن «آداني لم تقنع أي مؤسسة مالية حتى الآن بتمويل المشروع الذي تأكد أنه مرفوض بشدة من جانب الرأي العام الأسترالي... وإذا منحت الحكومة الاتحادية (أستراليا) شركة آداني مليار دولار من الأموال العامة لهذا المنجم المدمر الذي سيدمر شعابنا المرجانية، سنبحث كل السبل اللازمة لوقفها بما في ذلك التحرك القانوني».
ومن أبرز نقاط الخلاف بين الشركة ونشطاء الدفاع عن البيئة، تطوير ميناء «آبوت بوينت» الذي يقع على الطرف الجنوبي للحاجز المرجاني العظيم، والذي سيتم ربطه بمنجم الفحم من خلال خط سكة حديد بطول 389 كيلومتراً.
وأعلنت شركة «آداني» في بيان: «ما زلنا نواجه النشطاء، لكننا متمسكون بهذا المشروع. نحن ملتزمون تجاه إقليم كوينزلاند وملتزمون بمعالجة أزمة فقر الطاقة في الهند».
وأفاد رئيس شركة «آداني أستراليا»، جياكومار كاناكاراج، رداً على النشطاء: «لهؤلاء النشطاء الذين يجلسون في المقاعد المريحة وينتقدوننا، أوجه هذا السؤال البسيط، ماذا فعلتم لهؤلاء الناس؟».
وأضاف أن الشركة استثمرت بالفعل 3.3 مليار دولار في المشروع تشمل شراء ميناء تداول الفحم في «آبوت بوينت»، حيث سيتم من خلاله نقل الفحم إلى محطات الطاقة المملوكة لمجموعة «آداني» في الهند.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.